عرض للطباعة
الأخ الفاضل / يلدز
بداية أتفق معكـ على أن البعض عابوا على الشابي هذا البيت ..
وقبل تنزيلي للأبيات إطلعت على معارضة البعض لها ..
لكن في الحقيقة أخي الكريم أجدني منحازة إلى تلك الفئة التي
لا تـُعارض البيت و لا ترى به مايخالف الشرع و يقدح في العقيدة ..
لعدة أسباب منها أن الشابي من بيئة متدينة والده رحمه الله كان من
علماء الدين و هذا له تأثيره في شخصية الشابي مما يمنعه من مثل
هذا التفكير الإلحادي ..
أمر آخـــــــــر لو استكملت قراءة الأبيات لأيقنت أن الشاعر مؤمن
بأن الأقدار بيد الخالق عز وجل .. ربما اللفظ ظاهريًا يوحي بغير
ذلك لكن لو دققنا في معنى الأبيات لوجدناها تدل على ماسبق ..
و ربما مقصدهـ التخفيف على شعبه و شحذ همهم بعيدًا عن
أي مخالفات شرعية و الله أعلم ..
/
/
فيما يتعلق بالمخالفات الشرعية للشعراء ما أكثرها
قديمًا و حاضرًا حتى سارت بالبعض إلى الزندقة و الألفاظ
الشركية و العياذ بالله ..
شكــــــــرًا على مداخلتكم المثرية .. و نفع الله بكم
و ينتمي أدب الشابي للمذهب الرومانسي الذي يغلب عليه الحزن
و الخيال و التمرد العاطفي أضف إليه التخلص من القيود التقليدية
في الشعر و غيرها من تبعات الرومانسية التي كانت سائدة عند غالبية
الأدباء في ذلك الوقت ..
/
/
وفي هذه المقطوعة الجميلة تشخيص الحب الذي يشيعه
الشاعر بالحزن والبكاء.. تلك الصور تحمل شحنات عاطفية كبيرة
فهي تصور مدى الآلام التي يعانيها الشاعر بسبب فقده للحب، كما
تصور رؤيته العامة للحب، تلك الرؤية الرومانسية التي تجعل الحب
سبيلاً وحيدًا للسعادة والجمال والخير..
ليت شعري
أي طير!!
يسمع الأحزان تبكي بين أعماق القلوب
ثم لا يهتف في الفجـر برنّات النحيب
بخشوعٍ واكتئاب ..
لست أدري
أي أمر ..!!
أخرس العصفور عني.. أترى مات الشعور !!
في جميع الكون حتى في حشاشات الطيور
أم بكى خلف السحاب ..!
في الدياجي
كم أناجي!!
مسمع القبر بغصــا ت نحيبي وشجوني
ثم أصغي علني أسـمع ترديد أنيني
فأرى صوتي فريد
فأنادي
يا فؤادي
مات من تهوى وهذا اللحد قد ضم الحبيب
فابك يا قلب بما فيـك من الحزن المذيب
ابك يا قلب وحيد...!!
و من روائع الشابي أيضًا قوله :::
http://www.lakii.com/vb/smile/12-93.gif
أُسْكُني يا جرَاحْ
وأسكتي يا شجونْ
ماتَ عهد النُّواحْ
وَزَمانُ الجُنُونْ
وَأَطَلَّ الصَّبَاحْ
مِنْ وراءِ القُرُونْ
في فِجاجِ الرّدى
قد دفنتُ الألَمْ
ونثرتُ الدُّموعْ
لرياحِ العَدَمْ
واتّخذتُ الحياة
مِعزفاً للنّغمْ
أتغنَّى عليه
في رحابِ الزّمانْ
وأذبتُ الأسَى
في جمال الوجودْ
ودحوتُ الفؤادْ
واحة ً للنّشيدْ
والضِّيا والظِّلالْ
والشَّذَى والورودْ
والهوى والشَّبابَّ
والمنى والحَنانْ
اسكُني يا جراحْ
وأسكُتي يا شجونْ..!!
إذا صَغُرَتْ نفسُ الفتى كان شوقُه ***ُ صغيرًا، فلم يتعبْ، ولم يتجشَّم
ومَنْ كان جبَّارَ المطامِعِ لم يَزلْ *** يُلاقي من الدّنيا ضراوة َقشعمِ