كنت أسير في ليلة مظلمة
في أحد شوارع غزة
وإذ بطفل فلسطيني
فقلت له
توقف ياهذا فأنا أخوك
فلم يتوقف
فأعدت القول له
قف ياغلام فأنا من إخوانك المسلمين
وقف الغلام فقال
وأي إخوة تدعي
وأي رابطة تتفوه بها
قلت أنا مسلم
قال بل أنت مجرم
مات أبي لم يجد دواء لداء السكر
وأمي ماتت في ولادة أخي
وأختي سجنت لأنها خرجت تبكي بلا وعي على أبي في الشارع
وبلدي محاصر
ومسجدي قصف ودمر
ولعبتي تحطمت بفعل صوت الإنفجار
وأغصا ن الزيتون أحرقت
وأنا لوحدي
أبكي هنا وحيدا طريدا
لوحدي
لوحدي
وبكى الغلام
وانتحب و بلاوعي
احتضنته وبكيت معه
وبكيت
لكنه قال لي
العيش في هذه الدنيا أصبح ضربا من العذاب
ولهذا أريد أن أعيش في الجنة
لن أبالي بعدو
سواءا كان من بني وطني أو من اليهود
كلهم سيان
سأناضل سأقاتل رغم الجراح
قلت مهلا فأنت بطل بل أنت أسطورة قال لي رويدك
فأبناء فلسطين كلهم كذلك وخاصة في غزة
فالحلق منتشرة والخير عم والناس تآخت
ونحن على قلب رجل واحد
قلت له
أبشر فالنصر قادم
والفتح قريب
بكيت وقلت له
لقد علمتني أن بعد العسر يسرا
وأن الفجر بعد هذا الليل سيخرج
قال لي رويدا فنحن نناضل ونقاتل
طلبا لإحدى الحسنيين إما النصر وإما الشهادة
قلت أنتم رجال بل جبال
لقد علمتونا
معنى الإخاء
ومعنى الصبر
ومعنى الفداء
قدمتم أرواحكم وأهلكم
ودمائكم وأرضكم
فلله دركم
رباه
رباه
رباه
يامن يجيب المضطر إذا دعاه
ويكشف السوء
رحماك بأهل فلسطين من المسلمين
نصرك ياربنا
الذي وعدتنا
رباه العدو قد تربص بهم
والقريب قذ خذلهم فمن لهم ياربنا
رباه عليك باليهود
ياجبار ياقهار ياعظيم
اللهم أنزل بطشك وعذابك عليهم ياعظيم
آمن الغلام معي
وقال أوصيك بأن
تبلغ سلامي لإخواني
وتقول لهم انصرونا بدعائكم وعودا
لربكم لكي يعود النصر ولينجلي الظلام
وليعود الإسلام كما كان
