أيها الشاب المسلم نحن أمة واحدة أمة الإسلام أمة تدين لله بالسمع والطاعة ولرسوله صلى الله عليه وسلم كذلك فنتلقى منهج حياتنا من كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ونتمثل قول الله (( هو سماكم المسلمين))
أيها الأخوة فلسنا بحاجة إلى أن نقسم مجتمعنا إلى أحزاب وطوائف وفرق متناحرة يقول هذا يسمى بكذا وذا ينسب إلى كذا وذا ينسب إلى كذا لماذا ؟ لماذا هذا التفرق والرب واحد والكتاب واحد والنبي واحد فلماذا هذا التفرق ؟ ولماذا ننمي في عقول شبابنا هذه الوسائل التي تحدث في صفوفنا ضعضعة ووهنا ؟
فنحن أمة الإسلام نقبل شرع الله كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فمن دعانا إلى الكتاب والسنة قلنا : سمعا وطاعة . (( إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون )) ومن دعانا إلى فرقة واختلاف وتنوع وجهات النظر إلى أفكار وأراء قلنا له : إن الله يقول : (( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )) .
شباب المسلمين إن أعداءنا يحاولون إضعافنا بأي وسيلة ممكنة فإن عجزوا عن إبعادنا عن ديننا وعجزوا عن تركنا لأخلاق ديننا وعجزوا عن نقلتنا من إسلامنا ووجدونا أقوياء أشداء متمسكين بديننا حق التمسك ثابتين عليه قد نعض عليه بالنواجذ إن عجزوا عن ذلك
أتونا بطريق آخر ألا وهو الغلو في ديننا لنفهم إسلامنا على غير مراد الله منه فإن الشيطان لا يبالي بالعبد إما أن يهبط به إلى الحضيض وإما أن يعلوا به حتى يخرج عن تعاليم دينه بغلو فاسد يفسد عليه دينه ويجعله شقيا في تصوره فكما أن الشيطان يسعى في إبعادك عن دينك وإفساد أخلاقك وقيمك إن عجز جاءك من طريق الدين فأوحى إليك الغلو فيه والتشدد فيه حتى يكون نظرك قاصرا وتصورك قاصرا فتقع في إشكاليات كثيرة ودينك دين الوسطية بين من غلا وجفا . شباب الإسلام فالغلو في ديننا والتطرف في ديننا والبعد عن أخلاق ديننا بل نكون أمة وسطا ليكون ولاؤنا للإسلام ومحبتنا للإسلام وتعاوننا على الدين والإيمان لا على أي مبدأ ولا على أي حزب ولا على أي طائفة وإنما يكون الولاء لله ورسوله ولدينه (( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولاء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر )) فمتى كان الولاء لدين الله متى كانت المحبة والالتقاء للقلوب عل دين الله فإن الأمة تسعد بهذه وتسلم من كثير من المشاكل والاختلافات لأن الله حذرنا من طريق أعدائنا الذين تفرقوا في دينهم فأحدث لهم هذا التفرق بعدا عن إسلامهم ونحن أمة الإسلام أمة محمد صلى الله عليه وسلم يجب أن نتصور مكانتنا وقدرنا إن ولاءنا لديننا يقتضي أن يحب بعضنا بعضا وينصر بعضنا بعضا ويشد بعضنا إزر بعض ونكون إخوة في دين الإسلام ( مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) إذا اشتكى جزء من البدن فكل البدن متألم بآلام ذلك الجزء . والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا إن وجود اختلاف بيننا اختلاف في وجهة النظر في بعض المسائل لا تسبب تفرقنا ولا تقاطعنا ولا تباغضنا لأن وجود الخلاف في مسألة ما من المسائل يمكن أن يتدارك الخلاف وأن يحسم النزاع وأن تلتقي القلوب على الهدف الأسمى إذا صحت النية وصدقت العزيمة لكن أن نتخذ من أحزاب وطوائف سببا لفرقة كلمتنا وتشتت أمرنا وبغض بعضنا لبعض فهذا أمر يشجبه ديننا لأن ديننا يدعونا جميعا إلى أن نكون أعوانا على البر والتقوى ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) إن ديننا يدعونا إلى التناصح فيما بيننا فيقول جرير بن عبد الله بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم . والنصح لكل مسلم ويقول صلى الله عليه وسلم ( الدين النصيحة قالوا لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) فالمسلم ناصح لربه داعيا عباد الله إلى عبادة الله وإخلاص الدين لله وتعظيم الله في القلب محبة وخوفا ورجاء وداعيا إليه نصيحة لرسوله بتوضيح سنته والذب عنها وتنزيهها من كل ما لفق بها من الأباطيل ، وناصحا لكتاب الله فداعيا إليه ومرشدا إلى تحكيمه والتحاكم إليه وناصحا لأمته ببيان الحق لهم ونصيحتهم بالحق وحثهم على الخير والوقوف معهم في جانب الحق وناصحا لعامة المسلمين بتوجيههم إلى كل خير والأخذ بأيديهم إلى كل خير . إن رجال التربية والتعليم مسئوليتهم في توجيه الشباب مسئولية جسمية فالمعلمون إذا علموا أبناءنا والمعلمات إذا علمن البنات ديننا وأخلاقنا وتعاليم ديننا السمحة فإنا بذلك نضمن صلاح الأبناء والبنات لأن على المعلمين مسؤولية جسيمة وأمانة عظمى خطباء المساجد وأئمتها وظيفتهم في توجيه النشئ ودعوة الناس إلى الخير وتبيين محاسن الإسلام وفضائله ، رجال الصحافة والإعلام عليهم المسئولية في ذلك فالكتاب في الصحافة ورجال الإعلام من إذاعة وتلفاز وغيرها مسؤولية في توعية الشباب واستنقاذهم من دعاة الباطل مسؤولية جسيمة وعلى الآباء والأمهات والإخوة والأخوات على الجميع تقوى الله والجد والاجتهاد فيما يصلح هذا النشئ لأنه أمانة في أعناقنا واجبنا أن نؤدي تلك الأمانة بإخلاص وصدق ، إخوتي في الله إن هذا البلد الأمين الذي يعيش ولله الحمد آمنا مطمئنا رخاء سخاء قد جمع الله شتاته بالإسلام وربط بين قلوب أبنائه برابطة الإيمان ووهب له من أنواع الخيرات ما الله به عليم وجعل هذا البلد بلدا آمنا مطمئنا فالحمد لله رب العالمين .
(( فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف )) ووفق الله له قيادة نرجو من الله أن يجعلها على خير وصلاح واستمرار على الخير إن شاء الله فواجبنا أن نشكر الله على نعمته ونشكره على فضله وكرمه ونرعى هذه النعمة حق الرعاية ونسعى جميعا في استمرارها بتعاون الأفراد جميعا على تثبيت هذه النعمة التي نعيشها اليوم والتي نحن غرباء بين العالم فيها فنحن نعيش أمنا واطمئنانا (( أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم )) فالعالم حولكم كما تسمعون وتعلمون ماذا حل بهم من المصائب ؟ ماذا نزل بساحتهم من البلايا ؟ تقض الأحداث مضاجعهم وتكدر صفو حياتهم ما بين انقسامات سياسية انقسامات حزبية وطائفية يقتل بعضهم بعضا ويهلك بعضهم بعضا والأعداء يمدون هؤلاء وهؤلاء ليكونوا ضحية بعضهم لبعض وأنتم في هذا البلد في أمنٍ واستقرار وطمأنينة ورخاء فلنحمد الله على هذه النعمة ولنعرف لها قدرها ولنتصور أن أي فكر أو رأي والعياذ بالله يريد زحزحة أمننا يريد تكدير صفو حياتنا أن ذلك عدو لنا ولديننا قبل كل شيء عدوا لديننا ثم عدو لنا لأن هذا يميله الحقد والحسد لهذه الأمة والمجتمع المسلم الذي يعيش أمنا وطمأنينة وكما سمعتم في الأخبار من أناس كادوا لهذه الأمة المكائد وبغوا له الغوائل وحاولوا والعياذ بالله إيجاد بلاء في الأمة ولكن الله بفضله ولطفه قيض لهذه الشرور من أكتشفها وقيض لها من سيطر عليها ووفق ولاة أمرنا لذلك فالحمد لله على نعمته وفضله .إن هذه المكائد لهذا البلد إنما تنتج من قوم امتلأت قلوبهم بالنفاق وامتلأت قلوبهم بالغل والحقد على أهل الإسلام فحري بشبابنا ألا يصغوا لتلك الأفكار وأن يكونوا على حذر من أعدائهم فما يريد الأعداء منا خيرا وما يريدون بنا إلا البلاء فنحن يجب أن نحافظ على أمتنا على ديننا وعلى وجدتنا على تلك النعم التي نعيشها ونتقلب فيها ليلا ونهارا نعم عظيمة وخيرات كثيرة وأمن واستقرار وتنفيذ لحدود الله وإظهار لشعائر الإسلام وتلك نعم عظيمة يحسدنا الأعداء كما قال جل وعلا (( ود كثير من أهل الكتاب لو يردوكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق )) .فهم يعلمون أن هذا البلد ما دام على دينه وعقيدته السليمة وما دام خاضعا لولاته الطيبين فإنه لا مجال لهم في تنفيذ سمومهم وبث شرورهم فيريدون زعزعة هذا الدين وهذا الأمن من هذا البلد ويأبى الله والمؤمنون ذلك هذا البلد الذي يؤمه الحجاج من مختلف أقطار الدنيا ويؤمه المعتمرون وتشاهدون ما في الحرمين من هذه الوفود العظيمة إنما سبب ذلك هذا الأمن والطمأنينة هذا الاستقرار والرغد هذا الخير الدائم فعلينا أن نحافظ على نعمة الله علينا أن نحافظ عليها بشكر الله والقيام بحقها وأن نكون عيونا ساهرة على أمننا واطمئناننا ولا نمكن لأي مغرض أن يبث فينا سمومه وشره وبلاءه لأنه لا يريد بنا ولا بمجتمعنا خيرا وإنما يريد الفساد والإفساد (( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد )) كل أولئك لا يريدون بمجتمعنا خيرا ولم يقصدوا الإصلاح لأن الثورات العسكرية التي وقعت في العالم الإسلامي دمرت كيانه وقضت على خيراته وأعقبته من كل خير كان كثير من عالمنا الإسلامي قبل هذه الثورات العسكرية يعيش في رخاء ونعمة وخيرات مترادفة فلما جاءت تلك الانقلابات والأحزاب المشئومة عادت على المجتمع المسلم بالضرر فأتلفت الدين ودمرت الاقتصاد وقضت على الخيرات حتى أصبح كثير من أبناء المسلمين يعيشون في أوربا وأمريكا وغيرها طلبا للقمة العيش ضاقت بهم بلادهم التي كانت مصدر خير ونعمة.
بأسباب هذه الأيدي الآثمة والأفكار السيئة التي اصطنعها أعداء الإسلام ليضربوا الأمة بعضها ببعض ويحطموا كيانها وأخلاقها ويجعلوا الأمة دائما تحتاج إليهم فالأمة ما دامت متمسكة بدينها فدينها يدعوها إلى العزة ويدعوها إلى القوة ويدعوها إلى ن تستغل خيرات الأرض بما يعود عليها وعلى مجتمعها بالخير والأمن والاستقرار عاشت في فوضاء لا نهاية لها .
نعوذ بالله من زوال نعمته ومن تحول عافيته ومن فجاءت نقمته واسأل الله أن يصلحنا جميعا ويصلح شبابنا ويهديهم لكل خير ويحفظ نعمة الإسلام والأمن والاطمئنان ويصلح ولاة أمورنا ويأخذ بأيدهم لما فيه الخير والصلاح ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .
واشكر القائمين على جامع الأمير نايف دعوتنا ومشاركتنا لإخواننا في هذه الأمسية المباركة وأرجوا من الله أن نكون على خير إنه على كل شيء قدير وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
ولنترك المجال فلعل أسئلة من الحاضرين تعرض ليجاب عليها قدر الاستطاعة إنه على كل شيء قدير
يتبع......... .