-
فتوى ( 61 ) حكم من هجر والدته
سأل الأخ م . ق . ل من جيران يقول : هناك رجل طالب علم يصلي ويصوم ويتصدق لكن مع الأسف قد هجر أمه . فهل صلاته وصدقته وصومه تنفعه وهو هاجر لأمه لا يلتفت إليها وهي مؤمنة تصلي وتصوم ونحن نعرفها بذلك؟
نص الفتوى :
الحمد لله
هجر المسلم لأمه منكر وعقوق عظيم ويجن عليه التوبة إلى الله من ذلك وعليه أن يرجع إلى برها والإحسان إليها والأخذ بخاطرها واستسماحها هذا هو الواجب عليه وليس له أن يبقى على الهجر والعقوق ، لأن هذا منكر عظيم وكبيرة عظيمة فيجن عليه تركها واستسماح والدته وطلب رضاها والتوبة إلى الله من ذلك سبحانه وتعالى . أما صلاته وصومه وعباداته فلا تبطل . فعباداته صحيحة وأعماله صحيحة إذا أداها على الوجه الشرعي ، ولكن يكون إيمانه ضعيفا بكون إيمانه ناقصا بهذه المعصية . فلبى المعاصي عند أهل السنة تنقط الإيمان وتضعف الإيمان ولكن لا يكفر صاحبها إنما يكفر بالكبيرة عند الخوارج الذين يكفرون بالذنوب ، وهم ظلمة فجرة في هذا القول فقد أخطئوا وغلطوا عند أهل السنة والجماعة . وأما أهل السنة فإنهم يقولون : المعصية تنقص الإيمان ولكن لا يكون صاحبها كافرا ولا خالدا في النار بل هو عاص ومعصيته تنقص إيمانه وتضعف إيمانه وتسبب غضب الله عليه وهو على خطر منها بأن يدخل النار ولكن لا يكون كافرا ، وحتى لو دخل النار لا يخلد فيها هكذا يقول أهل السنة والجماعة فيهم ، لا يخلدون العصاة في النار إذا دخلوا بمعاصيهم .
فالحاصل أن هجره لأمه معصية وكبيرة بل وعقوق ولكن لا يكون ذلك من أسباب كفره ولا بطلان عمله إلا إذا استحل ذلك ورأى أن عقوق والديه حلال فهذا يكون كافرا نعوذ بالله من استحلال عقوق الوالدين . فإن من عمل ذلك ورأى أنه حلال أو استحل الربا ورأى أنه حلال أو استحل الزنا ورأى أنه حلال هذا يكون كافرا مرتدا عن الإسلام إلا أن يكون مشركا وجاهلا لبعده عن الإسلام كالذي نشأ في بلاد بعيدة عن الإسلام يجب أن يعلم أمور الإسلام ويبين له أن عقوق الوالدين مما حرمه الله على عباده ، فالبر بالوالدين مما أوجبه الله على كل مسلم وإن عقوقها مما حرمه الله ، فإذا علم الجاهل وبين الأمر لمن دخل في الإسلام ثم أصر يكون كافرا نعوذ بالله وإذا كان طالب علم فكبيرته أشد نعوذ بالله من ذلك.
عبدالعزيز بن باز
-
فتوى ( 61 ) حكم وصف الممرضات بملائكة الرحمة
نقرأ ونسمع كثيرا من عامة الناس وكتابهم وشعرائهم من يصف في كتابه أو شعره الممرضات بأنهن ملائكة الرحمة؟ فما رأي سماحتكم في مثل هذا الوصف ، وهل يجوز ذلك؟ أفتونا جزاكم الله خيرا . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
نص الفتوى :
الحمد لله
هذا الوصف لا يجوز إطلاقه على الممرضات ؛ لأن الملائكة ذكور وليسوا إناثا ، وقد أنكر الله سبحانه على المشركين وصفهم الملائكة بالأنثوية ، ولأن ملائكة الرحمة لهم وصف خاص لا ينطبق على الممرضات ، ولأن الممرضات فيهن الطيب والخبيث فلا يجوز إطلاق هذا الوصف عليهن . والله الموفق .
عبدالعزيز بن باز
-
رد: فتوى ( 61 ) حكم وصف الممرضات بملائكة الرحمة
-
رد: فتوى ( 61 ) حكم من هجر والدته
-
رد: فتوى ( 61 ) حكم وصف الممرضات بملائكة الرحمة
بارك الله فيك لاطلاعنا على هذه الفتاوى ..
-
رد: فتوى ( 61 ) حكم من هجر والدته
بارك الله فيك وجزيت خير الجزاء لاطلاعنا على هذه الفتوى ..
-
رد: فتوى ( 61 ) حكم وصف الممرضات بملائكة الرحمة
-
رد: فتوى ( 61 ) حكم من هجر والدته
-
فتوى ( 63 ) غسل الجنابة لمن به حساسية
أنا سيدة متزوجة ومريضة بحساسية في الصدر ، وعندي نزلة طوال العام ، فكيف أصلي؟ هل أغتسل وبدون غسل الرأس ومسحه فقط؟ علما بأنني أصاب بالنزلة عند غسل الرأس مرات في الأسبوع ، وكثيرا ما أترك الصلاة؛ لعدم قدرتي على غسل الرأس ومسحه فقط ، ومترددة وقلقة ومنزعجة جدا ، رغم أنني أعرف أن الدين يسر ، فأرجو إفادتي بالإجابة القاطعة حتى أستطيع أنا أعيش في أمان وأؤدي فرضي كاملا ، علما بأنني مدرسة ويوميا أخرج للعمل فأصاب بالهواء الذي يلزمني السرير عادة فأنا مريضة ، والله يعلم فأنا حائرة بين ممارسة حياتي الزوجية ، وهي طاعة الزوج ، وفوق ذلك طاعة الله .
نص الفتوى :
الحمد لله
إذا كان يضرك غسل الرأس من الجنابة والحيض كفاك مسحه؛ لقول الله تعالى : {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم : (ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم).
عبدالعزيز بن باز
-
فتوى ( 64 ) الوساس عند الوضوء
بعدما أنتهي من الوضوء أشعر بأنه يخرج مني نقاط من البول ، فهل يجب علي إعادة الوضوء ، علما أنني كلما أعدت الوضوء حصل نفس الشعور ، فماذا أفعل؟
نص الفتوى :
الحمد لله
هذا الشعور عند السائل بعد الوضوء يعتبر من وساوس الشيطان ، فلا يلزمه أن يعيد الوضوء ، بل المشروع له : أن يعرض عن ذلك ، وأن يعتبر وضوءه صحيحا لم ينتقض؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الرجل يجد الشيء في الصلاة ، قال : (لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا). متفق على صحته .
ولأن الشيطان حريص على إفساد عبادات المسلم من الصلاة والوضوء وغيرهما ، فتجب محاربته وعدم الخضوع لوساوسه ، مع التعوذ بالله من نزغاته ومكائده .
والله ولي التوفيق.
عبدالعزيز بن باز
-
فتوى ( 65 ) دعاء دخول الخلاء
عند دخولها الحمام تقول الدعاء المأثور : " اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث " وسؤالي عن كلمة ( الخبث ) هل هي بسكون الباء أو بضمها؛ أو أن الأمر واسع في هذا؟ نرجو الإفادة جزاكم الله خيرا ، وما معنى هذا الدعاء؟ وهل يقال خارج الحمام أم داخله؟ وإذا نسي أن يقوله خارج الحمام ، فهل يقوله داخله؟ وهل لا بد من الجهر به داخل الحمام؟ وماذا يقول إذا خرج منه؟ وهل الدعاء لمجرد دخول الحمام ، أم إذا أراد الإنسان قضاء الحاجة؟
نص الفتوى :
الحمد لله
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أراد دخول الخلاء قال : (أعوذ بالله من الخبث والخبائث). والخبث : بضم الباء وسكونها ، والأمر في هذا واسع ، والمراد بذلك : التعوذ من الشر والأفعال الخبيثة . وفسره بعض أهل العلم : بذكور الشياطين وإناثهم . وإذا كان في الصحراء قال هذا التعوذ عند إرادة قضاء حاجته ، وهذا التعوذ يقال قبل دخول الخلاء لا بعده .
ويشرع له بعد الخروج من محل قضاء الحاجة أن يقول : (غفرانك) وهكذا إذا فرغ من قضاء الحاجة ، إذا كان في الصحراء من بول أو غائط يستحب له أن يقول : (غفرانك).
والحكمة في ذلك والله أعلم : أن الله سبحانه قد أنعم عليه بما يسر له من الطعام والشراب ، ثم أنعم عليه بخروج الأذى . والعبد محل التقصير في الشكر فشرع له عند زوال الأذى بعد حضور النعمة بالطعام والشراب أن يستغفر الله ، وهو سبحانه يحب من عباده أن يشكروه على نعمته ، وأن يستغفروه من ذنوبهم ، كما قال سبحانه : {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ}.
عبدالعزيز بن باز
-
فتوى ( 66 ) لا يشرع للمستمع أن يسجد إلا إذا سجد القارئ
إن كان الإنسان يستمع إلى تلاوة القرآن الكريم بواسطة جهاز التسجيل ومر القارئ بآية فيها سجدة تلاوة فهل يسجد؟ أفتونا جزاكم الله خيرا .
نص الفتوى :
الحمد لله
لا يشرع للمستمع أن يسجد إلا إذا سجد القارئ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ عليه زيد بن ثابت رضي الله عنه سورة النجم ولم يسجد فلم يسجد النبي صلى الله عليه وسلم .
فدل ذلك على عدم وجوب سجود التلاوة لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على زيد تركه . كما دل الحديث أيضا على أن المستمع لا يسجد إلا إذا سجد القارئ ، وفق الله الجميع.
عبدالعزيز بن باز
-
فتوى ( 67 ) التلثم في الصلاة
هل يجوز التلثم في الصلاة؟ أو الاستناد إلى جدار أو عمود ونحو ذلك؟
نص الفتوى :
الحمد لله
يكره التلثم في الصلاة إلا من علة ، ولا يجوز الاستناد في الصلاة - صلاة الفرض - إلى جدار أو عمود ، لأن الواجب على المستطيع الوقوف معتدلا غير مستند ، فأما النافلة فلا حرج في ذلك لأنه يجوز أداؤها قاعدا ، وأداؤها قائما أفضل من الجلوس .
عبدالعزيز بن باز
-
فتوى ( 68 ) كيفية وقوف المرأة خلف الصف
كيف يقوم رجل وامرأته بتأدية صلاة الجماعة ؟
نص الفتوى :
الحمد لله
هذا له أحوال : تارة يمكن أن يصليا جميعا في النوافل ، كأن يصلي هو وامرأته وأهل بيته في صلاة الضحى نافلة أو صلاة الليل أو الوتر ، فيقوم هو وحده وتصف النساء خلفه حتى وإن كانت زوجته تصف خلفه لا تصف معه ، ولا بأس بهذا ، وهكذا في التراويح لو صلين مع الإمام صلين خلفه ، أو صلى بهن صاحب البيت صلين خلفه سواء كن واحدة أو أكثر يصلين خلفه . ويجوز في الفرائض لو جاء النساء إلى المساجد وصلين مع الناس فإنهن يصلين خلف الأئمة وخلف المأمومين ، ولا تصف المرأة مع الرجل ، لا مع زوجها ولا مع أبيها ولا مع غيرهما ، فالنساء موقفهن خلف الرجال سواء في الفريضة أو في النافلة ، في الليل أو في النهار كما صحت بذلك السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم . والمقصود أن هذه الأنواع كلها طريقها واحد ، المرأة تكون فيها خلف الإمام أو خلف المأمومين ، ولا تقف مع الإمام ولا مع المأمومين . أما إن كن نساء فتقف الإمامة وسطهن ولا تتقدمهن حتى لا تتشبه بالرجال .
عبدالعزيز بن باز
-
فتوى ( 69 ) من صلى إماما بغير وضوء وذكر أثناء الصلاة
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم س . ع . م سلمه الله .
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد :
فأشير إلى استفتائك المقيد في إدارة البحوث العلمية برقم ( 2954 ) في 16 / 9 / 1406 هـ والذي تسأل فيه عن إمام مسجد لم يكن على وضوء عندما صلى ولكنه لم يعلم إلا بعد الركعة الثانية من الصلاة ، ولكنه أتم الصلاة ، فلما انقضت الصلاة قام وتوضأ ، ما الحكم بالنسبة لصلاة المأمومين هل هي صحيحة أم يعيدون صلاتهم ، وإن ظهر منه صوت وهو في الصلاة وسمعه بعض المأمومين وبعد نهاية الصلاة قام الإمام وتوضا ما الحكم في صلاة المأمومين بذلك؟
نص الفتوى :
الحمد لله
أفيدك بأنه إذا تذكر الإمام في أثناء الصلاة أنه على غير وضوء حرم عليه الاستمرار في الصلاة ، وإذا استمر حتى انقضاء الصلاة ولم يعلم المأمومون بذلك فإن صلاتهم صحيحة ، أما صلاته هو فهي باطلة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : (يصلون لكم فإن أحسنوا فلكم ولهم وإن أساءوا فلكم وعليهم). أما إذا علم المأمومون بانتقاض وضوء الإمام وتابعوه في الصلاة ، فإن صلاة من علم منهم انتقاض وضوء الإمام واستمر في متابعته باطلة وعليهم إعادتها .
وفق الله الجميع لما فيه رضاه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عبدالعزيز بن باز
-
فتوى ( 70 ) حكم قراءة الفاتحة للميت عند قبره
هل تجوز قراءة الفاتحة أو شيء من القرآن الكريم للميت عند زيارة قبره؟ وهل ينفعه ذلك؟ أفتونا جزاكم الله خيرا.
نص الفتوى :
الحمد لله
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يزور القبور ويدعو للأموات بأدعية علمها أصحابه ونقلوها عنه ، من ذلك: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون أسأل الله لنا ولكم العافية). ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قرأ سورة من القرآن الكريم أو آيات منه للأموات مع كثرة زيارته لقبورهم فلو كان ذلك مشروعا لفعله وبينه لأصحابه رغبة في الثواب ورحمة بالأمة وأداء لواجب البلاغ ، فإنه كما وصفه تعالى بقوله: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}. فلما لم يفعل ذلك مع وجود أسبابه دل على أنه غير مشروع وقد عرف ذلك أصحابه رضي الله عنهم فاقتفوا أثره واكتفوا بالعبرة والدعاء للأموات عند زيارتهم ولم يثبت عنهم أنهم قرءوا قرآنا للأموات فكانت القراءة لهم بدعة محدثة وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد). والله الموفق.
عبدالعزيز بن باز
-
فتوى ( 71 ) السنة لمن فاتته بعض تكبيرات صلاة الجنازة أن يقضيها
إذا فات الإنسان بعض صلاة الجنازة فهل يقضيها؟ وما هي صفة قضائها؟
نص الفتوى :
الحمد لله
السنة لمن فاته بعض تكبيرات الجنازة أن يقضي ذلك ؛ لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أقيمت الصلاة فامشوا إليها وعليكم السكينة والوقار فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فاقضوا). وصفة القضاء: أن يعتبر ما أدركه هو أول صلاته وما يقضيه هو آخرها ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا). فإذا أدرك الإمام في التكبيرة الثالثة كبر وقرأ الفاتحة ، وإذا كبر الإمام الرابعة كبر بعده وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا سلم الإمام كبر المأموم المسبوق ودعا للميت دعاء موجزا ، ثم يكبر الرابعة ويسلم. وفق الله الجميع لما يرضيه.
عبدالعزيز بن باز
-
فتوى ( 72 ) كتابة البسملة على البطاقات والأوراق
حكم كتابة البسملة في الأوراق التي يخشى امتهانها؟
نص الفتوى :
بسم الله ، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:
فيقول الشيخ ابن باز مفتي السعودية السابق – رحمه الله -:
يشرع كتابة البسملة في البطاقات وغيرها من الرسائل لما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر ولأنه صلى الله عليه وسلم كان يبدأ رسائله بالتسمية ، ولا يجوز لمن يتسلم البطاقة التي فيها ذكر الله أو آية من القرآن أن يلقيها في المزابل أو القمامات أو يجعلها في محل يرغب عنه ، وهكذا الجرائد وأشباهها ، لا يجوز امتهانها ولا إلقاؤها في القمامات ولا جعلها سفرة للطعام ولا ملفا للحاجات لما يكون فيها من ذكر الله عز وجل ، والإثم على من فعل ذلك أما الكاتب فليس عليه إثم .
والله أعلم
عبدالعزيز بن باز
-
فتوى ( 73 ) حكم حديث أبغض الحلال عند الله الطلاق
ما صحة حديث أبغض الحلال عند الله الطلاق ؟
نص الفتوى :
هذا الحديث ضعيف , لأنه لا يصح أن نقول حتى بالمعنى أبغض الحلال إلى الله .. لأن ماكان مبغوضا عند الله . فلا يمكن أن يكون حلال . لكن لا شك أن الله سبحانه وتعالى لا يحب من الرجل أن يطلق زوجته , ولهذا كان الأصل في الطلاق الكراهة , ويدل على أن الله لا يحب الطلاق قوله تعالى في الذين يؤلون من نسائهم قال : [ للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم * وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم ] سورة البقرة : 226 - 227 .. وفي رجعوهم قال : [ فإن الله غفور رحيم ] يعني الله يغفر لهم ويرحمهم وفي عزمهم الطلاق قال : [ فإن الله سميع عليم ] وهذا يدل على أن الله لا يحب منهم أن يعزموا الطلاق . وكما نعلم جميعا ما في الطلاق من كسر قلب المرأة , وإذا كان هناك أولاد تشتت الأسرة . وتفويت المصالح بالنكاح , ولهذا كان الطلاق مكروها في الأصل
محد بن صالح بن عثيمين
-
فتوى ( 74 ) منع المرأة من الزواج إثم عظيم
السلام عليكم ورحمة الله
الآن مثل ما هو واضح بحال الشباب والبنات قلة الوازع الديني إلا من رحم الله
والمشكلة أن أخي ينتظر شخصا يتقدم لي بمواصفات المهدي والله أعلم، أنا متأكدة من خوفه وحرصه علي، وكل خوفه أن أرجع مطلقة لبيته وألومه خاصة أني أمانة عنده من بعد وفاة الوالد، لكن يا شيخ هل يجوز أن يرفض كل المتقدمين إلى أن قل عددهم بشكل كبير ولما أناقشه يقول لم أرفض إلا بسبب شرعي هل هناك سبب شرعي يقول عن جنسية أو أصل أو غيره من الأعذار أليس الشرع قال: "من ترضون دينه وخلقه فزوجوه" ومن ترضون يعني أنه لم يحدد بعد مستوى الدين والخلق ما الحل يا شيخ طالما أخي لا يرضيه أحد.
نص الفتوى :
الأخت الكريمة سلام الله عليك ورحمته وبركاته، وبعد
لا شك أن مسألة المغالاة في مواصفات الخاطب من الأمور التي تؤدي بعدد من البنات إلى العنوسة ويكون الندم بعد فوات الأوان، نعم الحرص في اختيار الخاطب مطلوب ولكن الإسراف في هذا الحرص أمر مرفوض، ونصيحتي إلى أخيك الكريم أن ييسر أمر زواجك وأهمس في أذنه أنه لن يغني حذر من قدر، وما قدره الله عز وجل سيكون فليتق الله أولا ثم يتوكل عليه والله هو الميسر وهو الهادي إلى سواء السبيل.
أما ما سألت عليه من ناحية الجنسية أو الأصل فإن له في الشرع أصلا وهو مسألة الكفاءة، ولكن يمكن للأهل أن يتغاضوا عنها قليلا وخاصة إذا كان الفارق ليس كبيرا بين العائليتن، ومسألة الدين هي بالطبع في المقام الأول ويجب أن يكون الاختيار على أساسه أولا وأخيرا, والحل أختي الكريمة أن تتم مناقشة ومصارحة بينك وبين أخيك يناقش الأمر فيه بهدوء بعيدا عن التعصب والأفضل أن يتدخل حكم بينكما، وقد قرر الفقهاء أن المرأة إذا عضلها وليها (منعها عن الزواج فلها أن ترفع أمرها إلى القاضي الشرعي ليزوجها ممن هو كفء لها"
وقد عرض مثل هذا السؤال على الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله فقال :
هذه المسألة مسألة عظيمة ومشكلة كبيرة فإن بعض الرجال والعياذ بالله يخونون الله ويخونون أمانتهم ويجنون على بناتهم ، والواجب على الولي أن يتَّبِع ما يُرضي الله ورسوله وقد قال الله تعالى : ( وأنكحوا الأيامى منكم ) أي زوِّجوا الأيامى منكم ( والصالحين من عبادكم وإمائكم ) أي زوجوا الصالحين من العبيد والإماء الرقيقات .
وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير " .
وبعض الناس والعياذ بالله يجعل ابنته سلعة يبيعها على من يهوى ويمنعها عمن لا يهوى ، فيزوجها من لا يُرضى خلقه ودينه لأنه يرى ذلك ويمنعها من يُرضى دينه وخلفه لأنه لا يرى ذلك !
ولكن ليتنا نصل إلى درجة تجرؤ فيها المرأة على أنه إذا منعها أبوها من الكفء خلقاً وديناً تذهب إلى القاضي ويقول لأبيها زَوِّجْها أو أُزوجها أنا أو يُزوجها وليٌ غيرك ؛ لأن هذا حقٌ للبنت إذا منعها أبوها (أن تشكوه للقاضي) وهذا حقٌ شرعي . فليتنا نصل إلى هذه الدرجة ، لكن أكثر الفتيات يمنعها الحياء من ذلك .
وتبقى النصيحة للوالد أن يتقي الله عز وجل وأن لا يمنعها من الزواج فَتَفْسُدْ وتُفْسِد ، وليزن ذلك بنفسه : لو منع من النكاح كيف ستكون نفسه؟ وبنته التي منعها من النكاح ستكون خصماً له يوم القيامة . ( يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذٍ شان يُغنيه )
فعلى الأولياء من آباء أو إخوان أن يتقوا الله عز وجل ، وألا يمنعوا النساء مما هو حقٌ لهن : من تزويجهن من يُرضى دينه وخلقه. نعم لو أن المرأة اختارت من لا يُرضى دينه وخلقه فله أن يمنعها . لكن تختار رجلاً صالحاً في دينه قيماً في أخلاقه ثم يمنعها لهوىً في نفسه : هذا والله حرام ، وإثم وخيانة ، وأي شيء يترتب على منعه من الفساد فإن إثمه عليه .
والله أعلم.
محمد بن صالح بن عثيمين
-
رد: فتوى ( 73 ) حكم حديث أبغض الحلال عند الله الطلاق
-
رد: فتوى ( 74 ) منع المرأة من الزواج إثم عظيم
-
رد: فتوى ( 74 ) منع المرأة من الزواج إثم عظيم
-
رد: فتوى ( 74 ) منع المرأة من الزواج إثم عظيم
-
رد: فتوى ( 73 ) حكم حديث أبغض الحلال عند الله الطلاق
-
رد: فتوى ( 73 ) حكم حديث أبغض الحلال عند الله الطلاق
-
رد: فتوى ( 73 ) حكم حديث أبغض الحلال عند الله الطلاق
عبدالله صالح شكرا على المرور
-
فتوى ( 75 ) ضوابط التعامل مع غير المسلمين في العمل
في حقل الطيران يعمل معنا موظفون ذوو جنسيات متعددة بديانات مختلفة، وطبيعة عملنا تتطلب منا أن نكون متعاونين معهم غاية التعاون داخل الطائرة حتى تسير الرحلة بسلام بحفظ الله لها، فحددوا لنا الضوابط الشرعية في التعاون والتعامل معهم؟
نص الفتوى :
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الضوابط في هذا أن نقول: إن عمل الجميع لمصلحة العمل فأنت لا تستخدمه إلا لطبيعة العمل وهو إذا قدرنا أنه فوقك لا يستخدمك إلا لطبيعة العمل وهذا لا بأس به ولا حرج فيه، أما لو أنك خدمته في أمر لا يتعلق بالعمل مثل أن تقرب له ملابسه أو تغسلها له أو ما أشبه ذلك فهذا لا ينبغي أن يذل المسلم نفسه إلى هذا الحد فالخلاصة أن ما كان خدمة للعمل فليس خدمة للعامل وهذا جائز، وأنا لا أنصح بالغلظة في رجل يشاركك في العمل لكن أنصح بعدم الإكرام لقول النبي عليه الصلاة والسلام: ((لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا رأيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه)) رواه مسلم في السلام. فهناك فرق بين الإكرام والإهانة، أنا لا أهينه ولا أكرمه ولكن من باب المكافأة أن تقول له مثل ما يقول لك، أما ابتداء فلا أرى ذلك لقوله تعالى: {لاَّ يَنْهَـٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُقَـٰتِلُوكُمْ فِى ٱلدّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مّن دِيَـٰرِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُواْ إِلَيْهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 8].
وأما في سبيل دعوته عندما تحسن إليه من باب المعاملة الحسنة كي يقبل منك شريطًا أو كتابًا قد يقرؤه ويطلع عليه وقد لا يقرؤه فلا بأس، أما من باب الإكرام فلا تفعل والتأليف له باب آخر ولهذا قالوا في المؤلفة قلوبهم: هم من يرجى إسلامه.
محمد بن صالح بن عثيمين
-
فتوى ( 76 ) من هم أهل السنة والجماعة ؟
سئل فضيلة الشيخ رفع الله درجته في المهديين من هم أهل السنة والجماعة ؟
نص الفتوى :
فأجاب حفظه الله تعالى بقوله : أهل السنة والجماعة هم الذين تمسكوا بالسنة، واجتمعوا عليها، ولم يلتفتوا إلى سواها، لا في الأمور العلمية العقدية، ولا في الأمور العملية الحكمية، ولهذا سموا أهل السنة، لأنهم متمسكون بها، وسموا أهل الجماعة، لأنهم مجتمعون عليها .
وإذا تأملت أحوال أهل البدعة وجدتهم مختلفين فيما هم عليه من المنهاج العقدي أو العملي، مما يدل على أنهم بعيدون عن السنة بقدر ما أحدثوا من البدعة .
محمد بن صالح بن عثيمين
-
رد: فتوى ( 75 ) ضوابط التعامل مع غير المسلمين في العمل
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الضوابط في هذا أن نقول: إن عمل الجميع لمصلحة العمل فأنت لا تستخدمه إلا لطبيعة العمل وهو إذا قدرنا أنه فوقك لا يستخدمك إلا لطبيعة العمل وهذا لا بأس به ولا حرج فيه، أما لو أنك خدمته في أمر لا يتعلق بالعمل مثل أن تقرب له ملابسه أو تغسلها له أو ما أشبه ذلك فهذا لا ينبغي أن يذل المسلم نفسه إلى هذا الحد فالخلاصة أن ما كان خدمة للعمل فليس خدمة للعامل وهذا جائز، وأنا لا أنصح بالغلظة في رجل يشاركك في العمل لكن أنصح بعدم الإكرام لقول النبي عليه الصلاة والسلام: ((لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا رأيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه)) رواه مسلم في السلام
هذا كلام الشيخ بالاول
نشوف رده الثاني
فرق بين الإكرام والإهانة، أنا لا أهينه ولا أكرمه ولكن من باب المكافأة أن تقول له مثل ما يقول لك، أما ابتداء فلا أرى ذلك لقوله تعالى: {لاَّ يَنْهَـٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُقَـٰتِلُوكُمْ فِى ٱلدّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مّن دِيَـٰرِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُواْ إِلَيْهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 8].
انتهى كلام الشيخ
سبحان الله نترك كلام المولي عزوجل ونتبع اجتهاد عالم
الله حق
والعام خلق يصيب ويخيب
وانا اخذ قول المولى عز وجل
{لاَّ يَنْهَـٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُقَـٰتِلُوكُمْ فِى ٱلدّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مّن دِيَـٰرِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُواْ إِلَيْهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ}
وين نحن من طرق تعامل الرسول مع جاره اليهودي
وين نحن من الصحابي عمربن الخطاب الذي كان يصرف من مال بيت المسلمين للنصارى
وين نحن من السماح للمسلمين بالزواج من اليهود والنصارى
وين نحن من السماح للمسلمين بأكل ذبائح النصارى واليهود
اخي فتى العصباني
الفتوي (75) تغيرت بعد احداث الابراج الي طاحت تأكد من تاريخ الفتوى
تحياتي
بوبلي
-
رد: فتوى ( 75 ) ضوابط التعامل مع غير المسلمين في العمل
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الضوابط في هذا أن نقول: إن عمل الجميع لمصلحة العمل فأنت لا تستخدمه إلا لطبيعة العمل وهو إذا قدرنا أنه فوقك لا يستخدمك إلا لطبيعة العمل وهذا لا بأس به ولا حرج فيه، أما لو أنك خدمته في أمر لا يتعلق بالعمل مثل أن تقرب له ملابسه أو تغسلها له أو ما أشبه ذلك فهذا لا ينبغي أن يذل المسلم نفسه إلى هذا الحد فالخلاصة أن ما كان خدمة للعمل فليس خدمة للعامل وهذا جائز، وأنا لا أنصح بالغلظة في رجل يشاركك في العمل لكن أنصح بعدم الإكرام لقول النبي عليه الصلاة والسلام: ((لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا رأيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه)) رواه مسلم في السلام
هذا كلام الشيخ بالاول
نشوف رده الثاني
فرق بين الإكرام والإهانة، أنا لا أهينه ولا أكرمه ولكن من باب المكافأة أن تقول له مثل ما يقول لك، أما ابتداء فلا أرى ذلك لقوله تعالى: {لاَّ يَنْهَـٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُقَـٰتِلُوكُمْ فِى ٱلدّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مّن دِيَـٰرِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُواْ إِلَيْهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 8].
انتهى كلام الشيخ
سبحان الله نترك كلام المولي عزوجل ونتبع اجتهاد عالم
الله حق
والعالم خلق يصيب ويخيب
وانا اخذ قول المولى عز وجل
{لاَّ يَنْهَـٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُقَـٰتِلُوكُمْ فِى ٱلدّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مّن دِيَـٰرِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُواْ إِلَيْهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ}
وين نحن من طرق تعامل الرسول مع جاره اليهودي
وين نحن من الصحابي عمربن الخطاب الذي كان يصرف من مال بيت المسلمين للنصارى
وين نحن من السماح للمسلمين بالزواج من اليهود والنصارى
وين نحن من السماح للمسلمين بأكل ذبائح النصارى واليهود
اخي فتى العصباني
الفتوي (75) تغيرت بعد احداث الابراج الي طاحت تأكد من تاريخ الفتوى
تحياتي
بوبلي
-
رد: فتوى ( 75 ) ضوابط التعامل مع غير المسلمين في العمل
أخي الحبيب بوبلي
لا تناقض بين كلام الشيخ فهو يتكلم بالتعامل بالعموم وكلامه واضح ولا يناقض الكتاب والسنة
ارجع للفتوى و اقرأها بتأني
-
فتوى ( 77 ) تحديد نوع الجنين و صلته بالغيب
فتوى ( 77 )تحديد نوع الجنين وصلته بالغيب
سئل فضيلة الشيخ : كيف نوفق بين علم الأطباء الآن بذكورة الجنين وأنوثته، وقوله تعالى : { وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ } وما جاء في تفسير ابن جرير عن مجاهد أن رجلاً سأل النبي صلي الله عليه وسلم عما تلد امرأته، فأنزل الله الآية وما جاء عن قتادة رحمه الله ؟ وما المخصص لعموم قوله تعالى : { مَا فِي الْأَرْحَامِ }؟
نص الفتوى
فأجاب بقوله : قبل أن أتكلم عن هذه المسألة أحب أن أبين أنه لا يمكن أن يتعارض صريح القرآن الكريم مع الواقع أبداً، وأنه إذا ظهر في الواقع ما ظاهره المعارضة، فإما أن يكون الواقع مجرد دعوى لا حقيقة له، وإما أن يكون القرآن الكريم غير صريح في معارضته، لأن صريح القرآن الكريم وحقيقة الواقع كلاهما قطعي، ولا يمكن تعارض القطعيين أبداً .
فإذا تبين ذلك فقد قيل : إنهم الآن توصلوا بواسطة الآلات الدقيقة للكشف عما في الأرحام، والعلم بكونه أنثى أو ذكراً فإن كان ما قيل باطلاً فلا كلام، وإن كان صدقاً فإنه لا يعارض الآية، حيث إن الآية تدل على أمر غيبي هو متعلق علم الله تعالى في هذه الأمور الخمسة، والأمور الغيبية في حال الجنين هي : مقدار مدته في بطن أمه، وحياته، وعمله، ورزقه، وشقاوته أو سعادته، وكونه ذكراً أم أنثى، قبل أن يخلَّق، أما بعد أن يخلق، فليس العلم بذكورته أو أنوثته من علم الغيب، لأنه بتخليقه صار من علم الشهادة، إلا أنه مستتر في الظلمات الثلاثة، التي لو أزيلت لتبين أمره، ولا يبعد أن يكون فيما خلق الله تعالى من الأشعة أشعة قوية تخترق هذه الظلمات حتى يتبين الجنين ذكراً أم أنثى . وليس في الآية تصريح بذكر العلم بالذكورة والأنوثة، وكذلك لم تأت السنة بذلك.
وأما ما نقله السائل عن ابن جرير عن مجاهد أن رجلاً سأل النبي، صلي الله عليه وسلم عما تلد امرأته، فأنزل الله الآية. فالمنقول هذا منقطع لأن مجاهداً رحمه الله من التابعين.
وأما تفسير قتادة رحمه الله فيمكن أن يحمل على أن اختصاص الله تعالى بعلمه ذلك إذا كان لم يخلق، أما بعد أن يخلَّق فقد يعلمه غيره.
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير آية لقمان: وكذلك لا يعلم ما في الأرحام مما يريد أن يخلقه تعالى سواه، ولكن إذا أمر بكونه ذكراً أو أنثى أو شقياً أو سعيداً علم الملائكة الموكلون بذلك ومن شاء من خلقه . أ.هـ.
وأما سؤالكم عن المخصص لعموم قوله تعالى: { مَا فِي الْأَرْحَامِ }. فنقول : إن كانت الآية تتناول الذكورة والأنوثة بعد التخليق فالمخصص الحس والواقع، وقد ذكر علماء الأصول أن المخصصات لعموم الكتاب والسنة إما النص، أو الإجماع، أو القياس، أو الحس، أو العقل وكلامهم في ذلك معروف.
وإذا كانت الآية لا تتناول ما بعد التخليق وإنما يراد بها ما قبله فليس فيها ما يعارض ما قيل من العلم بذكورة الجنين وأنوثته.
والحمد لله أنه لم يوجد ولن يوجد في الواقع ما يخالف صريح القرآن الكريم، وما طعن فيه أعداء المسلمين على القرآن الكريم من حدوث أمور ظاهرها معارضة القرآن الكريم فإنما ذلك لقصور فهمهم لكتاب الله تعالى، أو تقصيرهم في ذلك لسوء نيتهم، ولكن عند أهل الدين والعلم من البحث والوصول إلى الحقيقة ما يدحض شبهة هؤلاء ولله الحمد والمنة.
والناس في هذه المسألة طرفان ووسط:
فطرف تمسك بظاهر القرآن الكريم الذي ليس بصريح، وأنكر خلافه من كل أمر واقع متيقن، فجلب بذلك الطعن إلى نفسه في قصوره أو تقصيره، أو الطعن في القرآن الكريم حيث كان في نظره مخالفاً للواقع المتيقن.
وطرف أعرض عما دل عليه القرآن الكريم وأخذ بالأمور المادية المحضة، فكان بذلك من الملحدين.
وأما الوسط فأخذوا بدلالة القرآن الكريم وصدقوا بالواقع، وعلموا أنَّ كلاًّ منهما حق، ولا يمكن أن يناقض صريح القرآن الكريم أمراً معلوماً بالعيان، فجمعوا بين العمل بالمنقول والمعقول، وسلمت بذلك أديانهم وعقولهم، وهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
وفقنا الله وإخواننا المؤمنين لذلك، وجعلنا هداة مهتدين، وقادة مصلحين، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت، وإليه أنيب.
محمد بن صالح بن عثيمين
-
فتوى ( 78 ) ما هي صيغ الدعاء المناسبة
سئل فضيلة الشيخ : هناك أدعية يتناقلها بعض الطلاب فيما بينهم على سبيل الطرفة والضحك بحيث يخصصو لمدرس كل مادة دعاء خاصاً. فما حكم هذا العمل؟ ومن الأمثلة:
دعاء مدرس اللغة العربية: اللهم اجعلني فاعلاً للخير ومرفوعاً عن الشر.
دعاء مدرس الرياضيات: اللهم اجعلني مستقيماً في حياتي ولا تجعل الدنيا حادة عليَّ.
دعاء مدرس الجيولوجيا: اللهم أبعدني عن العوامل المؤثرة في النفوس، واجعلني في حبك بركاناً، ولكملتك زلزالاً، واجعلني من معدن صلب وصخر قوي واجعل لي صلابة عالية.
نص الفتوى :
فأجاب بقوله : دعاء الله تعالى عبادة يتقرب بها العبد إلى الله عز وجل لقوله تعالى: { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } ولا يحل للمسلم أن يتخذ دعاء الله تعالى هزءاً يتندر به ويتنطع به فإن هذا خطر عظيم وخطأ جسيم.
والواجب على العبد إن كان صادقاً في دعاء ربه أن يدعو الله عز وجل بأدب وصدق افتقار إليه وأن يدعو الله بما يحتاجه من أمور دينه ودنياه على الوجه الذي جاءت به السنة.
أما هذه الصيغ التي ذكرها السائل ففيها عدة محاذير:
الأول : أنها تقال على سبيل التندر والتنطع وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " هلك المتنطعون " قالها ثلاثاً .
الثاني : أنها لا تنم عن داع يعتبر نفسه مفتقراً إلى الله تعالى يدعوه دعاء خائف راجٍ .
الثالث: أن بعضها يحمل معاني فاسدة أو معاني أشبه ما تكون باللغو كما في دعاء مدرس الجيولوجيا.
ونصيحتي لهؤلاء أن يتقوا الله ويخافوا مقامه وأن لا يتخذوا آيات الله هزؤاً ، وأن يعلموا أن مقام الرب عظيم لا يخاطب جل وعلا بمثل هذه الكلمات السخيفة المتكلفة نسأل الله لنا ولهم الهداية.
محمد بن صالح بن عثيمين
-
رد: فتوى ( 77 ) تحديد نوع الجنين و صلته بالغيب
قال تعالى:يهب لمن يشآء اناثا ويهب لمن يشآء الذكور//بارك الله بك ونفع بها من قرأها
-
رد: فتوى ( 78 ) ما هي صيغ الدعاء المناسبة
جزاك الله خير الجزاء لاطلاعنا على الفتوى ..
-
رد: فتوى ( 77 ) تحديد نوع الجنين و صلته بالغيب
جزيت خير الجزاء على هذا الطرح وأطلاعنا على هذه الفتوى ..
-
رد: فتوى ( 77 ) تحديد نوع الجنين و صلته بالغيب
-
رد: فتوى ( 78 ) ما هي صيغ الدعاء المناسبة
-
رد: فتوى ( 78 ) ما هي صيغ الدعاء المناسبة