بسم الله و الصلاة و السلام على نبي الله محمد بن عبدالله , إن الأم هي عنوان الرحمة التي خلقها الله
سبحانه وتعالى بفطرة تفطر القلب على جنينها مهما كبُر عمراً أو مكاناً و تنظر إليه كما ينظر الظمآن
الأمل و الماء تخاف منه عليه و تخاف منها عليه و تخشى عليه منها لذا أمرنا الله تعالى بطاعتها و برها
و أوصانا نبينا بها خيرا حتى قيلت القصص العظيمه بـ بر الوالدين و خاصة الأم . إن الأم لها مكانة
يعجز اللسان حقيقة عن وصفها و وصف فعلها و حبها العظيم لذا سأختصرُ قولاً عن الأم لأنني لن
أجزيها ثنائاً بأحرفي القليله مهما كتبت .
الآن نحن نعيش طفرة الإتصالات بعالم سريع و متسارع بكل الجوانب مما جعل الكثير مِنّا بلا مشاعر
أصبح البعض يكتفي برسالة جوّال لكي يهنئ أو يواسي أصبح الإيميل هو وسيلة إتصال البعض
الوحيده , أصبح البعض يصاب بمرض إسمه " الترف المعيشي " حتى و إن كان على حساب القروض
المصرفيه أيً كان شرعها و مذهبها . .
أصبحنا ندير ظهرنا لـ مشاعرنا لكي تتماشى طريقة حياتنا مع هذا العالم بكل مافيه , فأصبحنا
لا نعير الإحساس إهتماماً و نكتفي بأمور ماديّه تجلب للبعض السعاده حتى وصل الأمر بأن تكون الأم
ليست هي تلك الأم القديمه التي تسهر و تبكي و تربي و و و . . أصبحت الخادمه هي ربّة البيت
و ربما السائق هو رب البيت أيضاً لكي لا نتهم الأم و نترك الذي سمح للأم بأن تكون هكذا , فقد أصبح
للخادمه حب من الطفل يوازي حبه لأمه و ربما أكثر و في كثيرٍ من الأحيان للأسف يكون حب الطفل
لخادمته أكثر من حبه لأمه و هذا يعود لأسبابٍ بسيطه جداً أولها و أهمها و بإختصار أن الخادمه هي
الأم الفعليه لما بعد الولاده الى حين سن البلوغ للطفل , فكيف لنا أن نستغرب أن أماً تركت أولادها
بأحضان غيرها من النساء لكي تتزوج برجل آخر بعد أن طلقها زوجها الأول !! و كيف لنا أن
نستغرب بأن الأب هزيل الفكر يجعل من الأطفال وسيله بائسه للضغط على الأم الخالية المسؤليه
و كيف لنا أيضاً أن نطمع بأشباه أمهاتنا السابقات اللاتي قال فيهن حافظ ابراهيم قبل أكثر من سبعين
سنة أو يزيد :
( الأم مدرسة إذا أعددتها * * * أعددت شعباً طيب الأعراق )
إنني و مع كل ما كتبت رداً على هذا الموضوع الشيّق أرى بوادر خيرٍ كثيره بكثير من الأمهات رغم
وجود الخادمات حولهن لأنهن أستطعن معرفة الهدف الحقيقي من الخادمه و كيف يحكمن البيت
تربيةً و إصلاحاً و تهذيباً و أن تكون علاقتهن مع الأطفال علاقه حقيقيه ليست أسميه مجرده من
المشاعر الحانيه الطبيعيه من الأم الى أبنها . ويبقى السؤال حائراً يبحث عن إجابه تشفي الألم الحاصل
أين الأم من كل هذا و أين الأب الذي كان يجب أن يكون هو المتحكم الأول بسير البيت . . حتى و إن
كُنّا نعيش بعالم وحشي بلا مشاعر , ألا يستحق أبناءنا العيش كما كنا بين أكناف والدينا ؟
لكم خالص إحترامي و شكراً على الموضوع الشيّق
قويعاني سكاكا