ابو نــــــــــــادر..
جزاك الله خيراً وجعلها في موازيين حسناتكــ
وتقبل مودتي
يمكن غلا
ابو نــــــــــــادر..
جزاك الله خيراً وجعلها في موازيين حسناتكــ
وتقبل مودتي
يمكن غلا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلمان العرادي
فايز ابن رويحل
حماد السحيمي
محمود الجذلي
شكرا لكم هذا التواجد العطر
الحديثُ الثاني
عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده قال : نزل جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم في أحسن صورة لم ينزل في مثلها قط ؛ ضاحكا مستبشرا . فقال : السلام عليك يا محمد . قال : وعليك السلام يا جبريل . قال : إن الله بعثني إليك بهدية كنوز العرش أكرمك الله بهن .قال : وما تلك الهدية يا جبريل ؟ . فقال جبريل : قل يا من أظهر الجميل ، وستر القبيح ، يا من لا يؤاخذ بالجريرة ، ولا يهتك الستر ، يا عظيم العفو ، يا حسن التجاوز ، يا واسع المغفرة ، يا باسط اليدين بالرحمة ، يا صاحب كل نجوى ، ويا منتهى كل شكوى ، يا كريم الصفح ، يا عظيم المن ، يا مبتدئ النعم قبل استحقاقها ، يا ربنا ، ويا سيدنا ، ويا مولانا ، ويا غاية رغبتنا ، أسألك يا الله أن لا تشوي خلقي بالنار . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فما ثواب هذه الكلمات ؟ . قال: هيهات هيهات ، انقطع العلم ، لو اجتمع ملائكة سبع سماوات وسبع أرضين على أن يصفوا ثواب ذلك إلى يوم القيامة ما وصفوا من ألف جزء جزءا واحدا ، فإذا قال العبد : يامن أظهر الجميل وستر القبيح ، ستره الله برحمته في الدنيا وجملة في الآخرة وستر الله عليه ألف ستر في الدنيا والآخرة ، وإذا قال : يامن لم يؤاخذ بالجريرة ولم يهتك الستر ، لم يحاسبه الله يوم القيامة ولم يهتك ستره يوم يهتك الستور ، وإذا قال : يا عظيم العفو ، غفر الله له ذنوبه ولو كانت خطيئته مثل زبد البحر ، وإذا قال : ياحسن التجاوز ، تجاوز الله عنه حتى السرقة وشرب الخمر وأهاويل الدنيا ، وغير ذلك من الكبائر ، وإذا قال : يا واسع المغفرة ، فتح الله عز وجل له سبعين بابا من الرحمة فهو يخوض في رحمة الله عز وجل حتى يخرج من الدنيا ، وإذا قال : يا باسط اليدين بالرحمة ، بسط الله يده عليه بالرحمة، وإذا قال : يا صاحب كل نجوى ويا منتهى كل شكوى ، أعطاه الله عز وجل من الأجر ثواب كل مصاب وكل سالم وكل مريض وكل ضرير وكل مسكين وكل فقير إلى يوم القيامة ، وإذا قال : يا كريم الصفح ، أكرمه الله كرامة الانبياء ، وإذا قال : يا عظيم المن ، أعطاه الله يوم القيامة أمنيته وأمنية الخلائق ، وإذا قال : يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها ، أعطاه الله من الأجر بعدد من شكر نعماءه ، وإذا قال : يا ربنا ويا سيدنا ويا مولانا ، قال الله تبارك وتعالى : اشهدوا ملائكتي أني غفرت له وأعطيته من الأجر بعدد من خلقته في الجنة والنار والسماوات السبع والأرضين السبع الشمس والقمر والنجوم وقطر الأمطار وأنواع الخلق والجبال والحصى والثرى وغير ذلك والعرش والكرسي ، وإذا قال : يا مولانا ، ملا الله قلبه من الإيمان ، وإذا قال : يا غاية رغبتنا ، أعطاه الله يوم القيامة رغبته ومثل رغبة الخلائق ، وإذا قال : أسألك يا الله أن لا تشوه خلقي بالنار ، قال الجبار جل جلاله : استعتقني عبدي من النار ، اشهدوا ملائكتي أني قد أعتقته من النار وأعتقت أبويه وإخوانه وأهله ولده وجيرانه ، وشفعته في ألف رجل ممن وجب لهم النار ، وآجرته من النار ، فعلمهن يا محمد المتقين ، ولا تعلمهن المنافقين فإنها دعوة مستجابة لقائليهن إن شاء الله ، وهو دعاء أهل البيت المعمور حوله إذا كانوا يطوفون به .
تخريجُ الحديثِ :
أخرجهُ الحاكمُ في " المستدرك " (1/544 – 545) من طريق إسماعيل بن أبي أويس ثنا أحمد بن محمد بن داود الصنعاني ، أخبرني أفلح بن كثير ، ثنا ابن جريج عن عمرو بن شعيب به ، وقال : " هذا حديثٌ صحيحُ الإسنادِ ، فإن رواتهُ كلهم مدنيون ثقات ، وقد ذكرتُ فيما تقدم الخلاف بين أئمةِ الحديثِ في سماعِ شعيب بنِ محمدِ بنِ عبدِ الله بنِ عمرو من جده " . وسكت عليه الذهبي في التلخيص .
وأخرجهُ البيهقي في " الأسماء والصفات " (90) . وقال : " وهو دعاءٌ حسنٌ ، وفي صحتهِ عن النبي صلى الله عليه وسلم نظرٌ .
(( يتبع ))
قال الشيخُ مقبلُ الوادعي – رحمهُ اللهُ – في تتبعهِ لأوهامِ الحاكمِ التي سكت عليها الذهبي (1/739 ح 2050) : " في " الميزانِ " في ترجمةِ أحمدَ بنِ محمد بنِ داود الصنعاني قال الذهبي : " أتى بخبرٍ لا يحتمل " ، ثم ساق له هذا الحديثَ ، ثم قال : " قال الحاكمُ : " صحيحٌ " ، قلتُ : " كلا " ، قال – أي الحاكم - : " فرواتهُ كلهم مدنيون " ، قلتُ : " كلا " ، قال : " ثقاتٌ " ، قلتُ : " أنا أتهمُ به أحمدَ ، وأما أفلح فذكرهُ ابنُ أبي حاتم ولم يضعفهُ " .ا.هـ.
وقال الحاشدي محقق كتابِ " الأسماءِ والصفاتِ " (1/146) بعد نقلهِ لكلامِ الذهبي الآنفِ : " وأفلح بنُ كثيرٍ هو الصنعاني السراج ، ذكره ابنُ أبي حاتمٍ في الجرحِ والتعديلِ ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، فهو مستورُ الحالِ . وابن جريج مدلسٌ ، ولم يصرح بالتحديثِ . والخلاصةُ أن إسنادَ الحديثِ ضعيفٌ جداً فيه أربعُ عللٍ :
الأولى : إسماعيلُ بنُ أبي أويس إلى الضعفِ ما هو .
الثانية : أحمدُ بنُ محمد بنِ داود الصنعاني .
الثالثة : جهالةُ حالِ أفلح بنِ كثيرٍ .
الرابعةُ : عنعنةُ ابن جريج ، وتصحيحُ الحاكمِ له من تساهلاتهِ الكثيرةِ المعروفةِ وقد تعقبهُ الذهبي كما رأيت، وذكرهُ صاحبُ كنزِ العمالِ عن أبيٍّ بنحوهِ وعزاهُ للديلمي . والله أعلمُ .ا.هـ.
والحديثُ جاء عن ابنِ عباسٍ رضي اللهُ عنهما عند البيهقي في " الأسماء والصفات " (90) ، قال الحاشدي : إسنادهُ ضعيفٌ جداً : أبو نصر بنُ قتادة وشيخهُ وشيخ شيخهِ لم أعرفهم ، وخالد بن الهياج قال الذهبي في الميزان : عن أبيهِ وغيرهِ وعنهُ أهلُ هراة متماسك وقال السليماني : " ليس بشيءٍ " .ا.هـ. زاد الحافظُ في " اللسان " : وذكرهُ ابنُ حبان في الثقاتِ ، وقال يحيى بن أحمد بن زياد الهروي : كلما أُنكر على الهياج فهو من جهةِ ابنهِ خالد فإن الهياجَ في نفسه ثقةٌ ، وروى الحاكمُ عن صالح جزرة قال : قدمتُ هراة فرأيتُ عندهم أحاديث كثيرة منكرة ، قال الحاكم : " فالأحاديث التي رواها صالحٌ بهراة من حديث الهياج الذنبُ فيها لابنه خالد ، والحملُ فيها عليه " .اهـ. ، وأبوهُ هياجُ بن بسطام الهروي ، قال أبو حاتم : " يكتبُ حديثهُ " ، وقال ابنُ معين : " ضعيفٌ " ، وقال مرةً : " ليس بشيءٍ " ، وقال أحمدُ بنُ حنبل : " متروكُ الحديثِ " ، وقال أبو داود : " تركوا حديثه " ا.هـ. من الميزان . وليثُ بنُ أبي سليم ضعيفٌ مختلطٌ .ا.هـ.
الخلاصةُ أن الحديث لا يثبتُ عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والنكارةُ فيه واضحةٌ .
ومع حديثٍ آخر إن شاءَ اللهُ تعالى .
الحديثُ الثالثُ
عن أنسِ بنِ مالكٍ قال : " كان رجلٌ من أصحابِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم ، يكنى أبا معلق ، وكان تاجراً يتجرُ بمالٍ لهُ ولغيرهِ ، وكان له نسكٌ وورعٌ ، فخرج مرةً فلقيهُ لصٌ متقنعٌ في السلاحِ فقال : " ضع متاعك فإني قاتلك " ، قال : " ما تريدُ إلى دمي ؟ شأنك بالمالِ " ، قال : " أما المالُ فلي ، ولستُ أريدُ إلا دمك " ، قال : " أما إذا أبيت فذرني أصلي أربعَ ركعاتٍ " ، قال : " صل ما بدا لك " ، قال : " فتوضأ ثم صلى فكان من دعائهِ في آخرِ سجدةٍ : " يا ودودُ ، يا ذا العرشِ المجيدِ ، يا فعالُ لما يريدُ ، أسألك بعزكِ الذي لا يرامُ ، وملكك الذي لا يضامُ ، وبنورك الذي ملأ أركانَ عرشك ، أن تكفيني شرَ هذا اللصِ ، يا مغيثُ أغثني قالها ثلاثاً ، فإذا هو بفارسٍ أقبل بيدهِ حربةٌ رافعها بين أذنى فرسه ، فطعن اللصَ فقتله ، ثم أقبل على التاجرِ فقال : " من أنت ؟ فقد أغاثني اللهُ بك " ، قال : " إني ملكٌ من أهلِ السماءِ الرابعةِ ، لما دعوت سمعتُ لأبوابِ السماءِ قعقعةً ، ثم دعوت ثانياً فسمعتُ لأهلِ السماءِ ضجةً ، ثم دعوت ثالثاً فقيل : " دعاءُ مكروبٍ فسألتُ اللهَ أن يوليني قتلهُ ، ثم قال : " أبشر " ، قال أنسٌ : " وأعلم أنهُ من توضأ ، وصلى أربعَ ركعاتٍ ، ودعا بهذا الدعاءِ استجيب له مكروباً كان أو غير مكروبٍ .
تخريجُ الحديثِ :
أخرجه ابنُ أبي الدنيا في " مجابي الدعوة " (23) ، و " هواتف الجنان " (12) ، ومن طريقهِ أخرجه اللالكائي في " شرح أصولِ الاعتقاد " (5/166 ح 111) ، في الجزءِ الخاصِ بـ " كراماتِ الأولياءِ " ، وبوب عليه " سياق ما روي من كراماتِ أبي معلق " من طريقِ عيسى بنِ عبدِ اللهِ التميمي قال : أخبرني فهيرُ بنُ زياد الأسدي ، عن موسى بنِ وردان ، عن الكلبي - وليس بصاحبِ التفسيرِ - عن الحسن عن أنس .
وأورده ابنُ الأثيرِ في " أسد الغابة " (6/295) .
وذكرهُ الحافظُ ابنُ حجرٍ في الأصابة " (12/24) عند ترجمةِ " ابي معلق " فقال : " أبو معلق الأنصاري . استدركهُ أبو موسى ، وأخرج من طريق بن الكلبي عن الحسن عن أبي بن كعب : أن رجلا كان يكنى أبا معلق الأنصاري خرج في سفرة من أسفاره ... " فذكر قصة له مع اللصِ الذي أراد قتله .
قال أبو موسى : " أوردته بتمامه في كتاب الوظائف " .
قلت ورويناه في كتاب " مجابي الدعوة " لابن أبي الدنيا قال حدثنا عيسى بن عبدالله النهمي ، أخبرني فهر بن زياد الأسدي ، عن موسى بن وردان ، عن الكلبي - وليس بصاحب التفسير - عن الحسن عن أنس بن مالك ... " .ا.هـ.
وذكرُ أبي بنِ كعب في الطريقِ الذي ذكرهُ أبو موسى لا شك أنه خطأٌ .
قال محققُ كتابِ " أصول الاعتقاد " الشيخ أحمد بن سعد حمدان عن السندِ : سندهُ ضعيفٌ . فيه ثلاثةُ أشخاصٍ لم أجد لهم تراجم وهم : الكلبي ، وفهير بن زياد الأسدي ، وعيسى بن عبد الله التميمي .ا.هـ.
وأوردهُ الإمامُ ابنُ القيمِ في " الداءِ والدواءِ " ( ص 40 ) ، وقال عنه الشيخُ عمرو عبد المنعم سليم : " أثرٌ منكرٌ . رواهُ ابنُ أبي الدينا في " مجابوا الدعوة " (23) : حدثنا عيسى بنُ عبدِ اللهِ التميمي قال : أخبرني فهيرُ بنُ زياد الأسدي ، عن موسى بنِ وردان ، عن الكلبي - وليس بصاحبِ التفسيرِ - عن الحسن عن أنس .
ومن طريقهِ عبد الغني المقدسي في " الترغيب في الدعاء " (61 : منسوختي ) .
قلت : وهذا سندٌ ضعيفٌ ، موسى بن وردان ضعيفٌ على التحقيقِ ، وفي الإسنادِ من لم أعرفهُ .ا.هـ.
فالحديثُ لا يثبتُ ، ومع الأسف أن هذه القصةَ انتشرت في كثيرٍ من منتدياتِ الحوارِ ، بل حتى بعضُ طلبةِ العلم استشهد بها في مقالٍ له ، وبعد بيانِ ضعفِ القصةِ أرجو من كلِ من قرأها في منتدى حواري أن يبين للقائمين على ذلك المنتدى ضعفها وعدم ثبوتها . واللهُ أعلمُ .
الحديثُ الرابع
الحمدُ للهِ وبعدُ ؛
ما زال المبتدعةُ في كلِ عصرٍ ومصرٍ يكذبون ويفترون على أتباعِ سنةِ المصطفى صلى اللهُ عليه وسلم ، ويلمزونهم بألقابٍ مكذوبةٍ ويصفونهم بأوصافٍ منفرةٍ ، وذلك لكي يمنعوا عوامهم من أخذِ الحقِ منهم ، وسلفُ الأمةِ قد بينوا بعضاً مما وصف به هؤلاءِ المبتدعةِ أهل الأثرِ والسنةِ ، وهذه بعضُ النقولِ عنهم :
روى الصابوني في " عقيدةِ أهل الحديث " ( ص304-305 ) : قال أبو حاتم الرازي : علامةُ أهلِ البدعِ : الوقيعةُ في أهلِ الأثرِ . وعلامةُ الزنادقةِ : تسميتهم أهلَ الأثرِ حشوية ، يريدون بذلك إبطالَ الآثارِ . وعلامةُ القدريةِ : تسميتهم أهلَ السنةِ مجبرة . وعلامةُ الجهميةِ : تسميتهم أهلَ السنةِ مشبهة . وعلامةُ الرافضةِ : تسميتهم أهلَ الأثرِ نابتة ، وناصبة . قلتُ : وكلُ ذلك عصبيةٌ ، ولا يلحقُ أهلَ السنةِ إلا اسمٌ واحدٌ وهو أصحابُ الحديثِ .ا.هـ.
وروى أيضا ( ص 300 ) عن أحمدَ بنِ سنانٍ القطان قال : ليس في الدنيا مبتدعٌ إلا وهو يبغضُ أهلَ الحديثِ .
فأهل البدع يلقبون أهل السنة يألقاب شتى ، فمن تلك الألقاب :
1) مشَبّهةٌ :
وهذا اللقب من أشنع الألقاب التي نبزهم بها مخالفوهم في باب الأسماء والصفات من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة .
أما الجهمية : روى الإمام اللالكائي في " شرح أصول اعتقاد أهل السنة " (1/179) عن إسحاق بن راهويه قال : علامة جهم وأصحابه دعواهم على أهل الجماعة وما أولعوا به من الكذب أنهم مشبهة .
وأما المعتزلة : قال شيخ الإسلام في الفتاوى (5/110) : أن جل المعتزلة تدخل عامة الأئمة مثل مالك وأصحابه ، والثوري وأصحابه ، والأوزاعي وأصحابه ، والشافعي وأحمد وأصحابه ، وإسحاق بن راهويه وأبي عبيد وغيرهم في قسم المشبهة .
بل رمى بعضهم الأنبياء بأنهم مشبهة ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية (5/110) : قال ثمامة بن الأشرس ... : ثلاثة من الأنبياء مشبهة موسى حيث قال : إن هي إلا فتنتك ، وعيسى حيث قال : تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك ، ومحمد صلى الله عليه وسلم حيث قال : ينزل ربنا .
وأما الأشاعرة : فقد قال الجويني : وأعلموا أن مذهب أهل الحق أن الرب سبحانه وتعالى يتقدس عن شغل حَيِّز ، ويتنزه عن الاختصاص بجهة .
وذهب المشبهة إلى أن الله - تعالى عن قولهم - مختص بجهة فوق .
2) مُجْبِرَةٌ :
قال القاضي عبد الجبار في شرح الأصول الخمسة (ص775) : والذين يثبتون القدر هم المجبرة فأما نحن فإنا ننفيه ، وننزه الله تعالى أن تكون الأفعال بقضائه وقدره .
3) نُقصانيَّة .
4) مُخَالِفَةٌ .
5) شُكَّاك .
روى الإمام اللالكائي عن أبي حاتم : وعلامة المرجئة تسميتهم أهل السنة مخالفة ونقصانية . شرح أصول أهل السنة (1/179) .
وقال الإمام أحمد : فأما المرجئة : فيسمون أهل شكاكا ....
6) ناصبة :
وهو من الألقاب الشنيعة التي رماهم بها الرافضة .
7) العامة ، والجمهور.
8) حَشْوِيَّةٌ .
وبعد هذه النقولِ فلا غرابة أن نسمعَ مثلها من أناسٍ أعمى اللهُ قلوبهم وأبصارهم عن رؤيةِ الحقِ ، وكذلك هذه النقولُ فيها تسليةٌ لأهلِ السنةِ والأثرِ والحديثِ أن يصبروا عليها ، وأن يعلموا أنهم على الحقِ المبينِ .
وبعد هذه المقدمةِ نأتي على المطلوبِ ، استدل أحدهم بحديثٍ يقوي بدعتهُ التي يستندُ عليها في قضيةِ التوسلِ بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وهو أمرٌ ليس بالمستغربِ من هؤلاءِ ، فإذا أراد أن يقوي بدعتهُ عرف سنةَ النبي في تلك اللحظةِ ، ولا يمنعهُ الحياءُ من الاستدلالِ بكلامِ شيخِ الإسلامِ ابنِ تيميةَ أو محمدِ بنِ عبدِ الوهاب أو أي عالمٍ من علماءِ أهلِ السنةِ ، لأنهُ كما هو معلومٌ : " الغايةُ تبررُ الوسيلةَ " ، وصدق المصطفى عندما قال : " إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ " ، فهؤلاءِ نزعوا جلبابَ الحياءِ ، وعندما يكونُ الكلامُ من عالمٍ من علماءِ أهلِ السنةِ في تقريرِ مسألةٍ تخالفُ هواهم كشيخِ الإسلامِ مثلاً ، أجلبوا عليه بخيلهم ورجلهم ، وطريقتهم في ذلك طريقةَ اليهودِ مع عبدِ الله بنِ سلام رضي اللهُ عنه ، وقصتهُ معهم معروفةٌ .
نرجعُ إلى الحديثِ الذي استدل به هذا المسكين .
نصُ الحديثِ كاملاً :
عن أنسِ بنِ مالكٍ رضي اللهُ عنه قال : لما ماتت فاطمةُ بنتُ أسدِ بنِ هاشم أمُ علي رضي اللهُ عنهما ، دخل عليها رسولُ اللهُ صلى اللهُ عليه وسلم فجلس عند رأسها فقال : " رحمك اللهُ يا أمي ، كنتِ أمي بعد أمي ، تجوعين وتشبعيني ، وتعرين وتكسيني ، وتمنعين نفسك طيباً وتطعميني ، تريدين بذلك وجهَ اللهِ والدارَ الآخرةِ " . ثم أمر أن تغسلَ ثلاثاً ، فلما بلغ الماءُ الذي فيه الكافورُ سكبهُ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم بيدهِ ، ثم خلع رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم قميصهُ فألبسها إياه ، وكفنها ببردٍ فوقه ، ثم دعا رسولُ الله صلى اللهُ عليه وسلم أسامةَ بنَ زيدٍ ، وأبا أيوب الأنصاري ، وعمرَ بنَ الخطابِ ، وغلاماً أسوداً يحفرون ، فحفروا قبرها ، فلما بلغوا اللحدَ حفرهُ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم بيده وأخرج ترابهُ بيدهِ ، فلما فرغ دخل رسولُ الله صلى اللهُ عليه وسلم فاضطجع فيه فقال : " اللهُ الذي يحيي ويميت ، وهو حي لا يموتُ ، اغفر لأمي فاطمةَ بنت أسد ، ولقنها حجتها ، ووسِّع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحمُ الراحمين " . وكبر عليها أربعاً ، وأدخلوها اللحدَ هو والعباسُ وأبو بكر الصديق رضي الله عنهم .
لنا مع الحديثِ وقفاتٌ :
الوقفةُ الأولى : تخريجُ الحديث :
أخرجهُ الطبراني في " الكبير " (24/352 ح 871) ، و " الأوسط " (1/152) ، وأبو نعيم في " الحلية " (3/121) ، وابنُ الجوزي في " العلل المتناهية " (1/269) من طريقِ روح بنِ صلاح ، حدثنا سفيانُ الثوري ، عن عاصم الأحول عن أنس به .
قال الطبراني في " الأوسط " عقب الحديثِ : " لم يروهِ عن عاصم إلا سفيانُ ، تفرد به روحُ بنُ صلاح " .ا.هـ. وقال ابنُ الجوزي : " تفرد به روحُ بنُ صلاح ، وهو في عدادِ المجهولين وقد ضعفه ابنُ عدي " .ا.هـ.
وقال الهيثمي في " المجمع " (9/257) : " رواهُ الطبراني في " الكبيرِ " و " الأوسطِ " ، وفيه روحُ بنُ صلاح ، وثقهُ ابنُ حبان والحاكمُ وفيه ضعفٌ ، وبقيةُ رجالهِ رجالُ الصحيحِ .ا.هـ.
وتعقب العلامةُ الألباني في " الضعيفة " (23) الهيثمي فقال : " وبالنظرِ في سندهِ تبين لي أن قولَ الهيثمي : " وبقيةُ رجالهِ رجالُ الصحيحِ " نظراً رجيحاً ، وذلك لأنه من روايةِ الطبراني عن أحمدَ بنِ حماد زُغبة ( في الأصل : رغبته وهو خطأٌ ) حدثنا روحُ بنُ صلاح ، أخبرنا سفيانُ عن عاصم عن أنس ، فإن زُغبةَ هذا ليس من رجالِ الصحيحِ ، بل لم يروِ له إلا النسائي ، أقولُ هذا مع العلمِ أنه في نفسهِ ثقةٌ " .ا.هـ.
وقد حكم العلامةُ الألباني على الحديثِ بالضعفِ في " الضعيفة " (23) فقال : " بقي النظرُ في حالِ روحِ بنِ صلاح ، وقد تفرد به كما قال أبو نعيم ، فقد وثقهُ ابنُ حبان والحاكم كما ذكر الهيثمي ، ولكن قد ضعفهُ من قولهم أرجح من قولهما لأمرين :
الأولِ : أنه جرحٌ مقدٌ على التعديلِ بشرطهِ .
والآخر : أن ابن حبان متساهلٌ في التوثيقِ ، فإنهُ كثيراً ما يوثقُ المجهولين حتى الذين يصرحُ هو نفسهُ أنه لا يدري من هو ولا من أبوه ؟ كما نقل ذلك ابنُ عبد الهادي في " الصارمِ المنكي " ، ومثلهُ في التساهلِ الحاكمُ كما لا يخفى على المتضلعِ بعلمِ التراجمِ والرجالِ فقولهما عند التعارضِ لا يقامُ له وزنٌ حتى ولو كان الجرحُ مبهماً لم يُذكر له سببٌ ، فكيف مع بيانهِ كما هو الحال في ابنِ صلاح هذا ؟! فقد ضعفهُ ابنُ عدي ، وقال ابنُ يونس : " رويتُ عنه مناكيرَ " ؛ وقال الدارقطني : " ضعيفُ الحديثِ " ؛ وقال ابنُ ماكولا : " ضعفوهُ " ، وقال ابنُ عدي بعد أن خرجَ له حديثين : " له أحاديث كثيرة في بعضها نكرةٌ " .
فأنت ترى أئمةَ الجرحِ قد اتفقت عبارتهم على تضعيفِ هذا الرجلِ ، وبينوا أن السببَ روايتهُ المناكير ، فمثلهُ إذا تفرد بالحديثِ يكونُ منكراً لا يحتجُ به ، فلا يغتر بعد هذا بتوثيقِ من سبق ذكرهُ إلا جاهلٌ أو مغرضٌ " .ا.هـ.
وقال الشوكاني في " الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد " ( ص/64 ) : " حديثُ فاطمةَ بنتِ أسد ضعيفٌ فيه روحُ بنُ صلاح المصري ، وهو ضعيفٌ " .ا.هـ.
وقال الشيخُ عبدُ الرحمن الدوسري في تعليقهِ على كتابِ " صيانة الإنسانِ " للعلامة السهسواني الهندي ( ص 129 ) : هذا الحديثُ لا يصحُ درايةً ؛ إذا صيغةُ متنهِ وركاكةُ ألفاظهِ ، وما فيه من المبالغةِ ؛ مما يدلُ على عدمِ ثبوتهِ ، زيادة على غرابتهِ ، وما في سندهِ من الضعفِ " .ا.هـ.
الوقفةُ الثانيةُ : البترُ والكذبُ في النقلِ :
كما نعلمُ ويعلمُ الجميع أن أهلَ البدعةِ قومٌ معرفون ببترِ النصوصِ ، فالهيثمي قال عن الحديثِ : " رواهُ الطبراني في " الكبيرِ " و " الأوسطِ " ، وفيه روحُ بنُ صلاح ، وثقهُ ابنُ حبان والحاكمُ وفيه ضعفٌ ، وبقيةُ رجالهِ رجالُ الصحيحِ " ، والمسكين الناقل ماذا صنع ؟
قال : " أخرجه الطبراني ووثقه ابن حبان والحاكم " فوقع في بليةٍ كبيرةٍ ، حذف اسم روح بن صلاح ، ثم نقل توثيقَ ابن حبان والحاكم ، والتوثيقُ لا يكونُ إلا لرجالِ السندِ ، فأوهم أن الحديث وثقه المذكوران ، ونحن أهلُ السنةِ لا نقولُ عن السند : " ثقة " ، بل يذكرها أهلُ العلم في الراوي وليس السند ، أما الإسناد فيقال عنه مثلا : " رجالهُ ثِقات " وليس ثُقات ، أو يقال عنه : " سندهُ ضعيف " وما شابه ذلك من المصطلحاتِ المعروفةِ في علم الحديثِ .
الأمرُ الآخر أنه بتر أيضاً عبارة : " وفيه ضعفٌ " ، وهي الحكمُ على روح بنِ صلاح ، والذي عليه مدارُ الحديثِ ، وبسببهِ ضعف أئمةُ الشأن الحديثَ .
الوقفةُ الثالثةُ : الكلامُ عن أئمةِ نقلةِ القرآن :
إن من البلايا والرزايا أن يرمي الإنسانُ غيره بأمرٍ هو منه بريءٌ ، ومن رماهُ به واقعٌ فيه ، كالسارقِ يظنُ أن الناسَ كلهم سرقة ، والزاني يظنُ أن الناسَ كلهم زناة – والعياذُ بالله - ، وهكذا دواليك ، فبعد ما ثبت من كلامِ علماءِ الرافضةِ قولهم بالتحريف في كتابِ اللهِ ، بل ألف أحدهم وهو الطبرسي – عليه من الله ما يستحق - كتاباً سماه " فصل الخطابِ في تحرفِ كتابِ ربِ الأرباب " ، قال الرافضةُ تعالوا نبحث في نقلةِ القرآنِ عند أهل السنةِ ، ونبحثُ ما قيل فيهم من كلامِ علماءِ الجرح والتعديلِ ، وظنوا أنهم وقعوا على كنزٍ ثمينٍ ، وهذا يدلُ دلالةً واضحةً على سخافةِ عقولِ القومِ .
والرد على هذه الفرية أننا نقولُ : لا يمنع أن يكونَ الرجلُ من علماءِ القراءاتِ ومن ضابطيها ، وفي نفسِ الوقتِ ضعيفٌ أو متروكٌ في الحديثِ ، ولنأخذ مثالاً ممن ورد ذكرهُ :
حفصُ بنُ سليمان الأسدي الكوفي ( ت 180 هـ ) من تلاميذِ عاصمِ بن بهدلة بنِ أبي النجود الأسدي في القراءةِ ، وكان حجةً في القراءةِ ، ليس بشيءٍ في الحديثِ ، ولهذا قال عنهُ الذهبي في " معرفة القراءِ الكبارِ " (1/141) : " أما في القراءةِ فثقةٌ ثبتٌ ضابطٌ لها ، بخلافِ حالهِ في الحديثِ " .ا.هـ.
أما عاصمُ بنُ أبي النجودِ انتهت إليه رئاسةُ الإقراءِ بالكوفةِ ، وكان صدوقاً في الحديثِ .
وأكتفي بهذا القدر من الوقفاتِ . واللهُ أعلمُ .