السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله يمسيكم بالخير والمسرات
ويجعل ايامكم كلها سعيده ومباركه
اعتذر عن الانقطاع الفتره الماضيه
وقد يشفع لي ما جئتكم به
وهي قصيده واكثر للشاعر / عايد السميري
وجدت عليها قرائه جميله من شاعر وناقد موفق وهو / محمد السفري
اترككم مع النص كما نسخته
/
/
ياهجوسـي والقوافـي ماتـسـاق الا لهلـهـا=فالبدايه.. ( والسـلام ورحمـة الله وبْركاتـه )
السلام ورحمة الله والحروف القشر ولْهـا=والكلام الزين من يخرج من انصابـه زكاتـه..؟
لجل اوصل لـه رسالـه لـن فهمهـا ماقتلهـا=وان قتلهـا.. ماتكفـر حسنـاتـه سيـآتـه
ربما عن طهرها يغشاه زفـره مـن زللها=مثل من اغواه شيطانـه وشكـك فـي صلاتـه
كـل شـئ(ن) محتمـل والطيبـه محـدٍٍٍ كفلهـا=في زمانٍ لـف هقـوات النشامـى فـي عباتـه
وقت خلى اللاش له قيمه وساس الطيب اكلها=عينه أتشوف الأمور ويكسـر الخاطـر سكاتـه
تعب وابسـط أمنياتـه عاجـزٍ حتـى يصلهـا=لو يسوق اخطـاه حظـه ينثنـي دون أمنياتـه
والديـار امـحـوْل والمـزنـه يخوفـنـا بللها=برقهـا خاطـف ومرعدهـا يشتتـنـا ثبـاتـه
ساقهاالمولى غضب من غرب والمشرق أملهـا=بليل مايقفاه صبـح وصبـح قفّـن عادياتـه
والسوالـف جزلهـا بايـر ومشريـن هزلهـا=والثمـن مـن مزرعـة فـلاح يابسـةٍ لهاتـه
يوفي الوزنـه وتوخـذ منـه مايعطـى بدلهـا=لين ضاق به المكـان وضاقـت بعينـه حياتـه
حوله أجداث وحطام ودار اعلاها اسافلها=وشيـخ قـومٍ دمعتـه ترثـي بقايـا ذكرياتـه
والحلـوم المزعجـه ماكـل عقـلٍ يحتملـهـا=وإبن آدم بين ( خير / وشر ) والفيصل مماتـه
وكل شـئٍ محتمـل والطيبـه منهـو كفلهـا..؟=لجل أعرفه والسلام ورحمـة الله وبْركاتـه
النص : (( السلام ورحمة الله وبركاته ))
عدد الأبيات : 14
الاتجاه : عمودي
الطرق : المسحوب
الغرض : عتاب أشبه بالتوجد والأسى
توطئة
أدلف لكم بقراءة متواضعة لنص يستحق الكثير والكثير بغض النظر عن قائلة (( الشاعر : عايد السميري )) كون النص أتى على جرح بل لامس واقع يصعب على الجميع تجاهله سواء كنا شعراء أو كتاب أو عامة ومثل هذه النصوص دائما ما تجد الحفاوة بالنسبة للمتلقين فنص (( السلام ورحمة الله وبركاته )) مروري عليه لم يكن متواضعا ولكنه لم يأخذ حيز المتابعة مني في ذلك المتصفح وعذري في هذا ضيق الوقت وشرف زمان هذا الشهر الفضيل لكن أعود لهذا النص وفي جعبتي الكثير والفضل بعد الله لأحد الأعزاء ولن أذكر اسمه لعدم رغبته في ذلك وكون رغبته وافقت هوى لدي فأحببت أن نستأثر وإياه بهذا الجمال وهذه الروعة لهذا النص الذي بصدد الكتابة عنه وما يخطه يراعي هنا لا يمثل إلا رأيي حيال هذا النص وقد يوافق هذا الرأي رأي قائلة وقد يخالفه وكذلك المتلقين والسبب اختلاف النهوج والمدارس الفنية شعرا وقراءة ولن أقول نقدا لأن الشعر الشعبي لم تتضح حتى هذه اللحظة مدارسه النقدية لذلك ما أذكره هو قراءة متواضعة لنص باذخ وجميل يستحق الكثير والكثير والسبب ماذكرته سلفا آمل أن تكون قراءتي محل رضا الجميع ونتجاذب حيال أطراف النقاش الأدبي المتمحور في بوتقة الأدب بعيدا عن التعصب إلا للحق فالحق أحق أن يتبع .. أيضا القراءة لم تخلوا من المماحكاة الأدبية بهدف التسلية ليس إلا فإن استحسنها القائمون على المنتدى فعلى الرحب والسعد وإن انزعجوا منها بحجة الدعاية لمنتديات أخرى مع إني لم أصرح بها ففدوى رؤوسهم ولهم الحق في الحذف دون الرجوع إلي .. توكلنا على الله ولنبدأ في الغوص في أعماق النص:
ياهجوسي والقوافي ماتسـاق الا لهلهـا=فالبدايه.. ( والسلام ورحمة الله وبْركاته )
بداية موفقه للشاعر عايد السميري بها البيت الجميل .. نداء لجلب انتباه السامع ومنادى معنوي وليس حسي به شيء من التشبيه الغير متكلف ثم إيجاز في إخبار المنادى وكأن جزء من الجملة الخبرية قد حذف لعدم وجود المسوغ
(( والقوافي ما تساق ألا لهلها)) بالفعل لا يستطيع الشاعر تقديم شعره لغير المهتم بالشعر سواء كان شاعر أو متذوق
على روعة هذا الصدر من البيت أردف الشاعر بعجز ولا أروع وكأنه يقول لي أنت أمام نص باذخ وهو بالفعل باذخ من فئة ((الفايف ستار)) .. فالبداية .. وماذا عن البداية يا شاعرنا الجميل .. (( السلام ورحمة الله وبركاته )) نعم أجمل بداية لنص بهذا الجمال ولكن هل أسلوب بدء القصيدة بتحية الإسلام لم يحدثه إلا الشاعر عايد السميري أم أنه أسلوب محدث من قبل . بالنسبة لي لا أعرف أحداً بدأ القصيدة بهذه البداية سواي أنا (( دعاية لي معن ما حولك أحد هههههه )) وكان ذلك قبل قرابة السنتين تقريبا مع شاعر جميل في محاورة على النت بيني وبين الشاعر سليمان السكيبي هذا مطلعها
يا سلام الله عليكـم رحمـة الله وبركاتـه=نخص فيها كل شاعر يضبط لحون القصيده
ومن بغى الملعب يجينا يوم كلن في سباته=مثل قافي هات قافك وألا غيرهـا بجديـده
وكان رد السكيبي
ياهلا والله وسهلا وكل مابالقلـب هاتـه=اشهد انك يامحمد نشمي وطبعـك وليـده
شاقني قاف بدعته ولا بغيت يقـال فاتـه=جيت اسيح دم شعري صافي لك من وريده
فقلت :
البقا بالشاعر أللي عبر بمكنـون ذاتـه=تبهج الخاطر قوافي جات من يمه مفيـده
أشهد إنك يا صحيبي شاغل الفكر وجهاته=حرف راقي ذوق باقي لا تجافي لا مكيده
فكان رده :
الله الله يامحمد في سناعيـس ووصاتـه=لاتكـود يارفيقـي وبالقوافـي لاتصيـده
انت يمحمد تخبر الدلو لاقصـرت رشاتـه=مايغرف الجمة اللي عن مداه اضحت بعيده
والمحاورة طويلة ولا مجال لها في هذا المتصفح وماذكرت إلا للاستشهاد فقط وأستأذن الشاعر السميري في هذه الدعاية ولولا ضوابط المنتدى لوضعت رابطها لكن أخاف مبارك يحذف معرفي (( هههههه ))
أعود للنص الجميل والشاعر السميري
الصور الجميلة في البيت آنف الذكر واضحة والتشبيهات كذلك إذن البيت لم يخلو من الشعر فكان البدء به موفق
السلام ورحمة الله .. / والحروف القشر ولْها=والكلام الزين من يخرج من انصابه زكاته..؟
تكرار للتحية آنفة الذكر وكأني بالسميري يود التركيز على أن من يأخذ النص لابد وأن يكون في صفاء ذهني حتى يعيه مع أن لغة الخطاب في هذا النص مغلفة بشيء من الرمزية المتزنة (( الحروف القشر )) ماذا يقصد الشاعر بها هل هو ترفعه عنها .. هل تلقى الشاعر نص اضطره للمجاراة الرائعة وهذا الراجح لدي والأرجح منه مآلنا والوضع السائد في هذه الحقبة الزمنية ولكن الشاعر أن يقول ولي أن أتأول .. ثم يأتي بحكمة جميلة ضمنها العجز ((والكلام الزين من يخرج مـن انصابـه زكاتـه..؟)) أطلق الشاعر الكل وأراد الجزء هنا .. صورة بلاغية يعيها أرباب اللغة والأدب .
لجل اوصل له رساله لن فهمها ماقتلها=وان قتلها.. ماتكفر حسناته / سيآتـه
هذا البيت جاء ليرجح أن القصيدة إما أن تكون مجاراة أو رسالة من الشاعر لحدث معين بيت غارق في الشعر بل وحتى في الرمز الذي يجعل المتلقي يحتار في معناه ولكن قد تكون الأبيات التي تليه مفسرة له شارحة لمراده ولكن الظاهر أن الشاعر قد بلغ به الغضب مبلغا يصعب على المخاطب بالقصيدة فهم مبتغى الشاعر ولو فهم المخاطب مبتغى الشاعر أيضا وكان بمثل ما أراد الشاعر فلن يغير هذا شيئا كون المسوغ للقصيدة أمر جسيم وخطب جلل.
من الأشياء المستفادة من هذا البيت أن الشعر رسالة فبيت من الشعر قد يغنيك عن خطبة كاملة أيضا التشبيهات كانت موجودة في هذا البيت فالفهم وعدم الفهم صرح به الشاعر في الصدر ثم عاد ليصوره لنا بالحسنة والسيئة .
ربما ..!! عن طهرها يغشاه زفره من زللها=مثل من اغواه شيطانه وشكك في صلاتـه
ربما .. هذه في اللغة تفيد الاحتمال فالاستهلالية لهذا البيت تشكيكية توحي بتأثر الشاعر نفسيا إبَّانَ نظم القصيدة .. ((عن طهرها )) عن طهر ماذا أيها السميري ؟ عن طهر النص ونقاء رسالته ولماذا هذه الزفرة هل لعدم تقبل الرسالة دور في هذا كناية عن التضايق والانزعاج ولماذا الزلل هل يظن هو ذلك ويشك فيه مثل شكك فيه ..
أعوذ بالله من إبليس الرجيم نعود للشك ورجحانه على اليقين في العجز جاء تصريحا بالشك الذي أشير عنه إيماءً في مطلع البيت فأسلوب نظم البيت هنا جاء على أسلوب القصيدة الدائرية نبدأ ونعود لمثل ما تم البدء به مع المحافظة على الرصانة وقوة الأسلوب.
البيت كثيف من ناحية الشعر يصيب المتلقي بالحيرة عن قصد الشاعر ومراده من البيت استخدم الشاعر الغطو ملاذا آمنا لويلات البيت التي قد تنجم عنه (( ذكاء ))
كل شئ(ن) محتمل والطيبه محدٍٍٍ كفلهـا=في زمانٍ لف هقوات النشامى في عباته
أنا أشهد ففي هذا الزمن اختلط الحابل بالنابل ولم نعد نعرف ما نريد مما لا نريد فكيف بالطيب من عدمه
فا الاحتمال الذي أشار له الشاعر في البيت السابق صرح به هنا مبدياً انزعاجه (( كل شيءٍ محتمل )) .. تصوير للزمن عجيب جاء في العجز من هذا البيت ..
وقت خلى اللاش له قيمه.. / وساس الطيب اكلها=عينه أتشوف الأمور ويكسـر الخاطـر سكاتـه
بالفعل أخي عايد هذا زمن الرويبضة عندما يسند الأمر إلى غير أهله قد تجد السفيه المعتوه من علية القوم والكل يسمع له ويبجله ويرفع من قدره لوجود مسوغات عند هذا السفيه أقرها القانون السائد وما هذا إلا لاختلاف المعايير وليتك اكتفيت أخي بصدر البيت فقط أما العجز وأنا أخوك فقد أحدث في ذائقتي شرخا عظيما .. نعم يكسر الخاطر ما بيد الحيلة لكن حسبه الإنكار ولو بالقلب .
تعب وابسط أمنياته عاجزٍ حتى يصلهـا=لو يسوق اخطاه حظه ينثني دون أمنياته
حال الكثير لا نريد السقف الأعلى من الأماني بل السقف الأدنى من الحقوق فقط أعتقد أن هذا البيت أبلغ في الرسالة وأوجز ولكن حسبي وحسبك وحسب الكثير التوكل (( اعقلها وتوكل )) بودي أسهب في قراءة هذا البيت لكن أخاف إني أتوهق ((وأروح في خرايطها )) عموماً البيت جميل جدا والصورة به كانت رائعة (( حظه ينثني دون أمنياته )).فليجعل المتلقي تحت هذه المفردتين الكثير من الخطوط وبجوارها العديد من علامات الاستفهام والتعجب.
والديار امحوْل والمزنه يخوفنا بللها=برقها خاطف ومرعدها يشتتنا ثباته
من وجهة نظري أن هذا البيت هو بيت القصيد بالنسبة للنص من وجهة نظري خلاف الكم الشعري فيه والصورة الجميلة ولغة الخطاب الرائعة كأني بك تعاتب شخصية بارزة شاعرنا العزيز
والديار أمحول .. نعم وأكاد أقسم على هذا بل أقسم وأيم الله أنها أمحول بالرغم من توالي مزون الخير في نظر من حصل على هذا الخير وهم قلة وعلى حساب العامة بل أن الخير المرتجى كان وبالا على هذه الديار وسببا في اضمحلالها عند العامة .. برقها خاطف كناية عن قصر المدة أو استغلال الفرصة من عدمها ((ومرعـدهـا يشتتـنـا ثبـاتـه )) ومن قال لك بأنه ثابت بل إنه من زود في زود وأثره من دون في دون . تسييس النص كان جميلا وحاضرا هنا
ساقها المولى غضب من غرب والمشرق أملها=بليل ما يقفاه صبح / وصبح قفّـن عادياتـه
إن كان التغريب أو الغربية النتنة فأنا أشهد إنك صدقت عندما تركنا منهجنا وقيمنا وبدأنا نتأثر بالثقافات المستوردة والعقول التي هاجرت من عندنا بهدف الفائدة وأتت لنا بالنقيض أملا منهم في تغريب المشرق لقد جاؤوا لنا بالظلام الحالك لكن الصبح قادم لا محالة وإن كانت نظرة السميري تشاؤمية وهو محق لكن لازال الأمل قائماً بالعودة بإذن الله تعالى .. الجميل في هذه البيت مهنية الشاعر في الانتقال من المحظور للغير محظور فالبيت السابق لهذا البيت من وجهة نظري خطير جدا ومن المحظور تداوله ويصف حالنا وما آلت إليه الأوضاع لكن إلى الله الملتجأ و المشتكى (( أغنى ....... وأفقر ....... )).
والسوالـف جزلهـا بايـر ومشريـن هزلهـا=والثمـن مـن مزرعـة فـلاح يابسـةٍ لهاتـه
يوفي الوزنـه وتوخـذ منـه مايعطـى بدلهـا=لين ضاق به المكـان وضاقـت بعينـه حياتـه
حوله / أجداث / وحطام / ودار / اعلاها اسافلها=وشيـخ قـومٍ دمعتـه ترثـي بقايـا ذكرياتـه
ثم يعود الشاعر للغرض الذي نظم من أجله القصيدة وكأن القهر وندب الحال قد جثى على مفردات الشاعر وكأن الوضع بما فيه لا يروق للسميري والسبب واضح ولا يحتاج للتعريج لأن بي من القهر ما الله به عليم فالأبيات أعلاه لا أستطيع سبر أغوارها إلا بأبيات من نظمي وهذه ليست على سبيل المجاراة .
إللي رقو في ذيك ماهم على ذيـك=وا شيب عيني يا زمـان المقـرد
الذيب مرقابه غـدا منـزل الديـك=والديك جاتـه شُـرَّدَ الصيـد وُرَّدْ
ياذيب تبغى الصدق ما عاد يمديـك=تفخر بنفسك وأنت ياذيـب تشهـد
مدامت إن الديـك طبـق مباديـك=حول عن المرقاب وانزل على السد
سرحان واعـزاه كلـن مجافيـك=بيبان منصى صارت اليوم توصـد
أما الشعر ففي الحزمة أعلاه كم هائل من الشعر فالصور الشعرية حاضرة وبقوة (( مزرعة فلاح )) (( يابسة لهاته ))
(( ضاق .. وضاقت )) كذلك البديع (( جزل .. هزل )) وأيضا الشخوص للأعلام والأماكن الموحية بالأسى والحزن ((أجداث / وحطام / ودار / وشيـخ / بقـايـا )) استطاع الشاعر من خلال ما ذكرت حبك ما يريد في قالب فني رائع .
والحلـوم المزعجـه ماكـل عقـلٍ يحتملهـا=وإبن آدم بين ( خير / وشر ) والفيصل مماته
لن أقول حيال هذا البيت والذي يوحي لي بشديد التأثر إلا بقول الشاعر : (( دعها سماوية تمشي على مهلٍ = لا تفسدنها برأيٍ منك منكوسِ )) كل الهواجيس والأفكار نجعل ضابطها الشرع والدين فالصبر دائما ما يكون الأجدى والأفضل . ولكن أين من يعي وأين من يتقي شر الحليم إذا غضب .. أما العجز فحالة جميلة من الشعر حكمة لا يتبناها سوى الشعراء الأفذاذ نعم القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء (( اللهم لا تصرفها إلا في طاعتك )) ثم نعود للموت الذي ذكر الشاعر وكأني بهذه المفردة تعيد لي حالة القصيدة والنظرة المأساوية من الشاعر وللشاعر هذا من جهة الشعر أما من جهة أخرى فبالفعل الموت هو فيصل الرجل يعلم بعدها إما إلى خير أو إلى شر .
أيضا .. (( خير / شر )) جمع لتضادين أو نقيضين بهدف النصح .
وكل شئٍ محتمل والطيبه منهـو كفلهـا..؟=لجل أعرفه ( والسلام ورحمة الله وبْركاته)
هذا البيت يعود بنا لبداية النص الاحتمال والنظرة التشكيكية ثم يختم القصيدة بنفس العجز الذي بدأ به النص وهذا هو أسلوب النص الدائري حيث يعود الشاعر بالمتلقي بمثل ما بدأ به وذلك مرده وجهين :
الوجه الأول : أنه لا جدوى من النص فلو تحدثنا بملء أفواهنا شعرا ً فلن يعي من نريد إيصال الرسالة والأسباب في هذا كثر منها الحيلولة دونه ومنع كل ما من شأنه التأثير عليه حتى يبقى الحال على ما هو عليه بهدف الأثرة من قبل أولئك المتملقين
أما الوجه الثاني : فهو أدبي أكثر منه خبري وأقل ما أقول عنه هو مهنية شاعر ومهنية نص حتى يستحث الشاعر المتلقي ويستنهض فكره الأدبي فالشعر تأثر وتأثير فعندما يتأثر الشاعر بأمر ما ويحاول بلورة هذا الأمر في قصيدة محكمة لابد وأن يكون م أهدافه محاولة إثارة المتلقي والتأثير عليه لذلك جاء النص بهذه القوة في حلقة دائرية محكمة البناء .
جو النص والجمال الأدبي والبنيوي :
يتضح لي من قراءة النص أن كتابة كانت على مراحل تدرج فيها الشاعر بين الإيضاح والإبهام وعذره في هذا الحالة النفسية له إبان نظم القصيدة والتي سيطر الأسى والحزن على أغلب فترات النص ومع أن النص جاء على مراحل إلا إن الوحدة الموضوعية للنص لم تتأثر فالنص جاء وكأنه كتلة واحدة بالرغم من كثرة أبياته والتي وصلت للـ 14 بيتاً
أيضا جاء الطرق متزنا فلم ينزاح الشاعر عن بحر القصيدة وهذا ليس بجديد فشاعر بهامة عايد السميري من الطبيعي أن يكون متقننا للبحر ولا غرابة في ذلك كذلك القافية وجرسها الموسيقي الذي ظل حاضرا وبقوة من أول بيت في القصيدة وحتى آخر بيت وكان جرسا أخاذا يطرب الآذن عند الجهر بترديد النص عداً وشيلةً عدا قافية صدر البيت الثاني عشر ((اسافلهـا )) كأني بجرسها الموسيقي يخفت ولربما انزاح بعض الشيء مع يقيني بأن قراءتي للبيت هي السبب ولربما لاختلاف اللهجة دور في ذلك أتمنى من الشاعر أن يعرج على هذه النقطة إن أمكن له ذلك .
عموما النص جاء محكم البناء به من الرصانة والجزالة ما يغني مثلي عن الكثير والكثير من النصوص العابرة أيضا الأسلوب في البناء جاء جميلا ومحكما تدرج الشاعر فيه بين المباشرة والرمزية وكذلك عفوية النص أضفت عليه جمال آخر حيث ابتعد الشاعر عن التكلف في إحضار المفردات وجلبها عنوة للنص وعلى النص
شكرا من القلب عايد السميري على النص الوضاء مع يقيني بأن هذه القراءة المتواضعة لن تفي هذا النص الشامخ حقه ولكن عذري ضيق الوقت وقلة الحيلة فهذه بضاعتي وهي مزجاة بالنسبة لبضاعتكم فأنتم أرباب الأدب ولكم القِدْحَ المُعَلَّى فيه . وحالي أو ما أقوله لنفسي وشخصي عند هذه القراءة (( لقد رقيت مُرتقىً صعباً يا رويعي الغنم )) بالفعل فنص كهذا يستحق قراء بدرجة نقاد للتقديم له عموما تقبلوني بمثل ما أنا
لكم مني جل التحية وفائق الاحترام والتقدير
أخوكم
محمد السفري
