منذ أن فارقنا أبي
بدا شعور بالوحدة
وانعزال عن الدفء
كان أبي لنا جدارا واقيا
نهرب إليه حين الخوف
نشعر بالدفء قربه
نحتمي به من عصف الرياح
وهدير الموج
ولما انهار الجدار
أصبحت أخشى الناس
وعبء المسؤولية
فقدت الاعتزاز
وكبرياء الطفولة
فقدت الفخر بقوة أبي
وقدرته البالغة
كنت دائما أقول:
أبي أقوى من السماء
وأقوى من الرياح
وحتى انه أقوى من الشجرة العالية
أمام منزلنا
خاب ظني حين مات
ظننت بان السماء ظالمة
وأن الريح ظالمة
وان الشجرة هي التي قتلت أبي.
كان يحزنني حين أرى طفلا لاهيا
في حضن أبيه
صاخبا في دفء حنانه ومحبته.
كنت اكره ألا جابه
حين يسألني الناس عن أحوال أبي.
اشتياقي لصوته رائحته .. أحضانه .. تمزق خلايا عقلي
الذكرى تعوق خطواتي الثابته نحو الحياه
وحينما يضيق ذهني
اشعر بالخوف من الحرمان
لم أجد اكثر دفئا من حضن أمي....
بالنهايه :
ماأصعب الفراق هكذا وكأن ماكان لم يكن سوى أحلام من وحي الخيال
ويصدمك واقع أنها حقيقة وقد حان وقت .... الإنغماس بأعماق كابوس الفراق
