انــطلق يــسابق حـلول المــساء
انطـلق يُـسابق وحــش الظــلام هـــاربآ مــن ضجـيـج المــديــنه وزحــامـها
لا شــيء أمــامـه سـوى بـــيت جــده ذلـك الشـخ الـكبير
هـاهـو يصـل وصـل يقــترب اقـترب
دفـع البــاب المُتــهالكـ وضـع يضـع قـدمه فـي الــداخــــل
وقـف تــوقف نــظر يـنظـر تـجاوبت معه عـقارب الســاعه تـوقفت عـن الـحركـه .
صمـــت رهــيب سـكون هـدووو لا يســمع ســوى صـوت صـرير النـوافـــذ حينـما تتصادم فـي بعضـها البـــعض ...
جــالــت أنـظاره فـي أركـــان هـــذا البــيت المـهجـور لاتـسكـنه سـوى ذكـريات أنُــاس رحـلوا.
جـلس يستـرجـع اسـترجـع ذكــريات طـفـولتـه فـــي هـــذا البـــيت .
نـظر الـى ســاحـة البــيت فتـذكـر شـقاوتـه ولـعبـه مـع اخـوته تـحت المــطــر وكــأنــه يـسمع صـــدى ضحـكاتـهم البــريــئه حــولــه.
تقــدم قـليـلآ داخـــل البـــيت وأخـــذ يجــول فـي أركــانــه فـــشـده الحــنين لــدخـول حجـرة جــده
انــه جـدي !!!!!
أقــصد
صـورتـه مـازالت مُعلقـه على هـذا الحـائط .
أنـزلـها لــم يُــزح مـايعـلوهـا مــن غـبار ضممها الـيه وكـأنه يضـم المـاضي بـشوق أحـرق فـؤاده .
فـفي هــذ المـكان فـرشـة جــده حـــيث كـان يجـلس دائمــآ ويـجمـعهم حــوله ويـلقـي علـيهم قـصص مُغـامراتـه .
رائ سـجادتــه التـي طـالما رائ جـده يُصـلي علـيها أواخـر اللـيل ويــسمـع هــمس دعـواتـه لـهم .
نـظر وأطال النـظر ضحـك ودمـوعـه تنـساب لأن عيـنـه وقـعت علـى الــمذيـاع فـتذكــر مــدى تــعلـق جــده بــه وستــأنـاسـه بـسماع أذن الحـرم .
وهـذا مُصحـفـه وعلـيه سبحـته . أخـذ يمـسح غـبار الـزمن الـذي كـان يعـلوه .
آآآآآآآآآه يـــاجـــدي كـــم أنــا مُشـــتاق لأيـام الصـبى .
يخـرج خـرج مـن حجـرة جـده ليــجـد نـفسـه بحـجرة امــه
هــنا بكــى بحـضنـها لمـشاجـرته مـع ابـن الجـيران
هـنا قبـلتـه والـدته فــرحــه بنـجاحـه
هـــنا ارتــدى مـــلابـس العـــيد وهـو يهتـف مـسرورآ جـاء العـيد جـاء العـــيد
أخــذ يستـرجـع جـميع ذكــرياتـه فـي هــذا البــيت
فهــنا ضحــكـ
وهــنا بكـى
وهـنا لعـب
كـان لـكل حـدث فـي هـذا البـيت طعـم مخـتلف .
شــده الحـنين لـتلك الأيــام
ابـتـــسم بمــراره ودمــوعـه تــنساب !!!!
نعــم بكـــى
بكــى طــفولته
بكـى شقـاوتـه
بكـى بـساطـت عـيشـهم
بـكى برائت الأطفـال
بكــى الأيـام الجـميله التـي ذهـبت بلــمح البــصر
فجـأه !!!!!
استـيقـظ مـن ذكـرياته عـلى صـوت الأذان
ارتـفع أذن المُأذن : شــده صـوت الأذن أخـذ ينـصت وعـادت عجـلة ذكـراه بالـدوران مـن جـديد
انــه صـوت الـعم صـالح .
أخــذ يـهرول لم يعـد يحـتمل البـقاء
هـنا حـان الـوقت للـرجـوع الـى ضجـيج المـدينه وزحـامها .
أغـلق الـباب ودموعـه تـودع ذكـرى بـيتهم القـديم
الجريح / بــــدر
