تمنوا على الله فحقق الله لهم ما أرادو
أخرج ابن أبي الدنيا عن الشعبي رحمه الله قال: لقد رأيت عجباً , كنا بفناء
الكعبة أنا وعبدالله بن عمر وعبدالله بن الزبير ومصعب بن الزبير وعبدالملك بن مروان
فقال لهم مصعب : ((تمنوا))
فاتفقوا على أن يقول كل وتحد منهم ما في نفسه
فقالوا لمصعب بن الزبير ابدأ أنت أولا
فقال مصعب بن الزبير : اللهم إنك رب كل شىء وإليك يصير كل شىء أسألك بقدرتك على
كل شىء ألا تميتني من الدنيا حتى توليني العراق وتزوجني سكينة بنت الحسين
وقال عبدالله بن الزبير:
اللهم إنك عظيم ترجى لكل عظيم ,أسألك ألا تميتني من الدنيا حتى توليني الحجاز ويسلم على بالخلافة
وقال عبدالملك بن مروان:
اللهم رب السموات السبع والاراضين السبع أسألك ألا تميتني من الدنيا حتى توليني شرق الأرض وغربها ولا ينازعني احد الا أتيت برأسه.
وقال عبدالله ابن عمر:
اللهم أنت رحمن رحيم أسألك برحمتك التي سبقت غضبك وأسألك بقدرتك على جميع خلقك ألا تميتني من الدنيا حتى توجب لي الجنة.
قال الشعبي : فعشت حتى نال كل واحد ما سأل وأرجوا ان يكون ابن عمر قد نال ما سأل
قلت: وقد نال هؤلاء ما تمنوا فقد تولى مصعب بن الزبير حكم العراق في خلافة أخيه عبدالله وتزوج سكينة بنت الحسين , وتولى عبدالله بن الزبير خلافة المسلمين وبايعه اهل الحجازوالعراق والشام حتى نازعه عبدالملك بن مروان الخلافة وحكم مشرق الأرض ومغربها وانتصر على أعدائه والذين نازعوه الخلافة
أما عبدالله بن عمر فقد مات في خلافة عبدالملك بن مروان بعد مقتل عبدالله بن الزبير بمكة
ونسأل الله ان يدخله فسيح جناته ويستجيب دعاءه
