الذي حدث تلك الليلة ......

احبتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كلكم تسمعون بما يجري في مدينة نابلس من عدوان غاشم خاصة علي البلدة القديمة منها .. والمستمر منذ اسبوع ... حيث اوقع هذا العدوان عدد من الشهداء والجرحي وعدد من المنازل والمحلات والورش تم تدميرها ... واعتقال عدد اخر من الشباب

والاوضاع في هذه المدينة التي ادرس بها اصبحت علي درجة كبيرة من السوء بسبب هذه الاجراءات العدوانية ....

في احد ليالي هذا العدوان عدنا الي سكني انا وبعض زملائي الطلبة في الثامنة مساء وشاهدنا الاخبار علي التلفزيون "حيث كانت الكهرباء تنقطع بشكل كبير جدا " وكانت كلها اخبار غير سارة ومن كل محافظات فلسطين .... حتي تلك الاخبار العالمية التي تدور في فلك العدوان المحتمل علي شعب العراق
وفد جهز احد الزملاء بعض الطعام للعشاء وبعد ذلك منا من ذهب للدراسة استعدادا للامتحانات .... وفي تمام الواحدة ليلا تفاجاْنا بوجود عدد كبير جدا من القوات الصهيونية تحاصر العمارة التي نسكن بها من كل جانب ... وينادون بمكبرات الصوت المنصوبة علي الدبابات والجيبات المصفحة ..."ايها المجرمون اخرجوا الان من المبني والا سوف نفجره علي رؤوسكم " ولعدة مرات حتي اضطر الجميع للخروج
شباب ونساء واطفال وشيوخ وكل من هو موجود في العمارة
واخضعوا الجميع للتفتيش الدقيق واجبرونا نحن معشر الشباب علي خلع معظم ملابسنا بحجة التفتيش .. واوقفوا الجميع في العراء .. تحت المطر الشديد "حيث كان الجو وقتها باردا وماطرا وعاصفا جدا " وادخلوا كلابهم المدربة اولا لفحص العمارة خوفا من وجود متفجرات فيها او اي انسان لم يخرج ... وبعد هذا الفحص الاولي سمحوا للنساء والاطفال بالعودة الي المبني وابقونا نحن معشر الشباب ... وطلبوا منا تفتيش السكن بانفسهم .. حيث قاموا بذلك وعاثوا فسادا في مسكننا وخلطوا الحابل بالنابل ومزقوا بعض الكتب ونثروا الملابس والطعام وكل شيء وجدوه ...... بل وسرقوا بعض الجولات والنقود التي عثروا عليها .....
وبعد ساعتين من وقوفنا تحت المطر الشديد سمحوا لنا بالعودة الي المسكن
وقال لنا الضابط المسؤول " نحن اسفون بامكانكم العودة للبيت "

طبعا عدنا للبيت وقد اغرقتنا مياه الامطار ... ووجدناه عبارة عن خرابة ليس الا
فما تركناه قبل ساعتين تغير كليا ... كل شيء مبعثر وممزق ... وحتي ان بعضنا انشغل في البحث عن بعض الاغراض المهمة خاصته ونسي ان يجفف نفسه من المطر
وهكذا وعلي هذا النحو تسير حياتنا هنا في فلسطين ... وهذه المرة الرابعة التي يفتشون فيها مسكننا ... لكن المرات السابقة لم تكن بهذه الصعوبة التي نتجت عن البرد والمطر الشديدين .....

ولم تنتهي المعاناة عن هذا الحد ... بالامس وفي مكان سكناي في قطاع غزة حيث يقطن الاهل هناك اجتاحت القوات الصهيونية المنطقة وعاثت فيها فسادا
حيث استشهد اربعة من شبان المنطقة واصيب عدد اخر وهدموا ست منازل ومجموعة كبيرة من الورش والمحلات التجارية ولا يزال العدوان مستمرا حتي هذه اللحظة
اخيرا نقول ان الحمد لله علي كل شيء ... ونساله سبحانه وتعالي ان يفك اسرنا وان يرحمنا وان يرينا فيهم يوما انه قادر علي كل شيء