رغم تحذيرات الأطباء
إقبال كبير على محلات العطارة بجدة و80% من المترددات يطلبن زيوت الشعر
جدة: منى المنجومي
سجلت محلات العطارة بجدة انتعاشا ملحوظا في الآونة الأخيرة, في ظل إقبال كبير من المستهلكين على استخدام الوصفات الشعبية في أمور تجميلية وأخرى علاجية، وفيما أكد صاحب أحد محلات العطارة أن 30% من المترددات على المحل يأتين بهدف الحصول على وصفات شعبية طبية,
حذر استشاري أمراض باطنة وغدد صماء من المضاعفات الخطيرة لهذه الوصفات.
ولوحظ أن الإقبال على الوصفات الشعبية لا يقتصر على شريحة سنية معينة, بل تشترك فيه السيدات مع الفتيات الصغيرات، تقول هند "الوصفات الشعبية المعروفة والمجربة ليس لها أضرار جانبية، وهي تتكون من أعشاب طبيعية خالية من المواد الكيميائية" وتذكر هند أنها تعرفت على تلك الوصفات من جدتها, كما أن والدتها تستخدم وصفة شعبية للعلاج من مرض السكري, الذي تعاني منه منذ 15 عاما, كحل بديل، بعدما جربت كافة الأدوية الطبية المخصصة لعلاج هذا المرض ولم تتحسن حالتها، وتستخدم هند عدداً من الوصفات الطبيعية التجميلية المكونة من بعض الأعشاب والزيوت والتي تباع لدى محلات العطارة بناء على نصيحة صديقة لها, منها ما تستخدمه لبشرتها أو لتغذية شعرها منعاً للتشقق والتساقط.
وتتحدث أم محمد عن وصفة شعبية تحرص على استخدامها في مرحلة النفاس وتسمى "مجلب" وهي وصفة معروفة منذ القدم ولها العديد من الفوائد للمرأة في هذه الفترة، وتضيف أم محمد أن هذه الوصفة معروفة في منطقة الحجاز وهي متوارثة بين السيدات عبر الأجيال,حيث تحرص كل واحدة منهن على توفرها في منزلها قبل الوضع، وتشرب منها يوميا طول فترة الأربعين يوما بعد الولادة.
أما عن الوصفات الجديدة التي انتشرت في الفترة الأخيرة تقول أم محمد إنها لا تستخدم أي وصفة إلا إذا كانت مجربة من قبل إحدى صديقاتها, خوفا من الآثار الجانبية التي يمكن حدوثها لا سمح الله.
وتختلف معها في الرأي تهاني التي قابلناها في أحد محلات العطارة فهي تفضل استخدام الوصفات الشعبية وبالأخص التجميلية منها،
وتحرص على اقتناء كل ما هو جديد لدى العطار بهدف التجربة والسبب هو خوفها من الكريمات والدهانات الطبية التي تحتوي على مواد كيميائية ضمن تركيبتها يمكن أن تضر بالجسم، وتتردد تهاني على محلات العطارة بين فترة وأخرى لشراء ما ينقصها من زيوت وكريمات.
وتتفق معها صديقتها سلوى التي أكدت حرصها على استخدام الوصفات الشعبية، كزيت السدر لعلاج تقصف الشعر والبابونج لصبغ الشعر كبديل للصبغات الكيميائية، بالإضافة إلى بعض الأعشاب التي تستخدم كمشروبات صحية.
ويؤكد العطار أحمد بادحمان أن نسبة إقبال السيدات على شراء الوصفات التجميلية تصل إلى 35% من الزبائن, فيما تبلغ نسبة إقبال السيدات على شراء زيوت الشعر 80%, مشيرا إلى أن هناك نسبة كبيرة من رواد محله يشترون الوصفات الطبية المخصصة لعلاج السكري والبواسير والقولون وتبلغ نسبتهم 30% من رواد المحل.
ويضيف بادحمان أن الزيوت تحتل المركز الأول من حيث الطلب عليها، وتأتي الأعشاب كالميرمية والكركديه والبابونج في المرتبة الثانية، إضافة إلى بعض الأعشاب التي تستخدمها السيدات مثل كف مريم, عود انكسار, عود القرح.
ويشير بادحمان إلى أن الأعشاب كلها مفيدة للجسم, إذا استخدمت بالطريقة الصحيحة, حيث يكون لها آثار سلبية إذا أسيء استخدامها من قبل البعض في أغراض محرمة مثل السحر والشعوذة، ويشير إلى أن عددا بسيطا من رواد محله يطلبون أنواعا غريبة من الأعشاب والبهارات لم يسمع بها من قبل، وفي الغالب تكون من ضمن طلبات المشعوذين ويتردد أنها تباع بأسعار خيالية.
وعن الوصفات الطبية التي يزداد الطلب عليها يقول إن محله يوفر وصفات مأخوذة من الطب البديل، فمثلا علاج السكري مكون من الحبة السوداء ومدرة مخزية وحلبة الخيل والترمس المر واللبان المر، أما الربو ومشاكل الصدر فتعالج بورق الجوافة والزعتر والبابونج والزيزفون وحشية السعال والزوفة، وعن علاج القولون يقول إنه من جذر الرمان ومر البطارخ والخلة البلدي والكرفس والعرق سوس وحبة البركة.
ويقول المدير الطبي لمستشفى الجامعة الدكتور عبدالرحمن الشيخ: "هناك اختلاف بين الطب البديل والطب الشعبي, فالطب البديل يدرس في مدارس متخصصة في هذا العلم, كما أن مستخدمي هذا العلم يعرفون قدراتهم في علاج بعض الأمراض ولا يستطيعون علاج بعض الأمراض الأخرى, لا سيما أن لبعض الأعشاب آثاراً جانبية ومضاعفات خطيرة على الكبد والكلى في المقام الأول".
ويضيف الدكتور الشيخ أنه من خلال عمله كاستشاري في أمراض الباطنة والسكر والغدد الصماء التقى العديد من المرضى الذين دفعوا مبالغ كبيرة في شراء بعض الوصفات الشعبية التي يدعي مروجوها أنها تشفي من مرض السكر، ولم يحصلوا على النتائج المرجوة من العلاج بل تفاقمت حالتهم الصحية لعدم انتظام معدل السكر في الدم.