قرينها و قريني
جلست بجانبي وخيم الصمت على المكان
ليبدأ قريني بالحديث لقرينها وقال :
ماذا يدور بعقلها ؟
فرد قرينها : بل ماذا يدور بعقلها ؟ ويشغل قلبها ؟ ويجري بالوريد بدلاً عن دمها ؟
ويستحوذ عليها بأكملها ؟
فقال قريني: ماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فرد قرينها : إنها تحبه لدرجة الجنون
تعشقه عشقاً يصعب وصفه ! !
فلا يعبر عن جنونها به إلا السكوت
ولكن هنا السكوت ليس
معناه السكووووووووووووووووووووووت ! ! !
فقال قريني: وماذا عن مرضه ؟
فقال قرينها: هنا رأيت العجب فهي تقول تتمنى من الله العلي القدير بأن يحفظه لها
فلو مات فليعلم الجميع بأنها لن تحيا بدونه
فقال قريني: ولكن كيف تحب مريضاً بالسرطان ؟؟؟؟؟؟؟
فقال قرينها: إنها تجزم بأن لحظة معه كرمشة عين هي حياة بذاتها.........مع أنها ثقتها
بالله وبرحمته تفوق الدنيا ومافيها وأن الموت لايحكمه المرض فقد قال الله
عز وجل وإذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة ولايستقدمون
فقال قريني: ولكن فرضاً لو مات ليلة زفافها!!!! فماذا تفعل بشبابها؟؟
فقال قرينها: إنها ترى أن تعيش أرملة له خيراً من أن تملك الأرض وماعليها
وستحفر قبراً لها بجانب قبره إلى أن يحين أجلها فتسكن بجواره لينتظرا
يوماً يلتقيا به في جنة الخلد بإذن الله .
فقال قريني: اليس هذا جنون ؟
قال قرينها : إنها تقول بل الجنون أن لاتقبل الأرض التي وطأتها قدماه
قال قرينها : اليس من الأنانية مافعله بها ؟ فكيف يسمح لنفسه بأن يعشق وهو أقرب
إلى قبره من دنياه ؟
فرد قريني : ماذا تريده أن يفعل ؟ فالعشق ليس له تاريخ أو مكان
فلقد أيقن بأنه لو مات
بالسرطان أهون عليه من الموت لفراقها
بعد ذلك
بكى قرينها
وقبل قريني
وتعانقا
ليكونا قريناً واحدا
نعم
قريناً واحدا
فالعشق الحقيقي تتلاحم به القلوب
وتتوحد به الأرواح
فيعيشا معا
ً
ويموتا معا
ً
ويخلد حبهما الصادق