قال " اخبريني يالوتي "؟
"ماذا تريد ان اخبرك ؟"
قولي لي مالامر ؟ لما لم تذهبي للعمل و.... ثم صمت وكأنه يفكر واردف موضحاً وكيف كانت سهرتك ايضاً
تلعثمت لوتي قليلاً ثم قالت وهي تضع الكتاب على المنضدة أمامهم
_ السهره كانت جيده اما بالنسبه للعمل فليس لدي مزاج للذهاب للعمل اليوم .سأتصل واعتذر عن الحظور
خالها متسأل : اذن مابكِ لم تتناولي افطاركِ معنا !!
عادت واخذت الكتاب لتقرأ وقالت بأستياء : لاتزعج نفسك ليس هناك شيء
وفجأة لم تستطيع رؤية ماكانت تقرئه فقد غامت الكتابة امام ناظريها اللذين غشيهما الدمع .
وتمتمت : آه .. ليتني لم اذهب .
قال خالها أمجد / ماتقولين ؟
قالت وهي تجفف دموعها : الغربة صعبة ياخالي , اشعر بأني تائهة هنا . حننت لا ارض وطننا , لا اشجار الزيتون ,لجبال لبنان ,لثلوجها ,لترابها , لشمسها , لكل شيء افتقد ذاتي معها .
قال خالها : هذا كل شيء؟
قالت بشكل مفاجيء : ماذا تقصد ؟
خالها مبتسماً : لاشيء
ثم تابع : الغربة صعبة علينا جميع يا لوتي لاتعتقدي اننا لا نفتقد اشياء كثيره في الغربه . ولكن الضروف
اقسى مننا , ارضنا دمرها الاحتلال .
" هتفت وهي غاضبه : حتى وان دمرت نعود لن يعمرها غيرنا , يجب ان نقف في وجه الاحتلال , يجب الا نخضع الا نستسلم .
حملق بها قائلاً : نعود ؟ اين منازلنا ؟ اين اعمالنا ؟
يجب ان تفكري الامر ليس بهذه السهول به مخاطره كبيره . اول شيء ستفتقدينه راحة البال , لن تنامي وتستيقضي على صوت العصافير كما هنا , هناك شيء مختلف قنابل !! سمعتي قنابل ..!!
عندما رددها الى سمعها عدة مرات :انهمرت دموعها بشده ,وتنقطع , انفاسها وتصمت , وتقول بصوت فيه حشرجه "اعلم بأنها القنابل التي فقدت بها "
أخي . . . وصديقتي . . . و
دفنت راسها في الكتاب وهي تردد أمقت الظروف التي فرقتنا عن اهلنا وديارنا امقتها
" رتب خالها بيده على كتفها وهو يقول هدي من روعكِ عزيزتي . نحن بخير مقارنة مع غيرنا.