فــي الــــــــعـــيــــد مـــلــــــل فـــمــا الـــخــلــــــــل @@@@
لقد غابت بعض مظاهر هذه الشعيرة وفقد بعض المسلمين
لذة العيد ورونقه وفرحته . فالعيد شعيرة إسلامية ودينية
تتجلى فيها مظاهر العبودية لله وتظهر فيها معان اجتماعية
وإنسانية ونفسية فالجميع يلبي نداء صلاة العيد
واجميع أيد تتصافح وقلوب تتآلف ، أرواح تتفادى ورؤوس
تتعانق إن كثيراً من الناس أن العيد قضية اجتماعية وعادة
من عادات الأمم لايتعدى اهتمام الإسلام به في غير قضية الصلاة
بل تجاهلوا قول الرسول r : (لتعلم اليهود أن في ديننا فسحة )
رواه أحمد
وأن للرسول r كان له جبة يلبسها للعيدين والجمعة
(رواه ابن خزيمة )
في العيد ملل
في العيد ملل،لأننا أخذنا أشياء وتركنا أشياء
علمنا شيئا ًوجهلنا أشياء
أيها الناس : ليس الإسلام محصوراً في أركانه الخمس
وليس محصوراً صفحة دينية من صحيفة تدعوا إلى التحرر
من مبادىء الإسلام والتشكيك في مبادئه .
ليس من هدي الإسلام أن يحافظ الإنسان على الأذكار
ثم يلعب بالقيم والأخلاق .
ليس من هدي الإسلام أن يسمع الإنسان خطبة الجمعة ثم
يغدوا الى الشواطىء والبحار حيث اللعب واللهو الحرام
ليس من هدي الإسلام أن يصلي الإنسان الفجر ويقرأ القرآن ثم
يسحب رجليه إلى دور الربا والتعامل بالحرام .
ليس من هدي الإسلام أن يحمل الإنسان المصحف ثم يكون منعدم
الإحساس كاتم الأنفاس لقضايا المسلمين .
والعجب كل العجب أن يأتي من بني قومنا ومن يتكلم بلغتنا
فيكون داعيا بقلمه ولسانه إلى مواكبة حضارة الكفر وتقليد
المجتمعات الكافرة المخالفة لشرع الله , ويظهر الإسلام في
صورة العاجز عن مواجهة المشكلات والتمشي مع حضارة العصر
يريد أن ينتزع الإسلام من قلوب الرجال والنساء إلى
أرذل الحياة بلا دين ولا إيمان .
فياأيها الناس : أيعقل أن نحتفل بميلاد رسول الله r ولم
يحتفل به صحابته الكرام ؟
أيعقل أن يرقص فينا الدجالون والخرافيون وينشدون وتتساقط
عمائمهم كما تتساقط مبادئهم ؟
أيعقل أن نحتفل بتنضيف وتشييد المساجد وهي شبه خالية في
صلاة الفجر والظهر من المصلين في أيام العيد ؟
أيعقل أن نعتني بتنضيف الطرقات والمنتزهات
وفي القلوب أدواء وأمراض وأوباء ؟
أين الخلل ؟
إن هناك أسباباً لسوء أحوال الناس في العيد , ومن ذلك :
1- اعتباره عادة من العادات الإجتماعية عند البعض .
2- التقصير في السنن والشعائر الواردة فيه .
3- السهر ليلة العيد , وعكوف البعض على القنوات الفضائية
مما يؤدي إلى النوم نهارا والسهر ليلا .
4- الترف والإفراط في الترفيه طوال العام .
5 - التفكك الأسري .
6- الحساسية الزائدة عند بعض الناس من التعامل مع
الآخرين والتواضع لهم , وهذا يؤدي إلى الجفاء بين الناس .
7- كثرة الأعياد البدعية .
8- ضعف دور الأئمة والخطباء في التذكير .
9 - الفهم الخاطىء لمعنى العيد .
10- الفخر والمباهاة والتكلف والاهتمام بالمظهر .
فتحنا الأبواب والصدور , وهيئنا الولائم لأصحاب
المناصب والأغنياء وأوصدناها في وجوه الضعفة والفقراء ........
11- كثرة الملاهي المحرمة .
12- عدم التجديد في نمط العيد .
13- ضعف دور الإعلام فيما يقدمه للناس .
14- عدم وجود مصارف مباحة لطاقات الشباب والأطفال أيام العيد .
15- ضعف الأخوة بسبب التقاطع والتدابر .
فما العمل ؟
ها قد وضعنا أيدينا على الداء , وعرفنا أسباب الخلل , ولم يبقى
سوى معرفة الدواء الذي يعيد فرحة العيد إلى الشفاه
ويمكن تلخيص ذلك فيما يلي :
1- التربية الإيمانية الصادقة وذلك عن طريق :
أ - إرجاع الناس إلى دين الله وتعليق القلوب بالله .
ب - السعي إلى تصفية القلوب وتنقيتها .
2- استشعار أن العيد عبادة وقربة إلى الله .
3- إدخال الفرح والسرور على الأطفال وإشعارهم بفرحة العيد .
4- السعي في إزالة الحزبية والطبقية ( دعوها فإنها منتنة ) رواه مسلم .
5- التجديد وإيجاد البديل لكل رذيل .
6- التواصل والتزاور بين الأقارب والجيران .
7- توجيه الخطباء والوعاظ .
8- الهدايا بين الجميع وتقديمها للأطفال خاصة
( تهادوا تحابوا ) رواه البيهقي
9- الجود والسخاء بدون إسراف ولا تبذير .
10- تفقد أحوال الفقراء والمساكين .
11- إقامة لقاءات نساءية هادفة .
12- إقامة المخيمات الدعوية المفيدة .
13- زيارة العلماء والدعاة .
14- زيارة المرضى في المستشفيات .
15- السعي في الإصلاح بين الناس وبذل أقصى الجهود في ذلك
قال رسول الله r : ( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام
والصلاة والصدقة ؟ قالوا : بلى . قال: إصلاح ذات البين
فإن فساد ذات البين هو الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين )
رواه الترمذي .
لنرفع الأصوات بالتكبير , ولنلبس من الثياب كل جديد
ولنرسل التهاني لكل قريب وعزيز وجار وحبيب
لنظهر الأفراح , ولنترك الأتراح .
http://www.lovely0smile.com/2006/islamic/i-048.gif
