قلبي يتفطر عليك , وعيني دمعت حرقة لحالك , أتمنى أن أزرع لك السعادة من جديد , آه بس !
أعلم جيدا بحالك الصعب , وظرفك الحرج , ما يحتاج تعيدي علي بالكلام فأنا أدرى بحالك جيدا , أرجوك يا أخي ساعدني ؟ أريد زوجاً , أريد ولداً , أريد بنتاً , أريد بيتاً , أريد حرية وسعادة , أنا أنثى أعشق الجمال ونسمة وبسمة الحب , أعشق البيت الأسري , أعشق الرجل , أحب كلماته التي تدوي في مسمعي , إنها صرخة عانس فمن يجيب ؟
لم يتصور علقي حجم الهم الذي تعيشه من بلغت 30 سنة وأكثر وهو ترقب من نافذة بعيدة على زوج لم يأتي بعد , كم تعيش هذه المسكينة أحلام كثيرة , كم مرة نامت وقد ظمت وسادتها تعصرها تظن بها حنان لكنه ليس حنان إنه خيال , ولعل خيال ولد خاطرة فأصبحت حقيقة , تسير بقدمها إلى السوق وتنظر , تنظر هذا وقد أمسك بيد زوجته وعشيقته يضحك معها , ويغمزها بيده , ولسان حالها هل لي مثل هذا خذو مالي وأعطوني زوج ؟
تعود إلى البيت ترى أب مجرم لا يحرم أخذ مالها , وأخ قاسي لا يعتني بها , وأم وأخوات لا حيلة لهن , لسان حال الأم حينها العين بصيرة والقيد قصيرة يا بنتي , وصبرا آل ياسر فالموعد الجنة .
مظى عام وقد بلغت 31 , ومظى عام وبلغت 32 سنة ولا حس ولا خبر , تصرخ شعور لا يفسر بجمع المال , ولا بحسب ونسب , شعور لا يفسر إلا بأن ترمي عنها وسادة الفراش وتتوسد فراش زوج طال انتظاره .
وتظل بيوت كثيرة يرثى لها , لقد بكيت على هذا الشعور الخفي الذي تخفيه العانس مرات عديدة , قالت لي يوما بالحرف الواحد تكفى يا صالح تكفى زوجني والله والله مليت آه آه اللهم يسر ولا تعسر .
ولم يتصور عقلي وذهني حجم هذه الخواطر التي أشغلت فكري كثيرا , مسكينة هذه العانس , ربما ترمي بنفسها على أتفه رجل في الدنيا من اجل الهروب من واقع الظلم والسيطرة الجبرية , تريد ولداً يحميها غدا من تسلط المجرمين على مالها ولو كانت رجل لن يتجرأ عليها أحد , فهي أنثى ترضيها كلمه وتغضبها كلمة الله الذي خلقها وأحسن صنعها , غرس فيها الرحمة السريعة , والعاطفة الجياشة , ولا يقفز على ظهرها إلا شرذمة خبيث , سخيف في عقله وطبعه , ولا يعد من جملة الرجال رجلاً .
إني أعلم أيتها المباركة الطاهرة العفيفة أنك تبجثي عن حلمك الذي تعيشه كل امرأة , لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن , وقضاء الله وقدره هو المحتوم عليك , فلا تغتري بجمال الرجل وعذوبته كلامه من أجل فك قيد الحرية ومن صبر ظفر , واليسر بعد العسر , والظلام يعقبه نور ولو طال ليل الظلام .
لما جاء الدين بالتعدد حل مشكلة كبيرة في هذا الجانب , فلا تخشي التعدد من رجل صالح تقي نقي يخاف الله فيك , يا أخي ما أستطع مالي ونفسي لالالا أخاف والله على نفسي ؟؟ لماذا تخافي من التعدد , لماذا تنظري إلى القمر بعين الظلام , لماذا طغى الجانب السلبي على الجانب الإيجابي المشرق , من الذي شرع التعدد ؟ هل الذي شرع التعدد البيت الأبيض الأمريكي , او مجلش الشيوخ , أو دين اليهود العفن , لا يا كريمة الذي شرع رب عليم حكيم , شرعه وقد تظني انه ظلم لا ليس ظلم هل تظني أن الذي خلقك وأجرى الدم في عروقك ظلمك وبخسك حقك , كلا ألف لا هو الله أعدل العادلين وأرحم الراحمين , فلا تخافي قدمي قدمك نحو الماء البارد حينها تنسي حرارة الشمس , والأيام والليالى حبلى لا نعلم ما في طياتها .
إني أحزن لك كثيرا لكن ظعي يدك في يدي ولا ترددي فهنا بر الأمان , وسعادة الإنسان , الطريق سهل , والحياة أسهل وأنتي من يبني السعادة وأنتي من يهدمها .
لا يغرك الخبيث الذي أغوى أمك وأبوك آدم فيوسوس لكي بحياة الشؤم والنكد , ويضرب لكي أمثلة الشقاء والتعب , أنتي قوية بربك فلماذا تحزني .
أرجوك كفي عن البكاء الذي أمرضني أنا فكيف أنتي , البكاء لا يصنع حل , أنتي الحل فضعي يدك بيدي .
أعجب والله منك وأنتي كسيرة الخاطر , حزينة الفؤاد , شاردة الذهن , والله لا عتب عليك , ولا لوم عليك لكن هو الواقع , والحل ضعي يدك بيدي فهنا سبل النجاة , وإشراقة الأمل , لحظة أرجوك : أفتحي نافذة الغرفة مالذي سطع عليك أنه النور فقريباً تفتح الدنيا عليك فلا تحزني .
هكذا هي خواطري السياحة التي أشغلتني كثيرا يا أصدقاء , أعبر عنها بحديث الخواطر , ونثر المشاعر , هي قصة عمر مع حياة إنسان ينتظر حلمه المغلق , فربما يجده ويسعد , وربما يجده ويشقى , فصناعة الحب والسعادة لا تطوق بقيد العرف القبلي , ولا الحكم الأجتماعي , ولا التسلط الجبري , هي صناعة ذات , وسعادة فرد مع فرد مقابل , هي تركيب عواطف , وإنسجام في الروح والجسد , فمتى أرى الستار ينقشع عنا بعادات حجرت على السعادة الفرية بشروط ركيكة , وحلول سقيمة , وأفكار أكل الزمان عليه وشرب , هي قصة الوقت عانس في بيتنا ) فهل أبقى عانس أو يأتي من يفتح القفص وأطير معه في رحاب الدنيا الواسع , أقول أبشري أبشري فالسعادة أمامك فلا تنظري بسواد الناس المظلم , ولكن أنظري بعين الرضى عن الله والسمع والطاعة لشرعه الحكيم , تجدي الباب فتح , والسعادة ارتمت في حظنك كي يمتلئ دفئ وحنان "
كتبت هذه الخاطرة بعد الفجر في أول أيام العشر , فحاولت أن أخلد للنوم هبت بي الأفكار , وسرح خيالي على هم هذه المسكينة التي أشغلتني كثيرا كما قلت لكم , كتبتها ورجعت على فراشي فعسى أن تبتهج نفسي بسعادة عانس قبل يوم العيد فتزيد الفرحة فرحتين , وإلى لقاء قريب يا أصدقاء . أحبكم جميعاً
