الشعر الحر ظهر قبل قصيدة الكوليرا بشكل خفيف لكنه لم يكن بشكل الواثق فقد كانت محاولات خاصة ظهرت على استحياء
لكن ان اردنا ذكر صاحب السبق في الشعر الحر فبالتأكيد ستكون نازك و السياب
كتابها قضايا الشعر المعاصر فيه تفصيل اكثر لحال الشعر الحر
عرض للطباعة
الشعر الحر ظهر قبل قصيدة الكوليرا بشكل خفيف لكنه لم يكن بشكل الواثق فقد كانت محاولات خاصة ظهرت على استحياء
لكن ان اردنا ذكر صاحب السبق في الشعر الحر فبالتأكيد ستكون نازك و السياب
كتابها قضايا الشعر المعاصر فيه تفصيل اكثر لحال الشعر الحر
كم هي رائعــةٌ هنا .. هذا مقطع من قصيدتها (مرّ القطار )
/
/
الليل ممتدّ السكون إلى المدى
لا شيء يقطعه سوى صوت بليد
لحمامة حيرى وكلب ينبح النجم البعيد ,
والساعة البلهاء تلتهم الغدا
وهناك في بعض الجهات
مرّ القطار
عجلاته غزلت رجاء بتّ انتظر النهار
من أجله.. مرّ القطار
وخبا بعيدًا في السكون
خلف التلال النائيات
لم يبق في نفسي سوى رجع وهون
وأنا أحدّق في النجوم الحالمات
أتخيل العربات والصفّ الطويل
من ساهرين ومُتعبين
أتخيل الليل الثقيل
في أعينٍ سئمت وجوه الراكبين
في ضوء مصباح القطار الباهت
سئمت مراقبة الظلام الصامت
أتصوّر الضجر المرير
في أنفس ملّت وأتعبها الصفير
هي والحقائب في انتظار
هي والحقائب تحت أكداس الغبار
تغفو دقائق ثم يوقظها القطار
ويطلّ بعض الراكبين
متثائبًا , نعسان , في كسل يحدّق في القفار
ويعود ينظر في وجوه الآخرين
في أوجه الغرباء يجمعهم قطار
و يكاد يغفو ثم يسمع في شرود
صوتًا يغمغم في برود
"هذي العقارب لا تسير !
كم مرّ من هذا المساء ؟ متى الوصول ؟ " !!!
ولعل من أروع ماكتبت ( نازك الملائكة )
دعوة إلى الحياة
أغضب، أحبك غاضباً متمردا
في ثورة مشبوبةٍ وتمزقِ
أبغضت نوم النار فيك فكن لظى
كن عرق شوقٍ صارخٍ متحرقِ
أغضب، تكاد تموت روحك، لا تكن
صمتاً ، أضيعُ عندهُ اعصاري
حسبي رماد الناس، كن أنت اللظى
كن حرقة الإبداع في أشعاري
أغضب، كفاك وداعة، أنا لا أحب الوادعين
النار شرعي لا الجمود ولا مهادنة السنين
إني ضجرت من الوقار ووجهه الجهم الرصين
وصرخت لا كان الرماد وعاش عاش لظى الحنين
أغضب على الصمت المهين
أنا لا أحب الساكنين
إني أحبك نابضاً ، متحركاً
كالطفل، كالريح العنيفةِ كالقدر
عطشان للمجد العظيم فلا شذى
يروى رؤاك الظامئات ولا زهر
الصبرُ؟ تلك فضيلة الأموات، في
برد المقابر تحت حكم الدود
رقدوا وأعطينا الحياة حرارةً
نشوى وحُرقة أعينٍ وخدود
أنا لا أحبك واعظاً بل شاعراً قلق النشيد
تشدو ولو عطشان دامي الحلق محترق الوريد
إني أحبك صرخة الإعصار في الأُفق المديد
وفماً تصباه اللهيب فبات يحتقر الجليد
إني التحرق والحنين
أنا لا أُطيق الراكدين
قطب، سئمتك ضاحكاً، أن الربى
بردٌ ودفء لا ربيعٌ خالدُ
العبقرية، يا فتاي، كئيبةُ
والضاحكون رواسبٌ وزوائدُ
أني أحبك غصةً لا ترتوي
يفنى الوجود وأنت روحٌ عاصفُ
ضحكٌ جنوني ودمعٌ محرِق
وهدوء قديسٍ وحسٌ جارف
إني أحبُ تعطش البركان فيك إلى انفجار
وتشوق الليل العميق إلى ملاقاة النهار
وتحرق النبع السخي إلى معانقة الجرار
إني أُريدك نهر نارٍ ما للجته قرار
فأغضب على الموت اللعين
إني مللت الميتين
الأخ / يلــــــــــدز ...
شكرًا لكم على حضوركم و مشاركتكم لنا..
و نتمنى أن تعودوا قريبـــــًا ..
و عن بغداد كتبت ::
والليلُ أسلمَ نفسَهُ دونَ اهتمـامٍ ، للصَّباحْ
وأتى الضياءُ بصوتِ بائعةِ الحليبِ وبالصيامْ
بِمُواءِ قِطٍّ جائعٍ لم تَبْقَ منه سوى عظـامْ
بِمُشاجراتِ البائعين ، وبالمـرارةِ والكفاحْ
بتراشُقِ الصبيان بالأحجارِ في عُرْضِ الطريقْ
بِمَساربِ الماءِ المُلَوَّثِ في الأزِقَّـةِ ، بالرياحْ
تلهو بأبوابِ السطوح بلا رفيقْ
في شبهِ نسيانٍ عميقْ..!!
* * *
نُِشر ذلكـ في 9-7- 1952م
و من روائعها أيضًا ::
.......... واتركنا غريبَيْنِ هنـا
نحنُ جُزءانِ من الليلِ فما معنى السنا?
يسقطُ الضوءُ على وهمينِ في جَفنِ المساءْ
يسقطُ الضوءُ على بعضِ شظايا من رجاءْ
سُمّيتْ نحنُ وأدعوها أنا...!!
مـــللاً... نحن هنا مثلُ الضياءْ
غُـــربَاءْ ...!