بسم الله الرحمن الرحيم
لاتغضب غاليآ..ثم تؤجل إرضاءه
أبو فهد زميل عمل يبلغ 50 عامآ
أقام مأدبة عشاء للزملاء
لبيت العزيمة ويعلم الله أني ندمت على ذهابي !
ذهبنا له في منزله بيننا المسن والشاب..
كان أبو فهد يصب القهوة بشوشا فرحآ ..
أتت اللحظة الحاسمة والتي قلبت فرحه لحزن ..
وأبكيته دون أن أعلم مايخفي ..!
لم يرق لي صبه للقهوة وهو كبير في السن ..
ألحيت عليه كي أصبها ..
لكنه حلف وأجبرني على الجلوس..
قلـــت له ممتعضا وين فهد يقابل الرجال ويساعد أباه ...؟
لم أكن أعرف عن فهد إلا أنه أبنه البكر ..!
كنت متنقلآ حديثآ للإدارة ولم اعرف أسرار الزملاء ..!
صمت المجلس !
وتغيرت ملامح أبي فهد وخرج والتفت علي
زميلي وقال :
فـــهـــد مــــيـــت !
قلت متى ؟
قال من 10 سنوات
يــااااهـ
عشر سنوات وما زال يذكره ..
يالرقتك يا أبافهد ..!
عاد أبو فهد بعد أن أفرغ ما به وآثار البكاء
على وجهه ..!
تعشينا ..وبقيت حتى رحيل آخر الضيوف !
أقتربت منه وقـلـت : أنا آسف لم اعلم أن
فــهـد مـيـت
هذا قدره ...
وهو طريق سيمشيه الجميع ..
ألتفت علي وقال .. حصل خير ..
لا تعتذر فذكراه لاتغيب !
قلت : ولكن ياأبا فهد 10 سنوات .. وأنت تبكيه ..
أين الإيمان بالقدر ..
قال .. أنا مؤمن بالقدر
حزني لم يكن للوفاة ..!
فـقـد فقدت معه طفلة أخرى في حادث ونحن
عـائدين من أبها ولم ابكها كما بكيته !
لـــكــنــه ...
مــات وهـو يــبــكــي
مــات بعد أن اغضبته ..
مــات بعد أن ضربته ..
كان أبو فهد قادمآ من أبها بصحبة عائلته ..
كان فهد عمره 10 سنوات
وكان في المقعد الخلفي لاهــيــآ ومسببآ أزعاجآ ..
لوالده ..!
لم يحتمل أبو فهد ونزل بالعقال وضربه ضربآ
مبرحآ ..!
بــكــى فــهــد وتألم والده !!
تألم ومع ذلك قال في نفسه ..
سأراضيه في الرياض !!
وقع الحادث وفهد يجهش بالبكاء ..
مــات فــهــد
وطفلة رضيعه !
وأصيبت العائلة !
يقول أب فهد ..
لــيــتــه
يعود ساعة !!
فقط أرغب في ضمه ومسح دموعه !!
مازالت الحسرة في قلبي !!
مات دون أن أضمه على صدري وأطيب خاطره
**********************
نقسو على من نحب !
ونؤجــل إرضاءهم !
ولكن !
الــــمــــــوت
له رأي أخــر !!!
اللهم أغفرلي ولوالدي واصلح ذرياتنا
يارب الـعـالمــيــن
