اخي \\ الشاعر زيدان البلوي
والله انك كفيت وفيت للرد على
ابتهاج فعلا انها نقاشات ازليه في هذا الموضوع
وبها ظلم على الشعراء لان الشعراء ليسو سوا
ولكم جزيل الشكر
عرض للطباعة
اخي \\ الشاعر زيدان البلوي
والله انك كفيت وفيت للرد على
ابتهاج فعلا انها نقاشات ازليه في هذا الموضوع
وبها ظلم على الشعراء لان الشعراء ليسو سوا
ولكم جزيل الشكر
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد شاهر البلوي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته :
أولاً : بما أنك لم تحضر لكي تُدافع عن نفسك فبتأكيد
التُهمه لاتثبت عليك (( مُجرد توقع)) نُهنئك شاعرنا ..
ثانياً : باالنسبه لطلبك أخي أنا خلاص أهديت صورتي لشاعرنا
أحـــــــــــــــمد وإنتهينا ولاتخااااااااااااااااااف عليه ..
ثالثاً : أقول لك أخي وإسمح لي أقولها لك لااااااااااااااااااااااااااا
لن نترُك الشُعراء وشأنهم ... أتعرف لماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لأننا لانُريد الشاعر فقط بل نُريد الشاعر الإنســـــــــــــــان
مِن المُمكن أن نقول لاتهُمنا خصوصيات الشاعر
فقط نُريد مايكتُب لِنتذوقهُ ... !!!!!!!!!!
ولكـــــــــــــــن :
لأني أُحب وأنت تُحب : الإنسان الذي يقول ويفعل
ولأني أُحب وأنت تُحب : الإنسان الذي حينما يتحدث
عن العطف والحنان والحُب يُطبقها على حياته أولاً
قبل أن ينقُلها لنا ..
جميعنا نُريد الإنسان والشاعر معاً ..
وتحياتي للجميع ..
الاخت الغالية .. ابتهاج ..
..اشكرك على موضوعك الراااااائع ..
مداخـــــــــــلة بســـــــــيطــة :
..لم تكن رغبتي المداخلة في البداية ....!!
...والسبب هو : سبقني العمالقة من الشعراء وليس مجرد شعراء فقط ..
على حسب معرفتي بخلفيات منهم ...
..بل : نجووم ومنهم على مستوى عالمي علما وثقافة .....!
لكـن مادام اختي ابتهاج تبحث عن الشاعر الانسان فهذا من حقها ..
لوسمحتم اخواني الشعرااااااء واخواتي ...
اعطــــــوهــا من الاجــــــوبـــة المقــــنــعة ..؟!
وبصـــــراحـــة ..!!
....تحياتــــي ....
.. بنــت المـــواهيـب ..
أهلاً بمن مر من هنا
وأهلاً بالجميع
.
إذن
تحول السؤال من :
هل باالفعل الشاعر يتميز عن غيره من الناس ...؟؟؟
وهل باالفعل الشاعر دائماً يقول مالايفعل وأنه كمايُقال (( لسان وبس ))؟؟؟
إلى
هل للإنسان الشاعر وجود ؟
أو بطريقة أخرى ..
هل يوجد شاعر مثالى ؟
.
لنقلبها الى معادله رياضية
بما أنـك تبحثين عن شاعر /هـ مثالي /هـ
فأنت تبحثين عن إنسان /هـ مثالي/هـ ( كامل /هـ )
والكمال لله سبحانه وتعالى
ومن فينا يتحلى بجميع تلك الصفات
وإن أدرك واحده فاتته الأخرى
.
ولو فرضنا أننا وجدنا ( الإنسان /هـ ) الكامل /هـ
فالقضية لم تنتهي بعد
فإنسانيته لا تكفيه فأختنا إبتهاج تريدهـ /ـا شاعر / هـ
أعتقد أن المعادلة صعبة جداً
وأقرب حل لها
أن تحال الى مجموعة
فاي
.
أمل أن لايتوقف على هذا البحث مصير إنسان فلربما هلك والله أعلم
.
أما إذا أردت أن تكوني واقعية ياصغيرتي ( عذراً ) > لكوني شايب قلتها
.
فالواقعية تقول :
وهذا ما إتفق عليه عموم النقاد
أن نتبع قاعدة
( لنعزل القصيدة عن صاحبها )
وثقي أن الشاعر /هـ إنسان من لحم ودم يعيش في هذا الكون الفسيح
يملك من الاحاسيس مالايملكه غيره ومهما كانت ( هفواته ) فهو في لحظة السكون يكتب مايحب ( حتى ولو لم يتحلَ بتلك الصفة ). ( لأن ذلك الشعور الداخلى هو من كان يكتب ( وليس الانسان الذي ترين )
سيكتب تاره عن نفسه / وتاره عن غيره /
سيكتب تاره عن همه / وتاره عن هم غيره
و سيكتب وسيكتب ....................... و .. سيمووووووت وهو يكتب
.
لذلك تشعر ين أحياناً وأنت تقرئين قصيدة أو تستمعين لأغنية وهي تناقش
قضية أو موقف , أن هناك ما إستوقفك, ولامس الجرح .
وتقولين : كأن هذا النص كتب من ( أجلى ) .
أعيد كتابة البيت السابق / للرائع / خالد الردادي
الشعر الإنـســان .. /.. كـسـر إنـســان مـتـســوّي
_________ عـشــان يــجـبـــر ../.. خــــــواطــر نــاس .. مـكـّـســورة.
هذا البيت إن أمعنت به جيداً ورفعت الاشرعة وأبحرت بإتجاه المعقول
فهو ورقة الاجابة وبإمكانك سحبه مع ورقة الاسئلة فلاحاجة لي بها
كون هذا الطرح ورغم جماله ومع إحترامي الشديد لشخصك أختي الكريمة
إلآ أنه خارج نطاق الطرح المنطقي
تحياتي لك والى اللقاء في طرح أخر أكثر واقعية
لا تنتظريني يا أختاه فقد غادرت الصالة
.
مع التحيه للأخوان جميعا واشكر كل اللذين شاركوا بهذا الموضوع وشكر خاص للأخ النبع الخالد لما اورد من ادله بهذا الخصوص من الحديث الشريف وهذا دليل على وعيه وادراكه
واشكر كل الشكر الكاتبه العظيمه ((دينا الشهوان))اوجه لها عبر
((( منتدى بلي)))
التبجيل والأحترام حيث كتبت هذا الموضوع بوقت مناسب لموضوعنا هذا [رب صدفة ٍ خير من الف ميعاد]
صوره مع التحيه للأخت الفاضله ابتهاج
قراءة في مكنونات الشعراء
تفسير حالة الشغف بين السرد والشعر
بقلم: دينا الشهوان - - 17/12/1426هـ
الشعر هو الأيقونة التي يمتلكها الشاعر طوال حياته، وهذه الأيقونة بمثابة أغنية يترنم بها كلما استطاع بوحه الشفاف أن يلامس ما يرتبط به بمنتهى الصدق والحساسية والوجدان، ويرى الشاعر الأشياء بعين مختلفة وبرؤية عالية، ربما يختلف عن سائر البشر كونه يرصد تفاصيل أكثر ودلالات أعمق ومكنونات أدق من غيره.
الشاعر منظومة كبيرة وأحياناً يجعل لنفسه مدرسة كونية تجمع كل تفاصيله في قالب واحد، لأن رؤية الشاعر تشبه الماء في نقائه، وأعني الشاعر الحقيقي الذي يبني لنفسه مدرسة خاصة به تجمع كل تفاصيله في قالب واحد، وذلك لتكوين حقبة أدبية للاستفادة منها في تصنيف أدبيات الكتابة.
ويحق للشاعر ما لا يحق لغيره، وتظهر هذه المقولة في تنويعات الكتابة لدى الشاعر حيث يستطيع أن يطوع أبجدية الكتابة في نصوصه ومقالاته وحتى في كتابة رسائله الإنسانية.
إن الوعي لدى الشاعر يرتفع فوق الأشياء فهو يدخل في الإمكان النظري في كونه يصف شيئاً بعيداً بالأحرى عن مجرد الهروب على أجنحة الخيال الجامح، فالوعي لدى بلوغه مرحلة الوعي الذاتي يلتصق بالشاعر وينقله من عالم الأشياء إلى عالم النظرية، وتجلى الوعي فيما حققه جبران خليل جبران الذي كان شاعراً وأديباً وفناناً في نفس الوقت ، كانت الفرشاة قلمه ضَمن بها أشعاره وتأملاته وقصصه وكان القلم فرشاته صور به لوحاته فبثتها أفكاره وتصوراته ومشاعره.
كان تقديسه للكلمة يبلغ أحياناً أن يصرف عدة أسابيع في تشكيل جملة صغيرة في قوله الشهير "إن عجز الطرق القديمة عن التعبير عن أشيائي الجديدة جعلني دأبت السعي وراء وسائل تعبير جديدة ولم أقتصر على صياغة ألفاظ جديدة بل كنت أشكل إيقاعات وموسيقى وأشكالا وتأليفا جديدا كان عليَّ أن أبتكر صوراً جديدة وإذا كان بعض الشعراء يبدأون القصيدة وهم لايعرفون كيف تنتهي بهم، فقد كنت دوماً أعرف القصيدة الكاملة قبل أن أبدأ فيها حرفاً واحداً كنت أرى في التعبير الجميل لفكرة سقيمة ما يجعلني أغضُّ الطرف عن فكرة جميلة صيغت في قالب رديء".
استطاع جبران أن يكتسب مكانة سامية بين الأدباء العرب في عصره بقدرته الفريدة على تطويع اللغة العربية وتهذيبها وحسن صياغتها وتحويل عرباتها النثرية إلى قصائد تحمل رنين الشعر وإن لم تحمل أوزانه وتلوينها بالألحان والظلال ونبضات العواطف ويظهر هذا جلياً في مقطوعاته الفريدة من رَمْلٌ وزَبَدٌ حيث يقول فيها:
على هذه الشُّطآن أسعى إلى الأبد، بين الرمل مسعاي والزبد.
سوف يطغى المد على آثار قدمي فيمحو ما وجد،
وتطوح الريح بعيداً بعيداً بالزبد.
أما البحر وأما الشاطئ فباقيان إلى الأبد.
وعلى الرغم من أن البعض من القراء يفاجأ من موقف الشاعر في كتابة بعض الرسائل الإنسانية التي تعتبر من وجهة نظرهم فنا بعيدا تماماً عن الشعر أو عن الشاعر، إلا أن الشاعر بإحساسه الصادق يكون أيضاً شاعراً في كتابة رسائله الإنسانية وتنويعات مفرداته في أي بناء نصي ولا يلغي هذا شاعريته بل على العكس يمنحنا كل الإيمان بأن الشعر مثل السماء وما تمطره السماء من أي تحديات يظل منبثقا من روح الشاعر.
يقول نزار قباني عن علاقته بالشعر بأن الشعر قد دخل إلى بيته، ولم يخرج منه. وتظهر روحه أكثر في قوله:
لعبت الديمقراطية وروح رياضية
ولم أتصافح
ولم أتفلسف
ولم أعش بورق اللعب
لم أكسر زجاج اللغة ولكني مسحته بالماء والصابون
ولم أحرق أوراق القاموس..
ولكنني قمت بعملية (تطبيع) بينه وبين الناس
ولم أقص شارب أبي وقنبازه وطربوشه بالمقص
ولكني استأذنته أن أشتري ملابسي من عند الخياط(سمالتو)
ولأن أبي كان حضارياً فقد طلب مني أن أعرفه على ( سمالتو)..
منذ البدء كنت مع الديمقراطية الشعرية..
كنت أؤمن أن الشعر هو حركة توحيدية لا حركة انفصالية..
وأنه همزة وصل لا همزة قطع
وأنه فن الاختلاط مع الآخرين لا فن العزلة..
وأنه فن الملامسة والحنان لا فن إلقاء القبض على الآخرين واغتصابهم شعرياً..
كان قباني يقول دائما:" إن إيماني بديمقراطية الشعر دفعني إلى التنفيس عن لغة تؤمن هي الأخرى بالديمقراطية وتحب الجلوس في المقاهي الشعبية وتشرب القرفة واليانسون وتلعب (الكونكان) وتركب أتوبيسات الحكومة وتنزل في فنادق الدرجة الثالثة وتشاهد مباريات كرة القدم ومسرحيات عادل إمام ودريد لحام وتقرأ سيرة أبي زيد الهلالي".
و يؤمن قباني بأن الشعر موجود في عيون الناس وفي أصواتهم وفي عرقهم ودموعهم وضحكاتهم، وأن وظيفته الشعرية كشاعر هي أن ينقل المشهد الشعبي الكبير، وهذا ما فعله خلال 50 عاماً لذلك تجمع الناس حول شعره ليسمعوا حكاياتهم وليشاهدوا شريط الفيديو الطويل الذي أخرجه عن حياتهم.
كانت شخصيته مثيرة للجدل ناهيك عن شاعريته السلسة حيث كون لنفسه مدرسة خاصة اتسمت باللغة الثالثة أي ما بين اللغة العربية الفصحى والعامية ، كان يصل بخطابه الشعري إلى مستوى الكلام العادي وكانت تنويعات شعره مختلفة، لقد اتهم بالنثرية حينا كأن النثر فعل معصية وبالتقريرية حينا آخر ولكنه لم يغضب مما يقال عنه لأنه كان يعتقد أن الجدار الفاصل بين الشعر والنثر سوف ينهار عما قريب كما انهار جدار برلين.
فيما تم عرضه من روح الشاعر نزار قباني حيث ظهر لنا بساطة الشاعر وعمق مفهومه لدى الحياة حيث يستطيع الشاعر أن يخلق كل جماليات الكتابة في الشعر والنثر والرسائل وحتى الاختزال، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على ما يملكه الشاعر من ألوان متجددة قلما نجدها في تصنيفات الشرائح الأخرى، كما ينظر للحياة بنظرة مغايرة وبمدلولات عميقة تعطي أبعادا لآفاق بعيدة وجميلة.
يتأثر الشاعر بمجريات الحياة اليومية فهو بالمقام الأول إنسان ولكن درجة الإحساس والشفافية في عمقه أعلى وأعمق فهو حين يشاهد الأخبار يأتي له الشعر محرضاً يزرع في روحه كلمات لا تشبه الكلمات لتبدأ مرحلة مجيء الشعر لروحه ومن ثم يتقمص الحالة ويستعد لمواجهة الحرف ثم الكلمة فالنص أخيراً القصيدة.. إذن لنقل إن الشاعر هو من يترجم أيضا تحولات المشهد الحياتي إلى مشهد واقعي شعري المشاعر القوية، وهو أحياناً يرسل لنا رسالة واضحة عن مجريات الكون في حين أننا لا نأبه لمجرد سماع الأخبار أو حتى الاندماج.
ومن مكنونات الشاعر الكبير نزار قباني ومدرسته الشعرية الخاصة إلى حالة الشعر الفريدة والتي تبتكر اللغة من جديد وتطوعها إلى لغة خاصة ترمز لشاعر الأبجدية محمود درويش, فالكتابة لديه اعتراض أو بوح حين يجد نفسه أمام اللحظة الآنية، حيث يرى درويش بأن اللغة تكون دائماً في حالة دفاع عن بناء معرض للتدمير من ناحية وتجد نفسها في حاجة إلى تكبيل واجبها الرهان بسلسلة من الاعتبارات الدبلوماسية الغريبة عن طبيعتها من ناحية أخرى، ذلك لأنها تستنفر صاحبها في محاولة لإنقاذ المشهد من ضياع تفسير مدلولات الحالة الشعرية، وإن تمعنا أكثر فيما يتعلق بدرويش نجد أنه دائما ما يبحث عن التجديد والتحديث في تنويعات الشعر وفي تطويع لغته لتكون دائما هي الهدف ولا شيء غير الكتابة يستطيع أن يترجم أحاسيسه مثلما يحصل في بداية بوح أول كلمة.
إن حالة الإبداع التي يعيشها الشاعر هي فرضية ترتبط بطريقة أخرى، من المحتمل أن تكون بالجنون والحضور الأدبي، إذ نلاحظ أن المشهد المعاصر محدد بمفارقة, فمن ناحية يشهد على محاولة تحرير الجنون وتفكيك القواعد ومن ناحية أخرى يتم تعليل هذا التناقض الأدبي من منظور مغاير لمفهوم الشاعر من منطلق انصهاره بالمشهد العام.
الشاعر هو الشاهد على اللحظة، ذلك لأنه نموذج في اقتناء الحالة المناسبة للحظة الآنية فهو يقتنيها مرة بعد مرة ويترجمها إلى حياته اليومية، وهنا تكمن روح الشاعر عندما يتتبع اللحظة الشعرية من زمن إلى زمن ليعزف عزفه المنفرد وسط تفاصيل الحدث الشعري.
من ناحية أخرى لطالما كانت الحروب والعذابات مدعاة وهاجسا للشاعر فمعها وبها يؤلف سيمفونية للبوح الشجي ويخلق ملاحمه الثورية حيث الانبثاق يأتي من رؤيته للأشياء المغلفة بتفاصيل الواقع.
وتظهر تأملات درويش في نظرته إلى الأشياء المحيطة به وترجمتها رافضاً تماماً بأن يعيش الشاعر بمنأى عن حياة الناس وبعزلة تامة عن مجريات محيطه التي يغرق بإرادته في بحرها وتظهر روحه العالية في نص تأملات سريعة في مدينة قديمة وجميلة على البحر الأبيض والمتوسط..
لتكنْ أُمَّاً لهذا البحرِ،
أو صرختَهُ الأولى على هذا المكانِ
..وليكُن أَنَّ الذي شيَّدها من موجةٍ
أقوى من الماضي ومن ألف حصان
..وليكُنْ أن التي نامتْ على وردتها الأُولى
فتاةٌ من بلاد الشام..
ما شأني، وما شأن زماني
بهواءٍ لم يخفف دَمِيَ العاري،
وما شأني أنا
بسماءٍ لا تغطيني بطير أو دخانِ؟
..فلتكُنْ هذي المدينة
أُمَّ هذا البحر، أو صرخته الأُولى.
علينا أن نغني لانكسار البحر فينا
أَو لقتلانا على مرأى من البحر،
وأن نرتدي الملح وأن نمضي إلى كل المواني
قبل أن يَمّتصَّنا النسيانُ،
لا شيء يُعيدُ الروح في هذا المكانِ.
أن المقطوعات الشعرية تبقى خالدة لأنها مليئة بالروعة والنقاء لدى بعض الشعراء, فالقدرة والتأثير والإيحاء تتزامن دائماً مع وجدانية الشعر وقدرته على فهم الآخر بمعزل عن مرجعيته أو تفصيل تكوينه إلا أنه يستطيع أن يقرأ ملامح الآخر بصورة مغايرة ، وتظهر تفاصيل العلاقة بين الشعر والقارئ في قول الشاعر الرائع ممدوح عدوان "بأن خير ما تكتبه هو الذي تكتبه وكأن أحداً لن يقرأك ..ذاك الذي تكتبه باطمئنان وكأنك تعترف..كأنك تتعرى .. كأنك تضع نفسك المحملة على طاولة وتشريحها وأنت مقفل على وحدتك الباب ونوافذ البيت..بلا خجل..بلا خوف.. بلا حساب لأحد.
تدخل البيت وكأنك تريد أن تبكي كأنك كنت تخجل من الناس أو تخافهم وفي البيت تتناول قلمك وتبدأ عملية التعرية والتشريح.
بعد قليل تبدأ الكتابة بحرية وعفوية.. تنسى كل شيء إلا شيئاً واحداً يتدفق كالنزيف..كالتعرق..دون اعتصار ..ويكاد يكون – دون أن تدري".
هكذا كان يرى العدوان روحه الشعرية وماله وما عليه أمام الشعر وكيف ينشر رسالته للقارئ من خلال اعتبارات كثيرة، لقد كان يعرف تماماً ما قد يمارسه الآخرون من الضغط على الحالة الشعرية دون أن يشعر أو يشعروا بحالته..وقد يمارسونه في اعتقاده بحبهم..بإعجابهم..باستهزائهم..بأي موقف يتخذونه من كتابته.
وتظهر شفافية عدوان في إصراره على أن الفنان المبدع والصادق هو الإنسان الصافي بسعيه نحو النضج..نحو الصفاء نحو أن يكون "الكل" في نفسه ..والسعي نحو كشف الحقيقة ..حقيقة نفسه حقيقة كونه إنساناً حقيقة إنسانيته ولهذا يتساقط الكثيرون في طريق النضج ..وذلك حيث ينفصل التطور الشكلي عن التطور في المضمون أو عندما تكون أفكارهم الجديدة ملتصقة على حياتهم ولا تكون نابعة منها.
فعلا ً الشعر قادر على خلق زمنه والشاعر النقي هو الذي يحافظ على مكنوناته الداخلية ويستطيع أن يتكلم حتى في صمته، هو الصدى الذي ينقلنا من عالم الوعي إلى عالم اللا وعي وأحياناً بالعكس ويظهر هذا جلياً في شعر ممدوح عدوان في قوله:
الأغنية الأولى
آتيك مبهم الكلمات
لا أقوى على الإفصاح..فاستمعي
إليك جررت أحزاني
من الحانات والأمطار ..فاستمعي
لأنك منذ أن كونت، كنت معي..
آتيك مترعاً لم أدر ما أحكي
فهاتي صدرك المرشوش بالأفراح، كي أبكي
آتيك حاملاً ألمي..
وصوت الجوع يعول في شراييني
ويجهش في ظلام دمي
الشاعر الحقيقي هو الذي يؤثر في القاري الجيد، بالمقابل القارئ أن يكون صادقاً في تفسير ما يقرأ وفي معايشة ما يشعر، ليس فقط أن يقرأ شكل الحرف وإنما يعيش الحرف ويسكن به وينصهر معه لكي يصقل تكوينه المعرفي أكثر فأكثر وبهذا يأتي تكوين المفردات ويكون قد أسس ثقافة حرة، كما عليه أن يفك القيود التي تحبس أي فكرة أمامه، و أن يقرأ بتمعن ليكتسب جماليات مضمون الكتابة، وليتعرف أكثر على روح الشاعر ولينتقي الجيد، وهذا ما يحاول الشاعر محمد جبر الحربي إظهاره في شعره مؤسساً لنفسه لغة خاصة تقترب من القارئ أكثر فأكثر وتظهر حميمة القصيدة لدى الحربي في عدة بواطن من نصوصه التي لطالما كانت إثبات لنزعته الإنسانية ولإصراره على أن بياض الشاعر هو هويته.
ومن مكنونات الشاعر الصدق في البوح في كل مفرداته ونصوصه وقصائده حتى في رسائله ولكن هل للشاعر غير الشعر الصورة النمطية التي تؤخذ على الشعراء هي فقط كتاباتهم للشعر ظناً من القارئ أن الشاعر لا يجيد فعل الشعر وينسى أو يتناسى أن الشاعر أديب ومفكر ومثقف وواع وكل ما يخرج من روحه هو أدب وثقافة يظل هذا السؤال في فم الكثيرين نعم هناك أنواع كثيرة من الآداب تثير في الشاعر روح الفكر والشاعرية.
وهذا ينقلنا إلى مكنونات القصيدة لدى الشاعر محمد جبر الحربي في صدقه كونه شاعراً وناثراً وكاتباً وأديباً ومكتشفاً لمواهب الجمال وبواطن الصدق.
ولم يتأخر في شعره بل واكب المعرفة ، والجميل في تجربة الحربي قدرته على خلق تفاصيل الحوار بينه وبين القارئ، فمن خلال شعره وتجدد أفكاره ورصد مجريات الحياة من خلال مساحة ضوء عالية إلى رسائله التي لم يخفت ضوؤها، ذلك أن حضور الشاعر يكمن في روح الشاعر وتوحده مع محيطه، ، وتظهر مكنوناته أيضاً في دواوينه التي رصدت تجربته في فترة من الزمن كان للشعر الحديث توهج وانبثاق وبداية لزمن يعي تماماً ما معنى أن يكون الإنسان شاعراً خلاقاً، وتكمن ملامح قصائده في تكويناته الداخلية فمثلاً في قصيدته (المغني) ظهرت دلالات وإشارات تفسر مكنونات الشاعر في قوله
في قصيدته الرائعة المغني حيث يقول:
أنا أولُ العاشقين وآخرهم
سقطت نجمة عند بابي
صرختُ ثيابي
نزعتُ من شبابي الطفولة
أدركتُ أنّي على غير ما استسيغُ
أغني أكلُ الذي في البرية يُحمدُ؟!
إني اتخذتك همّي
وساءلتُ نجم العشية
قُدني أبي ليس يعرفُ
أمي مضت
فمن ذا سيرفعُ رعبَ العبارة عني؟!!
الكاتبه العظيمه(( دينا الشهوان))
ابتهاج 0الشاعر ما يتكلم من فراغ يتكلم من احساس داخله ويقولون ولكن ماذا يفعلون