تقرير
كاثرين فيلوز
بي بي سي موريتانيا
http://newsimg.bbc.co.uk/shared/img/999999.gif
يرى المنتقدون ان واشنطن تبالغ في مخاوفها
أجرى الجيش الأمريكي مناورات كبيرة في منطقة الساحل، جنوبي الصحراء الكبرى، فيما وصفت بأنها أكبر مناورات تشهدها افريقيا منذ الحرب العالمية الثانية.
وتعتقد واشنطن ان الصحراء هي بمثابة ملاذ آمن للارهابيين. ولكن المنتقدين يرون أنها تبالغ في ذلك.
وشارك في المناورات، التي حملت إسم فلنتلوك 2005، ألف جندي أمريكي ووحدات من سبع دول بالمنطقة. وتعتبر عملية تدريب واسعة النطاق على مكافحة الارهاب.
وشمل التدريب مطاردة جماعة إرهابية في الصحراء من موريتانيا في الغرب عبر الحدود الدولية إلى مالي والنيجر ثم أخيرا تشاد.
يذكر أن الصحراء الممتدة من موريتانيا إلى البحر الأحمر كانت على مدى قرون منطقة عبور للبضائع والأفكار.
ولكنها في الخيال الغربي منطقة خطرة غامضة، وهذا التصور الأسطوري جعل الكثيرين يقولون إنه قد يُستغل بشكل يؤدي إلى نتائج كارثية.
ويرد الجنرال الأمريكي تشارلز والد "إنه لا يوجد مبالغة في تقدير هذا الخطر، فلو كنت أحد القتلى في موريتانيا مثلا فانك لن تجد في الأمر أي مبالغة".
فقبل أيام من وصول الأمريكيين، لقي 15 جنديا موريتانيا حتفهم في هجوم على قاعدة عسكرية قرب الحدود مع الجزائر في شمال شرقي البلاد، وأُلقي باللوم في هذا الهجوم على مسلحين إسلاميين.
مروحية أمريكية تهبط في باماكو في مالي
المسؤولية وقد أعلنت الجماعة السلفية للدعوة والجهاد مسؤوليتها عن الحادث في موقعها على الانترنت، وقال بيانها "دبرنا كمينا لجيش موريتانيا العميل ودمرنا سبعة عربات وقتلنا العديد من أعضاء جيش الشيطان".
ويعتقد أن هذه الجماعة التي تشكلت عام 1998 لها علاقة بالقاعدة.
غير أن الخبير البريطاني بالصحراء جريمي كينان يعتقد أن الجماعة السلفية غير مسؤولة عن هذا الهجوم، زاعما أن الجزائريين يحاولون استغلال هذه الجماعة لاغراء الأمريكيين بالتدخل في المنطقة.
وأضاف قائلا "ربما 90 بالمئة من بدو الصحراء يعرفون أن الجماعة السلفية هي الاسم المستعار للأمن الجزائري وهناك الكثير من الحقيقة في ذلك".
وقال إن إقناع الأمريكيين بالتهديد الارهابي من الصحراء مكن الجزائرين من استعادة وضعهم على المسرح الدولي فضلا عن الحصول على معدات عسكرية أمريكية.
وقال السفير الأمريكي في السنغال ريتشارد روث إن واشنطن والجزائر تتعاونان اقتصاديا وعسكريا واستخباراتيا منذ سنوات طويلة.
وأضاف قائلا "إنني لا أعتقد أن الجزائريين يحاولون استغلال الاهتمام العالمي بالارهاب كوسيلة لتعزيز تلك العلاقات".
ومنذ عامين وقع حادث في الصحراء نسب إلى الجماعة السلفية عندما أُختطف 32 سائحا أجنبيا في الصحراء الجزائرية واحتجزوا لأشهر عديدة. وقد ساعد الجزائريون في العمل على ضمان إطلاق سراحهم بالمفاوضات والقوة.
غير أن هاتين الحادثتين محل تساؤل. وقد كتب محمد فال ولد عمري رئيس تحرير صحيفة لا تريبون الموريتانية يقول "إن الجماعة السلفية لم تهاجم أبدا المصالح الموريتانية".
تساءل الكاتب "لماذا؟"، وأجاب "لأن موريتانيا ملاذ لأعضائها".
