بارك الله فيك أخي خالد
و بعودتك يزدان الموضوع رونقاً
عرض للطباعة
بسم الله الرحمن الرحيم
كما ذكر الاخوة من أسباب التعلق أبرزها ..ضعف الوازع الديني ... الامر الاخر هو فقدان الأبناء ذكور وإناث العاطفه الحانية
بالاسرة فيبحث عنها خارجها ... الامر الاخر التقليد الاعمى للاخرين..
واجد ان أبرز علاج له الوعي الديني ...ملاحظه الاهل لأبنائهم وتوعيتهم وشغل وقت فراغهم بما هو مفيد حتى لا يقع فريسة
لهذا التعلق الوهمي ...إبراز العاطفيه وإشبتعها من قبل الاهل وبالاخص الوالدين لأبنائهم حتى يجد الابن والبنت هذا الاشباع بالجو الاسري فلا يلجاء للبحث عنه بالخارج...
هذا باختصار ... موضوع رائع للطرح ... تقبل عبوري متصفحكم ..
التعلق خاصية حيوية.. تبدأ مع الكائن الحي منذ ولادته..لهُ دوافعه..وله مراحلُه..سوياَ كان أم لم يكُن سوياً..!!
فتعلق الطفل بأُمه تعلقٌ فطريٌ أساسي.. دافعه الجوع والعطش والحنان..فهي علاقةٌ فطريةٌ أساسية ..ضروريةٌ لنمو الطفل وبناء جسمه..فتَراهُ يلتصق بأمه ويقرُنُ عالمُه بعالَمِها.. حتى إذا ابتعَدَت عنه تعالى صياحُه .. فإذا عادت إليه هدأ روعُهُ واطمأنت نفسُه..
ثم ينمو بعد ذلك في مسالك حياته.. فيتعلقُ بأبيه.. ويرى فيه تلك الشخصية القوية التي تعَوِّض فيه ضعف بُنيته وقلة معرفته وإدراكه.. ويرى فيه ذلك الذي يسد رمقَهُ..وينتصرُ له..ويرشدهُ في حياته.. ويرُسمُهُ منهجاً ينتهجُ به..فتراهُ يُقلدُ أباهُ في هيئته..وفي طريقةِ كلامه..وفي وضعيةِ جُلُوسِه..ويجتهدُ في أن يتخذه مثالاً لهُ في حياته البريئة الجميلة..
ثم لايلبِثُ أن يتحرر جُزئياً من دائرة والديه مُنتقلاً إلى سراديب المدرسة المُخيفة.. فتجده يتعلق بكثيرٍ من زُملائِهِ و مُعلميه.. ويرى فيهم مالم يجدهُ في مُحيط منزله..حتى إذا غلبته نفسهُ اتخذ منهم نماذجَ جديدة.. تُضافُ الى تلك التي اتخذها مُسبقاً..وهذه نُقطةٌ مخيفة..قلّما يتنبهُ لها الوالدان..فالمدرسةُ خليطٌ من الأرواح الإيجابية..والسلبية..ومع كثرة مخالطته لهذه الأصناف..تجده قد اكتسبُ منهم مالم يُعلمهُ إياه والداه..بخيرهِ..وشره..!!
ثم تأتي مرحلةُ المراهقة التي لاأؤمن بها ..فتُصقلُ شخصيتُهُ التي تم بنائُها مُنذُ 13 أو 14 عاماً..فيبدأُ تدريجياً بلبسِ ثوبه الجديد..وإظهار شخصيته الوليدة..
إذن..فهناك تعلقٌ سوي.. يُعتبر دافعاً أساسياً لنمو الإنسان.. وبدونه يتشوه بناؤه النفسي.. وهو الذي يظهر في علاقة الطفل بأمه ثم أبيه ثم إخوته وبقيةِ مُخالطيه..
ولكن..!! قد يزداد التعلقُ حين يبلغُ ذروته.. ويصبح حالةً مرضَّيةً يفقد فيها المتعلِّق استقلاله.. وتذوب عندهُ شخصيته .
والأصل في التعلُق.. وجهُ الشبه الشديد في الأطباع ..والتقارب في الأفكار والعادات..غير أنه يتجاوز كثيراً حدَّهُ المعتاد.. فيتحولُ إلى شيءٍ آخر.. له خصائص أخرى..والتي نُطلِقُ عليها مجازاً مُسمى : الحُب..!!
فكيف نُعرف ذلك..؟؟!!
لابُد أولاً وقبل كُلِ شيء..أن نعرف الفرق بين معنى الصداقة..ومعنى الحُب..
كما قرأتُهُ في أحد المواقع :
الفرق بين الصداقة والحب :
الصداقة كما يعرفها البعض بأنها : علاقة بين شخصين أو أكثر تتسم بالجاذبية المتبادلة المصحوبة بمشاعر وجدانية تخلو عامةً من الرغبة الجنسية.
ويُفَرِّق البعضُ بين الصداقة والحب فيقول : إن الحب صداقة ..ولكنه يزيد عليها بمجموعتين من الخصائص وهما : الشغف ..والعناية..
الخصائص المشتركة بين الحب والصداقة :
• الاستمتاع برفقة الطرف الآخر
• تقبل الطرف الآخر كما هو
• الثقة في حرص كل طرف على الطرف الآخر
• احترام الصديق أو الحبيب والثقة في حسن تصرفه..
• فهم شخصية الطرف الآخر ودوافع سلوكه وتفضيلاته..
• التلقائية.. وشعوركل طرفٍ بأنه على طبيعته مع وجود الآخر..
• الإفصاح عن الخبرات والمشاعر الشخصية..
ما يتميز به الحب عن الصداقة :
أ- مجموعة الشغف.. وتشمل ثلاث خصائص هي :
- الافتتان : ميل المحب إلى الانتباه إلى المحبوب والانشغال الدائم به والرغبة في إدامة النظر إليه والبقاء بجواره..
- التفرد : تميز علاقة الحب عن سائر العلاقات الأخرى.. والرغبة في الالتزام والإخلاص للمحبوب.. مع الامتناع عن إقامة علاقة مماثلة مع طرف آخر..
- الرغبة الجنسية : رغبة المحب في القرب البدني من المحبوب ولمسه ومداعبته وفي معظم الأحيان يتم ضبط تلك الرغبة لمخالفتها الدين و شرع الله المُطهر..
ب- مجموعة العناية.. وتحوي خاصيتين هما :
- تقديم المحب أقصى ما يمكن إلى المحبوب.. حتى لو بلغ حد التضحية بالنفس..
- الدفاع والمناصرة عن مصالح المحبوب..
فكُلُ تعلقٍ خالف الشرع والفطرة هو تعلقٌ غيرُ سوي..تجِبُ معالجته..وتوجيهِ طرفاه..إما بالوعظ الديني مما يشتملهُ من إقامة الحدود الشرعية..والتي تؤدي إلى زجر من اقترفَ مثل هذه الأُمور..أو عن طريقِ الطب النفسي..الذي يُساعدُ في بناءِ شخصية المريض المُبتلى..وخاصةً..هؤلاء اصحاب الشذوذ الجنسي من الطرفين..أعزكم الله..
وما أجملهُ من تعلق الذي يقودك الى معرفة الله سبحانه وتعالى..ومحبته..والخوف منه..ودعائه..ومناجاته..ومتابعةِ هدي نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.. وقراءةِ سيرةِ السلف الصالح..ومناصرة أخواننا المستضعفين ..والدُعاءُ لهم..
ولا أنسى أن أُشير إلى أن من أهم ِأسباب التعلق السلبي..ضعف الوازع الديني.. فضعف الوازع الديني أو إنعدامهُ بالكّلية هو السبب الرئيسي في ترجيح كفة التعلق السلبي وإشعال جمرته..!! وهو لعمري مُصيبتُنا وبلائُنا..إلا من رحم ربي من عباده وإمائه..
نسألُ الله السلامةَ والعافية..