العقول أيضاً بحاجة إلى تنظيف ..
أسعد الله أوقاتكم بكل الخير
كلنا ننظف مكاتبنا ومنازلنا ... و بعدها نشعر بسعادة بالغة وراحة, ولكن ماذا عن حياتنا؟.. فكما نشعر بالراحة بعد تنظيف المنزل وإعادة النظام إليه فإن بعض التنظيم لما بداخل نفوسنا سوف يكون له التأثيرنفسه, فهو يؤدي إلي وضوح الرؤية وصفاء الذهن والقدرة علي وضع خطط مستقبلية جديدة والنجاح في تنفيذها.
وتقول عالمة النفس الألمانية د. أنجيليكا فاس: إن من يعيد تنظيم نفسه بين الحين والآخر يشعر براحة نفسية عميقة, وعن كيفية تنظيم النفس تقدم د. أنجيليكا خمس نصائح:
(1) وضوح الرؤية:
تحقيق الخطط الكبيرة يستلزم وضوح الهدف أمامنا, ووجود استراتيجية لتحقيقه, وأنه لغاية في الأهمية أن نقدر ونري ما حققناه من نجاح وألا ننظر فقط إلي ما لم يتم تحقيقه حتي الآن, كما يجب ألا نري فقط العراقيل والعقبات التي أمامنا, بالإضافة إلي وجوب الاحتفال بكل نجاح مهما يكن صغيرا لأن هذه النجاحات الصغيرة هي بمثابة الوقود الذي يشعل حماسنا ويقودنا للهدف الكبير.
2) تحديد الاختيارات
هل يوجد في محيطك شخصيات يؤثرون فيك بالسلب ويجعلونك تعود لعادات سيئة أقلعت عنها مثل التدخين, وهل يوجد أشخاص مملون أو نكديون أو كثيرو الشكوي مما يؤثر علي نفسيتك ويجعلك تكتئب , أو مجرد أشخاص تشعر وأنت معهم بأنهم يلتهمون وقتك الثمين؟ أعيد حساباتك وحاول الابتعاد عنهم أو تخصيص مواعيد ووقت محدد تقضيه معهم.
3) إعادة النظر في التقاليد:
هل أصبح لك تقاليد شبه أسبوعية شهرية تقوم بها منذ عدة سنوات, وفي بدايتها كانت منعشة ومفيدة وشيقة, أما الآن فقد أصبحت مثل الحمل الثقيل وتمثل عبئا عليك, الغيها!! والغي كل ما يستنفد طاقتك دون فائدة.
4) التخطيط بواقعية
في بعض الأحيان نخطط لإنجاز عدة أمور في آن واحد, مثل تغيير مكان العمل, وتجديد أشياء في المنزل, والتخطيط لحفل عيد ميلاد.. والتسوق.. كل ذلك خلال فترة قصيرة ومحددة.. هذا أمر غير واقعي, لأن كل شيء من هذه الأشياء في حد ذاته مشروع كبير والأفضل أن تخطط للواحد تلو الآخر, فالذي يريد إنجاز كل الأمور في وقت واحد عرضة لعدم إنجاز أي منهم, هذا بالإضافة إلي أنه عرضة للشعور بالفشل وبالتالي بالاكتئاب
(5) التعبير عن الرأي
كثيرا ما نستمع إلي أحاديث وآراء الآخرين دون أن نكون مؤيدين لنفس الفكرة, ولكننا لا نعترض منعا لحدوث المناقشات الحادة والخلافات, مع أن إبداء الرأي وتدعيمه بالحجج سوف يريحك ولا يقلل من شأن الفرد الذي تعارضه, فمن الطبيعي أن يكون لكل منا رأيه.
وفي النهاية يري د. محمد فايز استاذ علم النفس أن وقوف الإنسان بين الحين والآخر أمام المرآة لمحاسبة نفسه غاية في الأهمية, فهي فرصة ليعيد تنظيم نفسه ومحاسبتها وإعادة تحديد أولوياته وإعادة تقسيم وقته.
كما أن هذا الحوار مع النفسي سيؤدي إلي صفاء الذهن, وتحرير النفس من الضغوط والقوالب التي نضع أنفسنا فيه, مثل العادات الروتينية المملة والمهدرة للوقت.
دامت عقولكم نيرة .. منارة للفكر والإبداع الخلاق ...
لكم المحبة
