أيام بالرغم من مروور سنوات عليها لم أستطع نسيانها ,, أيام مرت بنا عصيبة جداً .. البيت موحش ,, تشتكي أركانه عطرها الذي يفوح كل يوم بخطاها ,, دخلت حجرتك ,, منظر آلمني لأخي الصغير وهو يرقد بسريرك وقد غطى وجهه بشالك .. أتعلمين .. إنه هو من رفض أن أقوم بغسله .. رفض وبشده يقول أجد رائحتها بها
نزلت دموعي دون إستأذان فقد كان أخي الصغير يغط بسبات عميق لمجرد إنه يشم رائحتك , لأنه مضت عليه ليلتين من دخولك المستشفى لم تغفو له عين .. بالرغم من اعتمادك علي بأعمال المنزل إلا إنني رأيت نفسي صغيرة ترى ماحولها وكأنه لأول مرة ,, وجودك بيننا يعني الروح للعروق ,, حبيبتي ..لو قلت لكـ حال أبي قد لا تصدقين ,, يدخل حجرة ويخرج من الأخرى كالتائه , أخواتي كل يوم يجتمعن في بيتنا ولكن لم تكن لأحاديثنا أي طعم ممتع .. فقط لتعرفي إنكـ انت وحدك شمعة دارنا وضيها .
حبيبة قلبي ,, لن أنسى وقت خروجك من غرفة العمليات ولحظة إفاقتك وإعيائك الشديد ,, كانت الدموع تشاركنا فرحة نجاح عمليتك .. ما أن فتحت عينيك ورأيتينا حولكـ كانت إبتسامتكـ تسبق حركة شفتيكـ فرحة بنا ,, ما أجمله من فم وأعذبها من كلمات خرجت منه تطمئنينا بها على حالكـ , تمنيت إني أخذت كل ألم بكـ ,, فسوف أرحب بالمرض دون أن أتألم ولكن ليعدني المرض أن لا يقترب منكـ .
ما أحزنني عبارتك أو بالأحرى أمنيتك – مازلت أذكّر بها أخي الأكبر " أتذكر قول أمي عند إفاقتها - كل شخص يتذكر الموت عند دخوله غرفة العمليات وأنا لم يخطر على بالي سوى زواجك ابني , وإنه قد أفارق الحياة دون أن أفرح بك" لحظتها استدار أخي وقام يمسح دموعه بشماغه .
حبيبتي ,, لا أتخيل الدنيا بدونكـ أبداً ,, لأنك أنتِ دنيتنا , أنت الأمل بها أنت من تلهمينا الحياة بها ,
ضئ عيني .. أتذكر ضحكاتك وأنا أمازحكـ و أحاول أن أضع لكـ أحمر الشفاه وأنت ترفضين ,, وتدّعين الكِـبر كنت أغافلك لأضعه وتقاوميني بضمكـ ليّ على صدركـ الحنون ,
كلماتكـ دائماً بلسم لي ولإخوتي ,, دائماً تصفيني بالصبورة وأنا أقول لكـ ,, أفخر دائماً بأن كل من يراني يشبهني بكـ , و إني أكثر أخوتي شبهاً بكـ , فصفاتي استمدها منكـ حبيبتي .
أمي وضئ عيني .. مهما كتبت فلن أوفيكـ دين أحمله لكـ بقلبي ,,
ادعوا الله وسأبقى ادعوه بأن يمد بعمركـ ويلبسك لباس الصحة والعافية فنحن لا شئ بدونكـ
من شوقي لكـ كل لحظه
ابنتكـ / خيالة بلي
