السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه الظاهرة لها الكثير من الأسباب وهي ليست وليدة الصدفة
نذكر على سبيل المثال لا الحصر
* عدم ادراكنا لأهمية الكتاب في حياتنا .
* ونيجة لعدم ادراكنا لتلك الأهمية فلم نزرع حب القراءة والاطلاع في نفوس النشء .
* المفهوم الخاطئ حول الكتاب المدرسي حيث يعتقد الكثير من الناس أن أهمية هذا الكتاب تنتهي بمجرد الانتهاء من الامتحان وبالتالي فلا مجال للاحتفاظ به .
* ظهور بعض الأنواع من الحقائب ذات العجلات والمقبض الطويل بحيث يقوم الطالب بجر هذه الحقيبة وما تحويه من كتب على الأرض يسير وهي خلفه بعيدة عنه كأنها لاتعنيه وهذا قد يولد نوع من الجفاء بين الطالب والكتاب ناهيك عما تتعرض له الكتب من الغبار والأتربة وربما الماء الآسن في بعض الأحيان .
* بعض الأمور العرضية الأخرى كصعوبة المادة أو كره المعلم أو عدم الرضى عن النتيجة وغيرها من المشاعر المختلفة .
ونحن عندما نتحدث عن علاج الظاهرة ندرك أننا في صدد مشكلة سلوكية والمشاكل السلوكية عادة تحتاج الى وقت وتحتاج الى تكاتف الجهود وتحتاج الى البداية الصحيحة والاتجاه الصحيح ومن هنا أرى أن الحل يتلخص بما يلي :
* دور الأسرة : يجب على الوالدين غرس حب القراءة والاطلاع والشعور بأهمية الكتاب في نفوس الأبناء منذ الصغر مثلاً ( كتب القصص المناسبة لسن الطفل ، بعض الرسومات والصور الجميلة ، تخصيص مكان معين لحفظ الكتب وترتيبها بطريقة معينة والتشجيع على ذلك ، محاولة الرجوع للكتاب للفصل في أمر ما ولو من باب الحرص على شعور الجميع بأهمية الكتاب ) .
أتمنى من أخي موسى عرض تجربته في هذا الجانب ليستفيد منها الجميع
* دور المدرسة : للأسف الشديد أن دور المدرسة بدأ يشوبه بعض القصور في هذه الناحية وأقول هذا من خلال مشاهدة ميدانية لما يحدث حيث نلاحظ عدم تركيز بعض المعلمين على الكتاب المدرسي وعدم تفعيله بالشكل المطلوب وبالتالي لايشعر الطالب بأهمية هذا الكتاب فيحوله الى كشكول للذكريات والرسومات والتواقيع حتى يصبح الكتاب مشوهاً ليجد لنفسه العذر بعد ذلك بتمزيقه .
مكتبة المدرسة كذلك قد تجد الكثير من الطلاب لايعرف إن كان بمدرسته مكتبة أم لا وإن عرف فلا تعدو كونها في نظره مكان لحفظ الكتب القديمة التي لايستفاد منها .
وأرى ضرورة تزويد الطلاب بنشرات توعوية حول أهمية الكتاب وضرورة المحافظة عليه
* دور المسجد : وهنا يجب على أئمة المساجد توعية أولياء الأمور والطلاب بأهمية الكتب وضرورة المحافظة عليها وربط هذا الأمر بالدين وما يحث عليه من طلب العلم والحرص على مصادره المختلفة .
* دور وسائل الإعلام المختلفة : ولأنني لست متابع كما يجب فلا أستطيع أن أقيم دورها في هذا الجانب ولكن يفترض أن تكون هناك توعية مستمرة وتغطية للأحداث المتعلقة بالكتاب مثل معارض الكتاب المحلية والدولية زيارات موثقة لأشهر دور النشر والمكتبات المعروفة والالتقاء بأصحاب الخبرات والاستفادة منهم في سبيل القضاء على مثل هذه الظواهر .
ولايخفى على الجميع المبالغ الطائلة والجهود المضنية التي تبذلها الدولة في سبيل توفير الكتب الدراسية المجانية للطلاب والطالبات ...وبالتالي فتمزيقها ورميها بهذه الطريقة هو تقويض للجهود وهدر للأموال العامة ومخالفة لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف .
.... أما الحلول الوقتية العاجلة فما ذلك إلا عملية ترحيل للمشكلة من وقت لآخر ليس إلا وما نبحث عنه هنا هو أن يكون الحفاظ على الكتب سلوك ينشأ مع الطفل ويترعرع معه .
ورغم أنني أول المقصرين في هذا الجانب إلا أنني أعد نفسي وأعدكم بالمحاولة الجادة منذ اللحظة .
معذرة على الاطالة وأسأل الله التوفيق للجميع