أكثرُ الحَواسِّ غَرابَةً واستعصَاءًا عَلَى الفَهـم !!
رويَ أن ابن السقاء كان قارئًا مُجَــوِّدًا,
وقد حضر مجلس الشيخ الهمذاني ,فقام فآذى الشيخ , وسأله عن مسألةٍ فقال له: إجلس فأنى أجد من كلامك رائحة الكفر ولعلك تموت على غير الإسلام!!
فذهب ابن السقاء في صحبة رسول طاغية الروم ,وتنصر بقسطنطينية,
فرآه احدهم هناك مريضاً على دكه ,فسأله :هل القرآن باقٍ على حفظك؟
قال: ما أذكر منه إلا آيةً واحده !{{ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين }} .
/
لقد حبا الله الإنسان بنعمٍ كثيرة وبحواسٍ لايكاد يستغني عنها
بل إنه إذا مافقد إحداها فإنه قد يتأثر لفقدانها تأثرًا كبيرا ولاتستقيم حياته بعد فقدانها.
ومن هذه الحواس التي لاغنى له عنها ، حاسة الشـم .
تلك الحاسة التي تعتبر من أكثر الحواسِّ غرابةً واستعصاءًا على الفهم
فبالرغم من أن العلم قد قطع شوطًا كبيرًا في مسألة الطب والتشريح
إلا أنه عجز كل العجز عن تفسيرها ، سوى بعض التوقعات التي لاتتعدى كونها أشياء غير تطبيقية .
فلقد صنفت على أنها حاسةٌ كيميائية لإعتمادها على تأثير المواد الكيميائية .
وكغيرها من نعم الله علينا لانملك حين نتفكر بها إلا أن نشكره سبحانه وتعالى على ما تفضل به علينا من جزيل النعــم التّي لاتُعدُّ ولاتحصى .
إلا أنه على النقيض من شكره على هذه النعمه ،
عمد البعض إلى إستعمال هذه الحاسة إستعمالاً محرمًا فقُسِّم إلى نوعين حسي ومعنوي .
فالإستعمال الحسي المحرم لهذه الحاسة هو في شم المخدرات(كالهروين وبعض مساحيقها الطيارة) وكشم رائحة الدخان والشيشة بأنواعها ، ورائحة المٌفترات على تعدد استعمالاتها .
وكذلك شم رائحة المستعطرة الأجنبية التي نسيت موعود النبي عليه الصلاة والسلام على فعلتها ..
واستعمالها المعنوي المحرم وهو في شم رائحة الأخبار التي لاعلاقة للشخص بها كالتجسس ومحاولة الوصول إلى مالايحق له التطلع إليه من خوافي وأسرار خاصة .
وأما الإستعمال الحسي المباح لهذه الحاسة ،ففي شم رائحة الطيب والعود والبخور وكذا رائحـة الغبار في سبيل الله .
وبالنسبة لإستعمالها المعنوي المباح فشم رائحة الغدر والخديعة والمؤامرة ورائحة المطر أيضًا وهي تتعلق بالفراسة والفطنةِ وبتوفيق من الله قبل ذلك .
كل التقدير لكم على حضوركم وقراءتكـم ..
