الممتشق سروج الأدب الشماء ،
أبو علي
مع السرد أسرتنا ..
وبشوق نتابع باستمتااع
عرض للطباعة
الممتشق سروج الأدب الشماء ،
أبو علي
مع السرد أسرتنا ..
وبشوق نتابع باستمتااع
عُــــــــــدنا لهذهـ القصة المثيرة الشيّقة ...
و بشوقٍ للتكملة ... فضلاً لا تتأخر علينا بها .
مازلنا ننتظركـ
تكمل لنا القصه ..
.
وإليكم الحلقه الثانيه اشكر الجميع
. الحلقة الثانية !!!
(( ذكريات الماضي )).ـ.
قضيت مع سالم ومسعد أكثر من خمسة عشر سنة ..
بكينا .. وضحكنا .. حزنا .. وسعدنا ..
كنا روحاً واحداً توزع في أجسام ..
وحتى الأجسام كانت دائماً قريبة من بعضها ..
كانت علاقتنا شيء لا يمكن للوصف الإحاطة به ..
بلغت أن نتقاسم مصروف المدرسة ..
بل حتى الملابس .. كنا نتبادلها إذا احتاج الأمر ..
كنا صورة من صور الحب الصادق النقي ..
كنا في أيامنا السعيدة .. السالفة ..
إذا ما ضقنا من مخالطة الناس ..
وأردنا الاستجمام بعيداً عن ضجيجهم ..
ذهبنا إلى البر القريب أو حتى البعيد ..
نقضي أحيانا .. أياماً .. ليس لنا خلاط من الناس ..
ولا تسل ما يتخلل رحلاتنا من المزاح واللعب ..
سوى ما يغمرها من السعادة ..
كان كل شيء يضحك حولنا .. الأرض والسماء ..
الشجر والجبال .. السهول والوديان ..
وإن أنسى فلا أنسى ذلك اليوم ..
في إحدى الرحلات البعيدة ..
عندما ذهب مسعد .. ليسبر لنا الصيد ..
وتأخر .. في العودة ..إلى ما بعد غروب الشمس ..
فبكى سالم قلقاً .. وخوفاً عليه من إصابة المكروه له ..
وطفقنا ندعو الله أن يعافيه ويرده ..
حتى إذا عاد ..
انقلب الهم سرورا لا يوصف ..
ثم بعد ذلك عراكاً أخوياً .. تأديباً له على تأخره ..
وكان لنا ملتجأ في البر القريب لقريتنا ..
نلوذ به بين آونة وأخرى .. ولا نطيق عنه صبرا طويلاً ..
كان هذا المكان في أعلى الوادي القريب ..
بجوار صخرة كبيرة هناك ..
أطلقنا عليها اسم : ( صخرة الصدق ) .
لأنها كان شاهد عهودنا على الصدق في الصداقة والوفاء والإخلاص فيها ..
كانت تتجلى قربها صفات قلما توجد بين ثلاث أصدقاء ..
في هذا العالم اليوم ..
كانت علاقتنا .. وقوتها ..
لا تخفى حتى على الأطفال ..
كانت أمي تناديهما بلفظ : ولدي ..
وأم سالم تناديني وتنادي مسعد يا ولدي ...
وأم مسعد كذلك ..
سنون مرت ولم نزل نحتفظ بعبقها المنتشي الفواح ..
إلى اليوم ..
ذكريات حياة .. فيها السرور والحزن ..
المصائب والأفراح ..
ولكنها بجملتها .. حياة تتوق نفوسنا إلى تصفحها دائما ً ..
ونعيش على أثيرها إلى اليوم ..
انتبهت من خواطري وذكرياتي ..
التي طمّت فكري بعد إغلاق الهاتف ..
ونظرت إلى الساعة فإذا هي قبيل الفجر .. بساعة ..
أو تقترب من الساعة ..
قمت وتوضأت وصليت ..
صلاة اللاجيء الحائر ..
أدعو وأبكي .. الله أن ييسر أمري .
ويعينني على الصبر .. أولاً في انتظار ساعة الميعاد ..
ثم في تيسير حل المشكلة ..
أذن الفجر .. وصليته مع الجماعة ..
لم يخطر النوم لي على بال ..
وعندما أحسست بأنوار الصباح تجتاح الكون ..
زاد اضطرابي وضيقي ذرعاً بالانتظار ..
خرجت من المنزل وأنا لا أدري أين أذهب ..
لمن أشكو ما ألم بي ..
وهم ملجئي بعد الله ..
هم من تدور عليهم رحى المصيبة ..
وفيهم – هم - .. هذا البلاء .. وهذه الحيرة ..
ما هو السبيل ؟!!
ما هو الحل ؟!!
كيف التصبر إلى الموعد ..
وسر هذه الفتاة الذي أودعتني إياها ..
يمزق أحشائي ..
يحرقها ..
يصليها النيران المتسعرة ..
فكرت في أن أستقصي شيئاً من المعلومات قد يفيدني ..
لكن سالم ومسعد ليسوا في القرية .. هذه الأيام ..
فثامر في مقر عمله .. مدينة بعيد عن قريتنا ..
وسالم في جامعته .. وهي الأخرى في مدينة تبعد أكثر من خمسمائة كيلومتر ..
ثم إن الأمر مبهم ..
ولا سبيل للمخاطرة قبل أن أستوضح مضمون الرسالة ..
هكذا كان لسان العقل يقول ..
ليئد كل أطماع العاطفة المتأججة في سبيل للتملص من الانتظار ..
فرضخت للأمر الذي لا مناص عنه ..
وبقيت أتململ وأنا أتمشى حائراً في مزارع القرية ..
سارح الفكر .. منكسف الحال ..
ثقيلة ثوانيها تلك الساعة التي قضيتها ...
قبل أن يقترب الموعد المضروب ..
الساعة التاسعة مساءاً ..
في بيت مسعد
صديقي ..
واليوم هو يوم الأربعاء ..
اتجهت إلى منزل مسعد
وكل عضلة في جسمي ترتجف لوحدها ..
وقلبي يشتد خفقانه مع كل خطوة تقربني للمنزل ..
وعيناي تحملقان في الباب الوصد أمامي ..
الذي يحمل عليه ..
الثقل الذي أنهكني .. وسينهكني .. أكثر .. وأكثر ..
وصلت إلى الباب ..
وطرقته ..
ثم مددت يدي لأجد الظرف كما وعدت مريم ..
أخذته بيدين مرتجفتين .. ووضعته في جيبي ..
فتح أخو مسعد الصغير الباب ..
فرأيته ووجهه شديد الشبه بمسعد.
انحنيت عليه وقبلته بين عينينه ..
وسالت دمعة على خدي ..
قلت له وأنا أورايها ..
اذهب وأخبر أبويك أني أريد السلام عليهما ..
حضر الشيخان الكبيران ..
سلمت عليهما ..
ثم أدخلني والد مسعد المجلس ..
وجالسني .. يأخذ أخباري وأحوالي ..
وأخذ هو يحدثني عن أحواله .. وأبنائه ..
وقال : وأبشرك أن مسعد خطب وأخته مريم خطبت أيضاً ..
وسيتزوجان .. العام القادم بإذن الله ..
مزق الشيخ بخبره ما لملمت من أفكاري .. وخواطري ..
وذكرني بما يحويه ثوبي الآن من ثقل ..
اضطربت وقمت كالملدوغ بعد الاستئذان ..
ودعني الشيخ وهو يقول : لو كان مسعد هنا لجلست معه إلى الصباح ...
آلامتني كلمته ولكني انصرفت وفكري منحصر في الرسالة التي أحملها ..
خرجت مسرعا مرتبكا ..
وركبت سيارتي وانطلقت خارج القرية على الطريق العام ..
وبعد أن تجاوزت الثلاثين كيلومترا ..
توغلت أيضاً في الصحراء ..
ثم أوقفت السيارة ..
وأخرجت الظرف ..
وأنا أكاد أغشى ..
ويداي لا تكادان تحملانه من شدة ارتعادهما ..
وفي الحلقة التاليه نخبركم بالرسالةوما فيها
شوقتمــــــــونا يا أخي / عبدالله ... لهذهـ القصة المثيرة أحداثها
مُــتابعين لكــــــــــــم ..... لا تتأخروا علينا
دمتم بخير .
/
أبـــو عـــلي
مـــاشـــاء الله عــــليـــك
إبــــداع في ســـرد القـــصص
وأســــلوب مشـــوِّق
سـننتـظرك بــ بـاقـي القــصة
,