بين الداء والدواء مسافة, وبين المرض والشفاء خطوات, عادة ما يلاحق الدواء الداء فيصارعه الى ان يطيح به ويتغلب عليه او يؤخره الى جولة اخرى, وكذا الشفاء مع المرض, يترقبه الى ان يحين وقته فيحل محله او يمهله وقتاً اضافياً ليختبر صبره وتحمله حتى اذا نزل بساحته ساد عليه واصبح الانسان في نعمة وعافية, وليس هناك في الكون نعمة بعد نعمة الاسلام تعدل العافية.
قاعدة الاسلام في التعامل مع الامراض ترتكز على حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (ان الله عز وجل لم ينزل داء الا انزل له شفاء, علمه من علمه, وجهله من جهله) فالاصل اذا هو البحث عن العلاج او قبله الاخذ بأسباب الوقاية, ومن العلاج رفع الداء (المرض) بالدعاء كما قال تعالى {امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء} ومثلا ذلك سيدنا ايوب عليه السلام, ان الله يبرئ بالدعاء حتى من الامراض المستعصية وعند حيرة الاطباء كما قال الشاعر:
حار الاطبة في شفاء عليل.. ويئسوا معه بالداء العدد
فلما نادى يا ارحم الراحمين.. صح الجسم وخلا من المرض
كما ان الشفاء من المرض يكون بالقرآن الكريم كما قال تعالى {وننزل من القرآن ما هو شفاء للمؤمنين}.
وبناء على ما سبق فان جميع الامراض قابلة للشفاء باذن الله اما بالدعاء او بالقرآن الكريم او بالبحث الجاد عن العلاج المادي (الجراحي, الكيميائي, الاشعاعي) او اي تدخل واجتهاد طبي بشري موثق يقوم على التجربة والبرهان, وكثير من الامراض المستعصية التي كانت في يوم من الايام (تستعصي) على الطب هي اليوم في حكم (بيت الطاعة) ترضخ للدواء والعلاج والشفاء باذن الله, ومن ذلك مرض سرطان الدم الذي كان يغتال الصغار والكبار وينهك قواهم ويضعف مناعتهم هو اليوم قابل للشفاء باذن الله في بعض انواعه مما يجعل هذا المرض ينتهي نهائياً ولا يعود ابداً ومجلة الاعجاز العلمي في عددها الجديد تطرقت الى هذا المرض بالتفصيل وقدمت تعريفاً طبياً وعلمياً له وفصلت في انواعه وعلاجه وجميع المراكز الطبية والبحثية مطالبة باجراء المزيد من الدراسات والابحاث على جميع الامراض المستعصية حتى تقدم العلاج والشفاء وهي بهذا تكون قد نفذت سنة نبيها محمد صلى الله عليه وسلم في طلب الدواء والشفاء.
