حلقة يوم الأحد 3-3-1432هـ ~ الشيخ " سعد الخثلان "
الأحد 3-3-1432هـ .
الشيخ الدكتور سعد الخثلان ~ حفظه الله .
المقدم~ أحمد المطوع .
المقدم : مع معالي الشيخ الدكتور/ سعد بن تركي الخثلان , عضو في جامعة محمد بن سعود الإسلامية , نائب رئيس الجمعية الفقهية السعودية .
~
المقدم : صاحب الفضيلة نحن هذه الأيام في إجازة والناس حينما يسافرون يشكل عليهم الكثير من مسائل السفر ألا وهي القصر والجمع في السفر , البعض قد يخرج إلى مكان إعتاد على الخروج إليه مثلاً في مزرعة له أو استراحة وهي خارج البنيان وتزيد عن 80 كيلاً , يشكل عليه أحياناً الجمع والقصر في هذه المزرعة التي تعود ملكيتها له و إعتاد القدوم إليها , وكذلك بعضهم يشكل عليه الجمع والقصر فيما إذا كان قد سافر في نزهةٍ برية ..
الشيخ : الحمد لله رب العالمين , وصلّى الله وسلّم وبارك على نبينا وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين , أما بعد :
إن الله عز وجل قد أباح للمسافر أن يترخص برخصة القصر وكذلك الجمع والفطر في نهار رمضان , وكذلك أيضاً في مدة المسح على الخفين تكون ثلاثة أيام بلياليهن بدلاً من يوم وليلة إذا كان مقيم , هذه الرخص للمسافر تكون له إذا كان يُسمى مسافراً , وكانت المسافة مسافة سفر , و أقرب ما قيل في مسافة السفر أنها أربعة برود, وهي تعادل 80 كيلاً تقريباً , وإذا كان السفر الذي قام به يعادل هذه المسافة فأكثر , فله الترخص بجميع رخص السفر , حتى ولو كان السفر للنزهة , فلا يشترط أن يكون السفر للطاعة , حتى لو كان للنزهة , بل حتى لو كان – على القول الراجح – سفر معصية ؛ لأنه على القول الصحيح أن سفر المعصية يجوز للمسافر أن يترخص فيه برخص السفر في أظهر أقوال بعض أهل العلم , وذلك لأن الجهات منفكة , ما دام أنه يُسمى مسافراً , وهذا سفر فيجوز له الترخص برخص السفـر , وهو يأثم بمعصيته , لكن لا علاقة لذلك بمسألة الترخص برخص السفر , فكما يقول بعض الفقهاء إن الجهات هنا منفكة , بقي المسألة التي أشرتم إليها في السؤال , وهي إذا كان له مزرعة مثلاً أو نحو ذلك في مكان يبعد أكثر من 80 كيلو متر , هذا رجل مثلاً مقيم في مدينة ولَنقُل في مدينة الرياض مثلاً وله مزرعة في مدينة أخرى أو قرية أخرى تبعد أكثر من 80 كيلو متر , مثلاً 100 كيلو أو أكثـر , فهل إذا وصل إلى مزرعته هل له أن يترخص برخص السفر , من قصر وجمع وفطر في نهار رمضان , أو ليس له ذلك ؟ , هذا محل خلاف بين أهل العلم , والذي يظهر والله أعلم أن مرد هذه المسألة إلى العُرف , فهل هو في عُرف الناس يعتبر مسافراً أو لا يعتبر مسافراً إذا كان في مزرعته , حتى يتضح العُرف عند الناس في مثل هذه المسائل , اجعل مكان قصر المسافر للصلاة اجعل مكانه الفطر في نهار رمضان , فلو أن هذا الرجل في مزرعته تلك أفطر في نهار رمضان علناً أمام الناس , وقال للناس أنا مسافر , فهل سيقرّه الناس على ذلك ويعتبرون أنه فعلاً مسافر , أم أنهم سينكرون عليه ويقولون لست مسافراً , كيف تكون مسافراً وأنت في مزرعتك وفي ملكك , الواقع أن الناس سينكرون عليه ولا يقرّونه , و أنه مثلا بعد صلاة الظهر في نهار رمضان في مزرعته أتى بسفرة الطعام وتغدى مثلاً أمام عدداً من الناس في تلك القرية وقال يا جماعة أنا مسافر وهذه مزرعتي تبعد عن بيتي في مدينة الرياض 100 كيلو , سنجد أن الناس ينكرون عليه ويقولون كيف تكون مسافراً وأنت في مزرعتك , كيف تكون مسافراً وأنت في ملكك , المقدم : ممكن أحياناً يا شيخ لأن الصيام له وقعه في النفوس , وقد ينكر الإنسان على الصائم حين فطره ولا ينكر عليه حينما يجمع ويقصر الصلاة , الشيخ : لكن لو أنه أفطر في غير ذلك ما أنكر عليه أحد , وأنه في طريقه أفطر فهو مسافر تجد أنهم يقرّونه , حتى في الطائرة نجد هناك في نهار رمضان من يفطر ويعتذر بأنه صائم و يقرّه الناس ولا أحد ينكر عليه , لكن مثل هذا ينكرون عليه ويقولون أنك لست مسافراً وأنت في مزرعتك , وهذا يدل على أن القول الراجح -والله أعلم – في هذه المسألة , هو أن من كان يذهب إلى مزرعته أو ملكه أو بيته أو نحو ذلك , فليس له الترخص برخص السفـر , بل يُتم الصلاة الرباعية أربع ركعات , لا يقصر , لا يجمع , لا يفطر في نهار رمضان , تكون مدة المسح على الخفين بالنسبة له يوم وليلة , أشبه ما لو كان له زوجتان , زوجة في مدينة وزوجة في مدينة أخرى , فإنه إذا ذهب لزوجته الأخرى في المدينة الأخرى لا يقصر , ولا يترخص برخص السفر , هكذا إذاً إذا كان له مزرعة في مكان آخر , فليس له الترخص برخص السفر ما دامت أنه هذه المزرعة له وأنها في ملكه وأشبه ما لو كان متأهلاً بزوجة أخرى .
~
المقدم : عبدالعزيز يداوم 140 كيلاً في اليوم ,ويعود مثلها , يسأل عن حكم قصر الصلاة , وهو لا يجمع الصلوات ولكن يقصر صلاة الظهر في الطريق , يسأل عن حكم الجمع بينهما- صلاة الظهر والعصر- ..
الشيخ : الحساب الصحيح : من مفارقة العمران للبلد الذي أنت فيه إلى أول عمران البلد الذي تقدم إليه , الإجابة : إذا كانت هذه المسافة من مفارقة عمران البلد الذي هو مقيم فيه إلى أول عمران البلد الذي فيه عمله إذا كانت أكثر من 80 كيلو متر فهذه مسافة قصر , ويجوز له في هذه الحال أن يترخص بجميع رخص السفـر , من القصر ومن الجمع وغيرها من رخص السفر , وبناءً على ذلك فله أن يقصر وأن يجمع حتى ولو كان يذهب ويعود في نفس اليوم , وأيضاً له أن يجمع بين العصر والظهر في وقت الظهر ولو كان يعلم بأنه سيصل قبل العصر ؛ لأنه وقت الجمع يعتبر مسافراً , وما دام أنه مسافر تشمله النصوص المُجيزة للسفر , للمسافر القصر يُعتبر مسافر , فيدخل في عموم النصوص المُبيحة للقصر للمسافر, ولذلك فله أن يجمع العصر مع الظهر ولو كان يغلب على ظنه أنه سيصل قبل صلاة العصر , وهذا من التيسير ومن سعة هذا الدين ويسره , قال تعالى : ( ما جعل عليكم في الدين من حرج ) الحج : 78.
~
المقدم : يسأل عن الأربع ركعات قبل صلاة العصر ..
الشيخ : روي فيها حديث عن النبي صلّى الله عليه وسلّم : (رحم الله امرءاً صلى قبل العصر أربعاً) وهذا الحديث حسّنه بعض أهل العلم , وشيخنا عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى , ولذلك نقول لا بأس , بل يُشرع أن يصلي أربعاً قبل العصر , لكن تكون ركعتين ثم ركعتين , يعني يصلي ركعتين و يُسلّم منهما ثم يصلي ركعتين .
~
المقدم : الثلث الأخير من الليل , هل الأفضل أن يصلي في أوله ساعتين ثم بعد ذلك يقضي الربع الأخير أو السدس الأخير في الاستغفار , أو أن يصلي حتى يؤذن الفجر ؟
الشيخ : أولاً الأمر في هذا واسع , لكن إذا كان السؤال عن الأفضلية , فقد قال النبي صلّى الله عليه وسلّم : ( أفضل الصلاة صلاة داوود , كان ينام نصف الليل , ويقوم ثلثه , وينام سدسه ) فقسّم النبي صلّى الله عليه وسلّم الليل إلى ستة أسداس , السدس الأول والثاني والثالث كان ينامه – وهو نصف الليل , إذا جمعت سدس وسدس وسدس تعادل النصف - , والسدس الرابع والخامس هذه كان يقومها , السدس السادس كان ينام فيه ,الأفضل أفضل ما تكون صلاة الليل في السدس الرابع والخامس , هذه هي أكمل الأحوال وأفضل الأحوال , هذا على سبيل الأفضلية , والصلاة في الثلث الأخير من الليل عموماً لها فضل , وقد جاء في صحيح مسلّم عن أبي هريرة رضي الله عنه , أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال : ( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول هل من داعٍ فاستجيب له , هل من سائل فأعطيه , هل من مستغفرٍ فأغفر له , وذلك كل ليلة ) , كل ليلة ينادي الرب عز وجل عباده , هل من داع ؟ هل من سائل ؟ هل من مستغفر ؟ كل ليـــلة في الثلث الأخير من الليل , وأيضاً جاء في صحيح مسلّم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال : (( إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرا من أمر الدنيا والآخرةإلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة )). رواه مسلم., المقصود بالساعة ليس 60 دقيقة , المقصود بها يعني لحظات , قيل إنها آخر ساعة من الليل – أرجى ما تكون آخر الليل قبيل أذان الفجر - لقبول الدعاء وإجابة الدعاء , فكل هذا وقت فاضل , والنبي صلّى الله عليه وسلّم قام من أول الليل ومن وسطه وآخره , واستقر معظم قيامه عليه الصلاة والسلام في آخر الليل , المقدم : ما يرد عليه بقول أنه كان ينام سدس الليل الأخير ؟ , الشيخ : نعم هو لا يتعارض معه ؛ لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم أحياناً يبين فضل الشيء ولا يعمله وذلك لانشغاله بأمور أفضل وأعظم , فمثلاً كان عليه الصلاة والسلام كان يقول أفضل الصيام صيام داوود يصوم يوماً ويفطر يوماً , ونحن نعلم من هديه عليه الصلاة والسلام أنه لم يكن يفعل ذلك , لم يكن يصوم يوماً ويفطر يوماً , بل كان تارة يسرد الصيام حتى يقال لا يفطر , وتارة يسرد الفطر حتى يقال لا يصوم كما ذكر ذلك ابن أم عائشة رضي الله عنها , وذلك لانشغاله عليه الصلاة والسلام بأمور أعظم وأهم من أمور الأمة وتعليمها و غير ذلك , يعني الأمور العظيمة المتعلقة بالأمة , لكن هو عليه الصلاة والسلام يبين فضل الشيء وتارة لا يفعله لكونه قد انشغل بما هو أفضل منه , ومن ذلك أيضاً قيام الليل , وغالب قيام النبي صلّى الله عليه وسلّم هو هذا , لكن كان عليه الصلاة والسلام يقوم من وسط الليل وأحياناً من آخر الليل , مع أنه عليه الصلاة والسلام كان يطيل صلاة الليل أيضاً – يطيلها جداً – كما وصف حذيفة –رضي الله عنه- وصف ركعة واحدة بأنه قرأ فيها بعد الفاتحة بسورة البقرة وآل عمران والنساء في ركعة واحدة وركع وكان ركوعه قريباً من قيامه , وكان سجوده قريباً من ركوعه , هذا وصفه لركعة واحد فقط , عليه الصلاة والسلام .
~
المقدم : أبو مصعب من العراق يسأل يقول أخته من الرضاعة , هل هو محرم لبنتها أم لا ؟
الشيخ : نعم , هو محرم لبنتها , هو خالها من الرضاعة ما دام أنها أخته من الرضاعة , فبنت أخته من الرضاعة هو خالها من الرضاعة .
~
المقدم : هل التصوير بالفيديو لجريمة الزنا يجزئ عن الشهود الأربعة ؟
الشيخ : لا يجزئ عن الشهود الأربعة ؛ وذلك لأن التصوير الآن يعتريه ما يعتريه من التزوير والتلبيس وتركيب الصور , قد أصبح هذا أمراً متوافراً وأصبح بالإمكان تركيب صورة على صورة , فالآن محاكاة الأصوات وتلبيس الصور أمر معروف , وفي مثل هذه لا يُعتمد عليه فعقوبة الزنا عقوبة شديدة , إذا كان الزاني محصنا ففيها الرجم بالحجارة حتى الموت , إذا كان غير محصن جلده مئة وتغريبه سنة , وهذه لا تكون إلا بعد ثبوت هذا الحد , ولا يثبت إلا إما : بالاعتراف , أو بأربعة شهود , وتحقق الشهود من أصعب ما يكون , بل إن عباس بن تيمية – رحمه الله – قال : لا أعلم من عهد النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى وقتي هذا – توفي سنة 728ه - أنه ثبت حدٌ في الإسلام بطريق الشهادة , وجميع الحدود التي ثبتت بطريق الاعتراف , بطريق الإقرار , لأن إثباتها بطريق الشهادة فيه صعوبة , وقد يكون أيضاً من حِكَم التشريع أن يكون في ذلك ردع للناس , يعني الشريعة لا تتشوف لمثل هذا للعقوبة , وإنما المقصود ردع النّاس من اعترف يقام عليه الحد , ومن وصل إلى مرحلة أن الشهود الأربعة يرونه و يشهدون عليه شهادةً صريحة واضحة ولا يكون فيه شبهة فهذا يقام الحد عليه , من لم يمكن إثبات حد الزنا بالنسبة له , فيستتر بستر الله عز وجل , وإذا قُبض عليه ولم يعترف , ولم يمكن إقامة الشهادة عليه , فإنه لا يثبت الحد , لكن للقاضي أن يعزره بما يقابل قيام التهمة .
~
المقدم : سؤال الأخت خولة , تقول المصحف حينما يصحبه كتاب تفسير على حواشيه , هل يعتبر مصحف أم يعتبر كتاب تفسير ؟
الشيخ : إذا كان ما كتب من المصحف أكثر من التفسير فيأخذ حكم المصحف , أما إذا كان ما كتب من التفسير أكثر فيأخذ حكم كتاب التفسير , هذا أقرب ما قيل في هذه المسألة , ولذلك ذكروا أن – مثلاً - تفسير الجلالين , أحد العلماء أراد أن يعُرف هل الأكثر المصحف أو التفسير فتتبعه حتى وجد التقارب إلى أن أتى إلى جزء تبارك , فوجد أن التفسير أكثر , فاعتبره كتاب تفسير , فكان العلماء يعتنون بمثل هذه المسائل , فنقول إذا كان التفسير أكثر فيأخذ حكم كتب التفسير , أما إذا كان ما كتب فيه من الآيات أكثـر فيأخذ حكم المصحف .
~
المقدم : السؤال الآخر , تقول علاج لمص الأصابع , يوضع على الإصبع حتى لا يقوم الإنسان بممارسة هذه العادة , له لون وله رائحة , هل هو يمنع وصول الماء وبالتالي تجب إزالته , أم يبقيه الإنسان ويتوضأ ؟
الشيخ : هذا ينبني على ما إذا كان له جُرم أو ليس له جُرم , فإن لم يكن له جُرم وإنما مجرد لون ورائحة فهذا لا يمنع وصول الماء للبشرة ولا يؤثر على الطهارة , أما إذا كان له جُرم فإن أمكن إزالته عند الوضوء لَزِم و تعين ذلك , أما إذا لم يمكن ذلك إلا بضرر أو تعين هذا علاجاً ولا يوجد غيره – في الوقت الحاضر قد يوجد لكن على افتراض هذا – حينئذ نقول أن هذا يُمسح عليه كسائر ما يكون من الجبيرة على أعضاء الوضوء , لكن هذا يكون بحسب طبيعة المادة التي توضع , المقدم : يُشكل على الناس قضية الجُرم , يعني ما هو الجُرم , هل هو إذا أزاله يخرج بيده ؟ , الشيخ : نعم الجُرم هو الذي حكه أو أزاله يكون له مادة , ليس مجرد لون , مثلاً الطلاء الذي تضعه النساء على الأظافر هذا له جُرم لذلك إذا حُك يظهر هذا الجُرم , لكن إذا كان مجرد صبغة أو لون هذا ليس له جُرم .
~
المقدم : سألت أيضاً , عن حكم رمي قشور الطعام في سلة المهملات كقشور الموز والبرتقال ؟
الشيخ : نعم إذا كان مجرد قشور , يعني ليست من النعمة المحترمة , و لذلك لا بأس في رميها في النفايات , لأن النعمة المحترمة ما كان طعاماً محترماً لا يجوز أن يُرمى في القمامة وفي النفايات , بل يحترم ولا يجوز أن يمتهن , ولا يجوز امتهانه برميه مع المخلفات .
~
المقدم : الأخت دلال تسأل تقول : بنت عم أبيها أرضعت أخاها من أبيها , و هل هو أخ لأخواتها من أمها ؟
الشيخ : نعم الحكم يتعلق بالمرتضع , فهذا المرتضع هو ابن لهذه المرضعة , أما بالنسبة لإخوانه من أمه فليس لهم علاقة بهذه المرضعة , وحينئذ لا يكون إخوانه من أمه أبناء لهذه المرضعة , إذاً الحكم متعلق بالمرتضع فقط , فحينئذ إخوانها لأمها لا يكونون محارم لأخيها من أبيها .
~
المقدم : تسأل كذلك عن قراءة القرآن بدون طرحة ؟
الشيخ : قراءة القرآن بدون طرحة لا بأس بها , وليس هناك ارتباط بين احتجاب أو ستر الشعر وقراءة القرآن , إنما المطلوب أن لا تمس المصحف إلا على طهارة , أما قراءة القرآن سواءً كان شعرها مكشوفاً أو غير مكشوف فهذا لا يرتبط به حكم شرعي.
~
المقدم : الأخت الكريمة فجر تقول منتشر بين البنات رسالة جوال اختاري كذا , وحينما تختار تلزمها هدية معينة – في كل رقم هدية – فتقول دين عليك إلى يوم القيامة , هل هذا واجب التنفيذ فضيلة الشيخ ؟
الشيخ : ليس واجباً , وليس للإنسان أن يلزم غيره بما لا يلزمه شرعاً , حتى لو قال دين في رقبتك إلى يوم القيامة هذا لا قيمة له ولا اعتبار له , ومثل هذه الرسائل ينبغي للإنسان أن لا يضيع وقته فيها ويمضي وقته على مثل هذه التفاهات وهذه الأمور , أما قولها دين في رقبتك أو في ذمتك أو نحو ذلك , فلا يكون ديناً بمجرد مثل هذا الكلام .
~
المقدم : كذلك تسأل , هل عمتها لأبيها من ذوي رحمها ؟
الشيخ : العمة من الأب من ذوي الرحم لاشك , العمة من الأب هي من الأقارب ومن ذوي الأرحام وتجب صلتها .
~
المقدم : حكم قول " سويت اللي عليّ , والباقي على الله ".
الشيخ : هذه المقولة شائعة ومنتشرة بين كثير من الناس , والحقيقة أنه يرد عليها إشكال عندما يقول فعلت الذي علي أو ما ذكرته السائلة , فمعنى ذلك أنك بلسان الحال تقول أنني اعتمدت على نفسي وفعلت كل ما يمكنني فعله وما تبقى من ذلك فعلى الله عز وجل , والإشكال في هذا أنك اعتمدت على نفسك ولم تعتمد على الله سبحانه , و المطلوب من المسلّم أن يعتمد على ربه عز وجل في جميع أموره وأن يسأل الله عز وجل الإعانة في أموره كلها , أما أن يقول فعلتُ الذي علي فمعنى ذلك أنك تقول اعتمدت على نفسي وفعلت كل شيء وما تبقى من ذلك فعلى الله عز وجل وإن كان المقصود صحيحاً لكن اللفظ فيه إشكال , ولذلك حتى نُعدِّل هذه العبارة نقول " فعلت الذي عليّ واسأل الله الإعانة واسأل الله التوفيق " أما أن تقول فعلت الذي علي والباقي على الله فهذا فيه إشكال وينبغي للمسلّم أن يبتعد عن العبارات التي تحتمل معانٍ سيئة حتى وإن لم يقصدها الإنسان , والله عز وجل ذكر لنا قاعدة عظيمة في كتابه الكريم ,فقال : ( يا أيها الذين ءامنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا )البقرة:104 , مع أن راعنا بمعنى انظرنا وزناً ومعنى , لكن لما كانت كلمة راعنا تحتمل معنىً سيئاً كان اليهود يقصدونه وكان المسلّمون لا يقصدون هذا المعنى , لكن عند قومٍ تحتمل معنىً سيئاً فنهى الله عز وجل عباده أن يقولوا هذه الكلمة وأن يستبدلوها بعبارة لا تحتمل معنىً سيء , وهذا أصلٌ في الباب كله , فأيّ عبارة كانت موهمة لمعنى سيء ينبغي للمسلّم أن يبتعد عنها , فمثل هذه يرد عليها الإشكال الذي ذكرت ولذلك فلا يحسن استعمالها وإنما يقول " فعلتُ الذي عليّ , واسأل الله الإعانة ".
يتبع