حلقة يوم الأحد1/7/1431هـ
مع الشيخ : محمد الحسن الددو
والمقدم : محمد المقرن
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المقدم :
أثير جدلا منذ بضع سنوات حول رضاعة الكبير ثم أثير خلال الأسابيع الماضية نحتاج لتحرير هذة المسألة ؟
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد سيد الاولين والآخرين وعلى آله واصحابه وعلى من إهتدى بهديه إلى يوم الدين أما بعد فإن الرضاعة ونشر المحرمية من الأمور التوقيفية التي لايمكن أن تثبت إلا بشرع وقد حدد الله سبحانه وتعالى الرضاعة في كتابه وقال ( وفصاله في عامين )وقال ( والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين )وكل مازاد عن التحديد فإنه مخالف له ولايخالفه إلا ماهو ناسخ له ولم ينسخ هذا التحديد بل هو نص محكم في كتاب الله وقد ورد في الصحيح حديث سهلة بن سهيل بن عمر رضي الله عنهما كانت هي وزوجها أبو حذيفة عتبة بن ربيعة قد تبنيا سالم مولى أبي حذيفة وسالم هذا كان طفلا صغيرا وهو طفل من الأنصار فتبناه أبو حذيفة وزوجته سهلة بن سهيل في أول الهجرة فكان بمثابة ولدهما مدة فلما حرم الله التبني وأصبح سالما كبيرا كان في نفس أبي حذيفة منه شيء وكان عمره حوالي الثالثة عشرة فذكرت ذلك سهلة للرسول صلى الله عليه وسلم فقال أرضعيه وهو أمر في واقعه معينة وهي مخصوصة ولايمكن ان يتكرر نظيرها ولا يمكن القياس عليها لإن التبني قد وضع ومولد القصة في المتبنا أي من كان في مثابة الولد ولم تلده وهو كان مثل ولدها تماما كانت تضعه في حجرها وتحمله معها ويبيت إلى جنبها كولدها تماما ونسخ الله ذلك الحكم وقال ( أدعوهم لإبآئهم هو اقسط عند الله فإن لم تعلموا آبآئهم فإخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما اخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم )فأبطل التبني وحرمه وبذلك لا يحل أن ينتسب الإنسان لغير أبيه بعد نزول هذة الأية في سورة الأحزاب وقد ثبت في الصحيح من حديث أبي جحيفة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في ورقته التي أخرجها من جراب سيفه وفيها العقل وفكاك الأسير ولا يقتل مسلم بكافر وفيها لعن من أنتسب لغير أبيه وأن يتولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين وعاى هذا لا يمكن ان يؤخذ بمنطوق القصة في عموم ولا يمكن أن تتعدى موردها بالقياس لإن القياس لا يمكن أن يكون معتبرا مع وجود الفارق والفارق والمؤثر قوي وحاصل في هذة القصة وهي قصة تبني ولم يعد ذلك موجودا مع هذا فقد أخذت عائشة أم المؤمنين برأي في هذة القصة وعممتها وخالفها امهات المؤمنين وخالفها عموم المسلمين في هذا الرأي ولم يأخذو به والأدله صريحة في مقابله وبما أن النص صريح من كتاب الله في آيتين والآية الثالثة تدل وهي قوله ( وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ) فالأيات تواترت وهي من المحكم الواضح بالدلالة قطعه الغير منسوخ والحديث قصة عين وواقعه ولا يمكن أن يقيد بها هذا الإطلاق ولا يخصص بها العموم الذي جاء في هذة الأيات .
المقدم
كثير من الأخوة يتساءلون عن مسألة الرؤيا والأخلام فهي تشكل على الناس اليوم وكثرة المعبرين الذين وجدوا على الساحة بل وهناك قنوات فضائية خصصت لذلك كيف يتعامل الإنسان مع الرؤى التي يراها كيف يصدق المعبرين الذين يعبرون سواء سألوه شخصيا وعرفوا من هو أم ان الرؤى أصبحت تعبر عن طريق الـsmsوالرسائل ولا يعرفون أصحابها أصلا ؟
بالنسبة للرؤى هي مما يسر ولا يضر وينبغي للإنسان ان لا يتشاغل بها ولا تكون جل إهتمامه وجل انتباهه بل ينبغي أن يهتم الإنسان بعالم الشهادة الذي هو فيه وبالأسباب التي يبذلها ومع ذلك إذا صدقت الرؤيا وكانت صادقة وحصلت فيها فائدة فيعمل بمقتضى الإرشاد والنصح الذي فيها إذا كان موافقا للشرع ومايراه الإنسان في المنام خمسة أقسام القسم الأول منه هو الرؤيا الصالحة التي يراها الإنسان أن ترى له وهو صالح وتكون موافقه للشرع والصلاح وليس فيها شهوة ولا لذة وليس فيها ما ينكره العقل فهذة امارات الرؤيا التي من الله وهذة فيها منبهات تنبه الإنسان على الخلل الذي يحصل منه وفيها غرشاد له إلى الأولى والاحوط والارشد له والقسم الثاني وهو من اللمة الملكية فالإنسان لديه قرين من الملائكة يلم قلبه والقرين الملكي لا يأمر إلا بخير لإنه ملك لكنه متذبذب قد يامر بخير وإذا لم يجد إصغاء يأمر بخير أخر وهكذا وربما كان هذا عن طريق المنام والقسم الثالث هو من النفس وهواها فما يحبه الإنسان كثيرا يراه في المنام إذا نام وهو ضمآن يرى الماء وإذا نام وهو جوعان يرى الطعام وهكذا وإذا حب إنسانا كثر عليه في المنام وهذا من النفس والقسم الرابع ماهو ناشيء عن الامزجة والأورام فمن لديه حموضه كثيرا ما يرى الحرائق والمرأئي المفزعه وهكذا بحسب الامزجة والقسم الخامس من الشيطان وهو ما كان مخالفا للشرع وللعقل والواقع وكان فيه شهوة ولذة فهذا من الحلم والشيطان وعلى الإنسان أن يتركه ولا يحدث به أحدا وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يقول دبر الصلاة من رأى منكم رؤيا فيسأل الناس فربما يخبره مخبر برؤيا رآها تاره يعبرها وتاره يعرض عنها وتارة يعبر بعض ويعرض عن بعض وكل ذلك يدل على أنها ليست مطلوب أن تعبر وليس كلها مأخوذ منها فوائد وكثر الإنشعال في هذا الزمان بالمرأئي فأصبح الإنسان لا ينام إلا يرى مسلسلات ويحاول تفسيرها واصبح إهتمام كثير من الناس بتفسيرها وتعبيرها مع ان كثير من المشتغلين بذلك لا يحسنون تعبيرها فالمرأئي لا يعبرها إلا من كان من أهلها وهي ستة وأربعون جزء من أجزاء النبوة والحديث الأخر يقول أنها جزء من ستة وسبعون جزء وقد جمع بينهما الحافظ بن حجر بأن رؤيا من كان غاية في الصدق تكون جزءا من ستة وأربعين جزءا من أجزاء النبوة ورؤيا من كان دون ذلك إلى أن تصل إلى ثلاثة وسبعين وتفسير ابن رجب لهذا الحديث غريب وهي أن مصدر نبوة النبي صلى الله عليه وسلم هو رؤياه فرأى أنه حببت له المرأي وكان ستة أشهر لا يرى رؤيا الا اتته مثل فلق الصبح وستة اشهر نسبتها من ثلاث وعشرين سنة وهي من عمره صلى الله عليه وسلم وهي نسبة واحد وستة واربعين لإن ثلاث وعشرين سنة إذا ضربتها في إثنين تكون ستة وأربعين لكن هذا تفسيره غريب لإنه صلى الله عليه وسلم لا يتحدث عن رؤياه هو ولا عن نبوته وإنما يتحدث عن رؤيا مطلقة لذلك لا ينبغي أن يتجاسر على الرؤيا إلا من هو اهل لها فأهل مصر قديما قالوا لملكهم وما نحن بتاويل الأحلام بعالمين والنبي صلى الله عليه وسلم لما عبر أبو بكر رؤيا قال له لقد أصبت بعضا وأخطأت بعضا وهو الصديق بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فذلك يدل على صعوبة التعبير وانه ليس لكل أحد وأيضا لابد أن يكون صاحبه من المتقنين لتفسير القرآن وملما بواقع الناس وحياتهم وبالأدب والذوق في جمالات الكون والمقالات الإعلامية حتى يكون فاهما للكلام ويستطيع أن ينزله منازله وأيضا لابد ان يكون عارفا لإحوال الناس أما سؤاله للناس وانت فلان وأنتي فلانه ويعتبر سؤاله من تطلع الغيب المذموم وهو يدل على علاقة بالشياطين ونحو ذلك
المقدم :
سؤال الأخ أنس سألكم عن من إبتدا بمن يلحن لحناً جلياً بالفاتحه .!
الشيخ :
اللحن الجلي في الفاتحة ينقسم إلى قسمين لحن مفسد لمعناه ولحن غير مفسد لمعناه , واللحن أصلاً ينقسم إلى قسمين لحن جلي و لحن خفي .
فاللحن الخفي مثل فك المدغم والإدغام المفكوك وتغليظ المرقق وترقيق المغلظ ونحو ذلك , فهذا لا تأثير له على
الصلاة أصلاً وهو الذي لا يستشعره الا من كان من أهل الفن ومن أهل العلم والآداء والتجويد .
أما الجلي فهو ينقسم إلى قسمين والجلي هو ما يعرفه من كان من أهل الآداء ومن لم يكن من أهل الأداء ,
وهذا ينقسم إلى قسمين إلى مغير للمعنى وغير مغير للمعنى , المغير للمعنى يبطل الصلاة إذا قرأ الإمام الفاتحة
{ صراط الذين أنعمتُ عليهم } أو { أتعمتِ عليهم } فهذا مغير للمعنى وتبطل به الصلاة إذا تعمده أو كان
لا يقدر الا على هذا , فالصلاة باطلةٌ به لأن هذا مغير للمعنى .
اما اللحن الذي هو غير مغير للمعنى أو فيه تلفيق بين القرآءات كما إذا قرأ الإمام في غير الفاتحة { وكفَّلها زكرياءُ }
فجمع بين قرآءتين , قراءت { وكَفَلَهاَ زكرياءُ } وقراءة { وكَفَّلها زكريا } فكفلها بالتشديد زكريا معناها منصوب
وكفلها بالتخفيف زكريا معناها مرفوع , فإذا جمعها فهذا الجمع لحنٌ لأنه مفسدٌ للمعنى وإن كان ليس جمعاً في لفظ واحد وإنما جمع بالتلفيق بين اللفظين , فلذلك إن لم يكن اللحن الجلي مفسد للمعنى كما ذكر السائل في سؤاله فالضاد حرفٌ عسير وهي أعسر الحروف نطقاً , وذلك أنها تشبة الظاء فلا فرق بينهما الا بالمخرج والإستطالةِ , وما يقع في الضاد من التفشي عند طائفة من أهل الأداء , أما ما سوى ذلك فلا فرق بينهما فيه ولذلك يجتمعان في كمال الصفاتهم التسعين , وهي من الحروف الشاقة الصعبة فلذلك من صعب عليه النطق بها وليس بها من اللحن الجلي , ومن أبدلها دالاً أو نحو ذلك فهذا من اللحن الجلي لكنه لا يغير المعنى غالباً إلا إذا كان في لفظٍ معين يقتضي تغيير المعنى والفاتحة ليس فيها ذلك , فلذلك الصلاةُ صحيحةُ مع اللحن الجلي الذي لا يغير المعنى .
المقدم :
سأل الأخ أنس أيضاً عن صلاة الفجر إذا صلاها بعد طلوع الشمس , يسأل عن سنة الفجر يصليها قبل أم بعد !؟
الشيخ :
يصليها بعد الفريضة , يبدأ في الفريضة لأن الذمة عمرت بها , وهي أولى من غيرها ثم بعد ذلك يقضي النافلة
في وقت الإباح . وبالنسبةِ للإستيقاظ في وقت الطلوع وقت طلوع الشمس مباشرة حين تتضيف للطلوع فهذا مختلف فيه فمذهب الجمهور يرى أنه يصلي فيه الفريضة ولا يصلي فيه النافلة , ومذهب الحنفية أنه لا يصلي فيه فرض ولا نفلاً وإنما تبطل في ذلك الوقت .لكن مذهب الجمهور أولى لقول النبي صلى الله عليه وسلم : [من نسي
صلاةً أو نام عنها فليصلها متى ما ذكرها , فإن وقتها ذكرها ]فهذا الآن هو وقت الصلاة , فعليه ان يصليها
في هذا الوقت الذي ذكرها فيه.
المقدم : سؤال الأخت التي ذكرت { إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه } أولياء الشيطان من هم ؟
الشيخ :
المقصود بالآية {إنما ذلكم } أي الرعب الذي تجدونه في انفسكم من المشركين الذين تقاتلونهم إنما هو من الشيطان فهو يخوف أولياءه اي يخوفكم أولياءه ,فيحيط اولياءه بهالة من الخوف تجعلكم تخافونهم , { فلا تخافوهم وخافونِ إن كنتم مؤمنين } فهذا تحذير من الله سبحانه وتعالى للمؤمنين من الخوف من غيره , فإن غير الله لا يملك
لأحدٍ نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً , { وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعف الطالب
والمطلوب , ما قدروا الله حق قدره } فلا يستحق أن يخاف منه ولا يرجى الا الله جل جلاله, وما يحصل من
الخوف من أعداء الله ومحاباتهم والركون إليهم هو من الشيطان , لأنه يريد أن يخوف الإنسان منهم, والمقصود
بأولياءه في هذه الآيه المشركون الذين يقاتلهم المسلمون ومثلهم كل كافر فهم جميعاً من أولياء الشيطان , فؤلئك أولياء الشيطان يخوف الناس منهم , ويخوف أهل الإيمان منهم , والأولياء معناه المناصرون له فولي الشيطان معناه مناصره وولي الله معناه ناصر ملته , كلٌ له أولياءه , يوجد أولياء للشيطان وأولياء لله , والناس ينقسمون لهذين الحزبين حزب الله وحزب الشيطان , ويمكن أن يكون الإنسان جامعاً بين الولايتين بقدر ما فيه من الطاعة والمعصية,
فلذلك يوالى على قدر طاعته , ويُعادى على قدر معصيته فيتبرأ منه على قدر معصيته .
وما خافته الأخت من انها تخاف هي أن تكون من أولياء الشيطان هذا من وساوس الشيطان وهو دائماً يسعى مع المؤمن بأن يدخل عليه الحزن والهم بكل الوسائل ومن ذلك يُخيل إليه أنه من أولياء الشيطان , والواقع ليس كذلك ,
فالمؤمن المتقي الذي يخاف الله ويرجو ثوابه يجتنب كبائر الإثم والفواحش ويؤدي كبائر الفرائض هو من أولياء الله
على ما فيه من تقصير , والكافر الذي لا يؤمن بالله هو من أولياء الشيطان مطلقاً , والمؤمن العاصي المقصر
هو من أولياء الله بإيمانه ومن أولياء الشيطان بمعصيته .
المقدم :
سؤال الأخت سعاد من ليبيا سالتكم بالمصرف الربوي الذي تعمل فيه إدارية وهي مديرة مكتب عمل إداري ولديهم
إختلاط وتقول مكشوف ( المكاتب حول بعض ) أو قريبه من بعض تسأل تقول أنه لا أحد يصرف عليها فهذه الوظيفة مصدر رزق لها ..
الشيخ :
نعم , بالنسبة للعمل في المصارف الربويه لايجوز للإنسان مادام يجد مصدراً للكسب والعيش من غيره, فإذا كان
الإنسان لا يجد مصدراً للمعاش الا بالبنوك الربويه فاليعمل في جانب ليس فيه ربا , كمصلحة الأشخاص او نحو ذلك ,
وقد "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وقال: هم سواء ".
والإختلاط إذا كان فيه تماس وإقتراب بين الأجانب فهو حرام مطلقاً , وإذا كانت تقصد بالإختلاط وجودهم في
بنى واحد او وجودهم في مكتب واحد فهذا ليس إختلاطاً بمفهوم الإختلاط الشرعي, ولكن يجب عليها ان تستر ما أوجب الله عليها ستره, وأن لا تخضع بالقول , وأن لا تحصل خلوة مطلقاً لا في ليلٍ ولا في نهارٍ ولا بأي وجه ,
والخلوة هي أن تبقى المراه مع رجلٍ في مكانٍ ليس فيه غيرهما , فقد حرم ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال : [ إيّاكم والدخول على النساء , قالوا : والحمو يا رسول الله ! قال :الحمو الموت ].
قال : [ ما خلا رجل بإمرأةٍ إلا وكان الشيطان ثالثهما] وإذا كانت المكاتب مكشوفةً كما ذكرت من الزجاج
ونحو ذلك ولم يكن فيها خضوع بالقول ولا خشيةٌ من التحرش أو من الفتنة وكانت هي متسترةً وكان الذي يدخل
عليها في مكتبها أيضاً لا يقترب منها إقتراباً شديداً فهذا ليس من الإختلاط ولا من الخلوة إن شاء الله .
المقدم :
سألت عن الأرباح التي تأخذها من البنك, تصرفها في أعمال الخير وبناء مسجد..
الشيخ :
بالنسبة لما تأخذه من العوائد الربا المحرم هذا الخروج منه ليس صدقة وليس لها هي التصرف فيه بل هو ملك عام
للمسلمين وخروجها منه ليس صدقةً وإنما هو توبة , الله طيب لا يقبل الا طيب, لكن المقصود بذلك هو ما يتعلق
بالصدقة ان الله طيب لا يقبل الا طيباً لكن ما يتعلق بالتوبه الله يتوب على الإنسان إذا تاب , وخروج الإنسان
من المال الحرام وتوصيله إلى مصارفه هو توبةٌ منه, فلذلك إذا أوصلت هذا المال إلى مستحقيه إلى الجمعيات التي
تمثل المسلمين عامة المسلمين وفقراءهم فإنها قد برئت هي منه , ولم يعد عليها فيه إثمٌ, ولكن لا يعتبر صدقةً لها, وأجر التوبة أكبر من أجر الصدقة, لأن التوبة واجبة والصدقة مندوبه , فقد قال الله تعالى : {و توبوا إلى
الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون } وقال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبةً نصوحاً }
فالتوبة واجبة والصدقة مندوبة فلذلك عليها أن تقدمة إلى الجهات التي تمثل المسلمين وإلا تتصرف هي فيه لا تعطيه الفقراء ولا تبني به مسجداً ولا تتصرف بأي تصرف بل تؤديه إلى الجهات التي تمثل الفقراء.
المقدم : سؤال الأخت أم عبدالله سألت عن الأوراق ..
الشيخ :
الأوراق المكتوب عليها إذا كانت المكتوب عليها قرآناً أو حديثاً أو فيها أسماء الله جل جلاله فعلى الإنسان أن
يلتقطها , يخرجها عن مكان القذر , وإذا كثرت جداً فإن هذا يكون من عموم البلوى كما إذا كان الإنسان في
شارع أو سوق تتناثر فيه الأوراق وتتطاير فلا يلزمه جمعها جميعاً ولا يدخل ذلك في تكليفه , لأن الله لا يكلف
الإنسان الا ما يطيق, وإذا لم يكن فيها إسم الله ولا إسم رسوله صلى الله عليه وسلم ولا قرآن ولا سنة
فليس لها هذا الإحترام أيضاً , ولكن على الإنسان أن يقدر الحروف العربيه فيحترمها ويرفعها عن الأقذار
وأيضاً حتى الحروف غير العربيه لإحتمال ان يكون فيها بعض الدلالات على الله اسماء الله أو ذكر رسوله
صلى الله عليه وسلم.
المقدم :
سألت عن الساعة التي وجدتها قبل ثلاثة سنين ..
الشيخ :
نعم , بالنسة لـ لقطة الحرم لا يحل إلتقاطها الا لمعرف , وهذه الساعة لا تعتبر لقطة لأنها وجدتها في بيتها
فإذا كانت طال عهدها وعرّفت بها وسألت كل جاراتها وأخواتها فلم يعرفها أحد فلها أن تنتفع هي بها وإذا جاء
من يعرفها وعرّفها يوماً من الدهر فالتسلمها إليه , وإذا لم تكن هي بحاجة إليها يجوز لها أن تبيعها وتتصدق
بثمنها عن صاحبها, ان تتصدق بذاتها عن صاحبها , وإذا جاء يوم من الأيام تعيدها إليه او ثمنها.
المقدم: سألتك أخت أم ياسر عن مايسمى اليوم عيد ذكرى الزواج يقام سنويا احتفالا تقيمه الزوجة مع زوجها بمناسبة مرورمثلا سنة على زواجهما ؟
الشيخ: بالنسبة للاعياد في الشريعة محصورة وهي عيد الفطر وعيد الاضحى وليس في الاسلام عيد غير هذين العيدين أما المناسبات السارة الاخرى لها أمورها وهي مما يؤذن فيه شرعا فللانسان ان يكون له لباس للشتاء ولباس للصيف وله أن يتزين بضيوفه وله أن يخرج في راحاته بنوع معين للاحتفال اذا كان الزوجان لايعتبران ذلك عيدا ولايريدان به محاكاة الكفار ومشابهته اليهود والنصارى فلاحرج فيه بشرط ان لايعتبراه عيدا وان لايكون محاكاة لليهود والنصارى اما اذا كان في محاكاة اليهود والنصارى او كان جُعل عيدا فذلك من البدع المذمومة ومن المخالفات الشرعية .
المقدم : سألك ابو حمد من قطر بالنسبه يقول هناك هجمة على الاسلام تشمل نسخ الحديث بالقرآن هناك بالنسبه للنسخ ذكر نسخ الحديث نسخ الاسماء والصفات وغيرها من الامور التي بدت تظهر على الساحة؟
الشيخ محمد : بالنسبه للاسماء والصفات لايدخلها النسخ اصلا لان النسخ لايدخل الخبر كل ماهو خبر لايدخله النسخ ولان نسخه تكذيب له وتكذيب الوحي محال فلذلك كل ماهو من الاسماء والصفات وهو قبيل للخبرلايدخله النسخ اما الاحكام للوجوب والندب والاباحه والتحريم والكراهه فهذه يدخلها النسخ وليس النسخ شبهه بل هو من التوسعه لله جل جلاله على عباده فقد شرع لهم من الاحكام مايتلائم مع حياتهم ونسخ الملل السابقه بمله محمد صلى الله عليه وسلم وهذه المله منها ماشرع في بدايه الاسلام مراعاه لظروف معينه ثم نسخ وقد قال الله تعالى : ("مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا،) وقال تعالى(وَإِذَا بَدَّلْنَـا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَـا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ)
فينسخ الله ما شاء من الاحكام ولاينسخ الاخبار والنسخ فضلاً وزيد علم وليس فيه أي شبهه بالنسبه النسخ الكتابي بالكتاب وليس محل خلاف وكذلك نسخ السنه بالسنه بين جمهور اهل السنه خلاف نصفهها لوحده والذي لاارى النسخ اصلا اما نسخ السنه بالكتاب او نسخ الكتاب بالسنه فكلاهما محل خلاف بين العلماء من الراجح ان الكتاب ينسخ بالسنه وان السنه تنسخ بالكتاب وامثلة ذلك واضحه كثيره .
المقدم :وتوقفت عند سؤال الاخت منى من ليبيا سألت قالت متزوجة وزوجها يأتي متاخرا لا يصلي سألتها بعد ذلك قالت يصلي تارة ويقطع تارة ؟
الشيخ محمد : بسم الله الرحمن الرحيم يقول الله تعالى ) إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا( وقد ثبت عن النبي صلى الله وعليه وسلم انه قال ( حد مابين امرء الكفر والشرك ترك الصلاة فمن تركها فقد كفر ) وثبت عنه صلى الله وعليه وسلم انه قال(ان العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) وقد اختلف أهل العلم في دلالة الحديثين
هل المقصود الكفر الاكبر المخرج من الملة او المقصود كفر دون كفر ؟ فعلى أخي المسلم ان يحافظ على الصلاة
ويعلم انها هي امانهم الكفر والشرك وهي التي ينجو بها من عذاب الله وان النبي صلى الله وعليه وسلم قال (خمس صلوات فرضهن الله على العباد في اليوم والليلة فمن حفظهن وحافظ عليهن حفظ دينه ) وكان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ومن لم يحافظ عليهن ليس له عند الله عهد ان شاء عذبه ان شاء أعفى عنه فلذلك على هذا الاخ ان يتوب الى الله سبحانه وتعالى وان يحافظ على اداء الصلاة وما ذكرته من التعب هو في امور الدنيا وتحصيلها هو ليس عذرا على الانسان في ترك الفريضة بل ليس عذرا أصلا في ترك النوافل فضلا عن الفرائض فلذلك على الانسان الا يتذرع بمثل هذه الذرائع الشيطانية وعليه ان يتوب الى الله وعليها هي ان تجتهد في نصحه وتذكيره بالله وتخويفه وإسماعه للدروس والاشرطة وإسماعه للقران والسنة في هذه المسألة وأيضا تدعو له بالهداية في سجودها وفي كل اوقاتها لعل الله يهديه ويرجعه الى صوابه اسأل الله أن يهديه ويرده الى صوابه .
المقدم: سؤال الأخت هديل حول التأمين أثناء الخطبة وأيضا الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام أثناء الخطبة؟
الشيخ محمد: بالنسبة لتأمين السامع سرا سنة وتأمينه جهرا لاينبغي لأن فيه تشويشا ولكن مع ذلك ليس لغوا مبطلا والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند سماع اسمه صلى الله عليه وسلم وذكره صلى الله عليه وسلم مطلوبه شرعا ولكن على الانسان ان يصلي عليه سرا والا يجهر بذلك عند وقت الخطبة واذا جهر فليس ذلك من اللغو لأنه من ذكر الله جل جلاله واللغو ليس فيه ذكرا ولاطاعة اللغو لايمكن ان يثاب عليه صاحبه ولا ان يعاقب عليه في الاصل الا عند صدوره في وقت محرم لذلك التأمين والصلاة مطلوبان بذاتهما لكن مطلوب فيهما الاسرار والا يجهر بهما الانسان.
المقدم:هنا ايضا من ضمن التساؤلات التي جائتنا في منتدى الجواب الكافي كما تحدثنا عن تفسير الرؤى نتحدث أيضا عن الرقية أيضا الخلاف في مسألة الرقية المنهج السليم في الرقية؟
الشيخ محمد: من المعلوم ان الله سبحانه وتعالى يخلق مايشاء ويختار ما كان لهم الخيرة وانه يفعل مايشاء في خلقه لامعقب لحكمه وما قدره في هذا الكون كله لابد ان يقع على وفق ماقدره رفعت الاقلام وجفت الصحف عما هو كائن ولكنه ربط الاسباب بمسبباتها ربط المسببات باسبابها والتوكل على الاسباب شرك بالله وترك الاسباب معصية لله فلا بد ان يعمل الانسان بالاسباب عملا بالشرع ولابد ان يعلم انها لاتقدم ولاتؤخر ايمانا بالقدر وعلى هذا فالرقية هي من الاسباب لأن الاسباب تنقسم الى قسمين اسباب كونية واسباب شرعية فالاسباب الكونية مايجربه الناس من شؤون حياتهم كالادوية ونحوها والاسباب الشرعية ماورد فيه النص كالصدقة انها ترفع البلاء وتزيد في الامر وكالرقية ونحو ذلك (داوومرضاكم بالصدقة) والدعاء (لايرد القدر الا الدعاء ) والدعاء يصطرع مع البلاء في السماء ونحو ذلك فهذه اسباب شرعيه وعلى هذا فالرقية لابد من تعريفها وهي قراءة القران أوالسنة أو الدعاء لمصاب أو لمن تخشى اصابته لشفاءه أو لوقايته او لتحصيل امر متعسر وتيسيره والاصل فيها ان تكون بالوحي الموحى وقد تكون بغير ذلك من الادعية التي هي مفهومه المعنى صحيحة المبنى موافقة للشرع وقد يرد في بعض الرقى ماهو غير واضح المعنى او ماليس مفهوم المعنى وهو نادر جدا فقد ورد منه تقريبا حديث واحد وهو( بسم الله الرحمن الرحيم شجة قرنية ملحة بحر قفطا)اما ماسوى ذلك من الاحاديث والايات في الرقية فكلها واضحة المعنى وعلى هذا فقد ذكر ابن القيم ان الرقية هي مثل الرماية لها ثلاثة أركان : الراقي والمرقي والمرقي به فكذلك الرماية لها الرامي والمرمي والمرمي به فلابد ان يكون القارئ وهو بمثابة الرامي لابد ان يكون متقنا للقراءة وان يكون عارفا بها وفاهما ومؤمنا ومصدقا وان يكون حاضر الذهن متدبرا وقت القراءة وان يقصد النفع وان تكون نيته صحيحة وان يكون ادبه مع الله حاصلا وقت رقيته كذلك لابد ان يكون المقروء رقية فالقران ليس كله رقية قد قال الله تعالى (وَنُنَزِّلُ مِنَ اَلْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُومِنِينَ) ومن هنا تبعيضيه لا بيانية لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ومايدريك انها رقية) وذلك فيمن رقى بالفاتحة فلو كان القران كله رقية لما سأله (مايدريك انها رقية ) فدل ذلك على ان من القران ماهو رقية ومنه ماليس كذلك ومعرفة هذا منه مايكون بالنص ومنه مايكون بالاجتهاد والذوق في الرقى ولذلك كان عدد من الائمة يكتشفون رقى لبعض الامور مثل مااكتشف شيخ الاسلام ابن تيمية رقية الرعاف من اية سورة هود(وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي)ومثل مااكتشف الفضيل بن عياض رقية التأديب من اية سورة ال عمران (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) ونحو ذلك فهذه هي الرقية الشرعية المأذون بها وهي ان يقرا الانسان القران بحضرة المريض او ان يكتبه في اناء بعسل او زعفران او لبنا فيغسل ويشربه وكل ذلك مما عمله السلف ومن الرقاة مايعلق على المرضى ولايكون تميمة فاذا برءوا مزق عنهم وقد ورد في ذلك حديث عبدالله بن عمرو بن العاص عند الترمذي وفيه ضعف ولكن مع ذلك عمل به كثير من العلماء وعلى هذا فليس من الرقية ان يمس الراقي المريض او ان يمسكه او ان يخنقه ا وان يضربه ليس هذا من الرقية في شيء انما هو زائد على ذلك فالرقية هي مجرد القراءة.
المقدم:طبعا نحن في برنامج الجواب الكافي كنا انتهجنا نهجا الا نعبر الرؤى تماما الاخت يمكن بس ان تعاطفنا معها كثيرا لأنها من موريتانيا بلد الشيخ وفي نفس الوقت مكالمة دولية هل لكم في ذلك شيء؟
الشيخ محمد: بالنسبة لرؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام حق فان الشيطان لايتمثل به وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال (من رآني في المنام فقد رآني حقاً فإن الشيطان لا يتمثل بي) والرؤية التي رأتها لاتقتضي رؤية بالعين وانما سمعت مكالمة معه وهذه كذلك من الرؤى لأن الرؤيا مصدر لرأى الحلمية والرؤيا مصدر لرأى البصرية وبينهما فرق فلذلك هذه الرؤية صحيحة وهي تقتضي ان هذه البنت وامها من اهل السنة ومن المحبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم و من المحبين لصالح الامة ايضا ومصالحها فلذلك تنصح هذه الام وابنتها بالازدياد من تعلم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن قراءة كتب السنة.