بسم الله الرحمن الرحيم
انتظر العطلة عندما كنت صغيرا على أحر من الجمر لاذهب اليه في قريته الصغيره لاسعد بشوفته.
ينام بعد صلاة العشاء ويستيقظ فجرا وارافقه في رحلة يوم طويله وكلي تساؤلات كيف يعيش هذا الرجل وهو غير موظف؟؟؟
يملك عدة شياه يقوم بنفسه على رعايتها وهي مصدره الوحيد ليصارع متطلبات الحياة التي رسمت على وجهه العزيز تقاسيمها.
لم يعرف العمل الحكومي وعدد تلك الشياه ليس بالكثير ولكنني اراه يركب سيارة جميله ويكرم الضيف.
لم ولن أنسى تلك الحظات الجميلة التي قضيتها معه.
كنت في تبوك وقابلني أحد الاشخاص وقال لي هل تعرف عبيد بن قبلان قلت له انه جدي. قال لي ذلك الشخص حملني الشيخ عبدالعزيز الدويش أمانه أن ابحث عنه وأنه يريد رؤيته بأي طريقه واعطاني هاتفه وعنوانه. وانا لا أعلم من هذا الشخص وماذا يريد؟
ذهبت الى جدي في قريته وأوصلت له الامانه
كان واقفا فجلس
كان وجهه فرحا بقدومي وتغيرت ملامحه فجأه.
ياجد عسا ماشر؟ وش فيه؟
قال هذا ابن أعز اصدقائي ماقال لك وشلون ابوه؟
لا والله ياجدي متى آخر مرة شفته؟
لم يرد علي ذهب مسرعا وقال بسرعه ياولدي مشينا.
سبحان الله جدي الذي لايعشق السفر ولايريده تتسارع خطواته والمكان ليس بالقريب فالرجل يسكن في (الصمان) وهي تتبع للمنطقة الشرقية...
رافقته وكان خير رفيق.
وصلنا الى الرجل بعد ان اتصلت عليه؟؟؟؟
ماهذا الذي أراه؟
شخص واضع يديه خلف ضهره ويذهب ويأتي في قصر يدل على مكانة للشخص ليست بالبسيطة.
وما إن رآنا حتى أتى مسرعا الى جدي وانزله من السيارة واحتضنه وخالطت الفرحة دموع تحمل وراءها ذكريات جميلة وبقوا على هذه الحالة حتى أشعرتهم بوجودي وكان اسقبال كاستقبال الكبار.
عرفت ان جدي ووالد هذا الشخص الشيخ الحميدي الدويش عاشوا أصدقاء لفترة طويلة ونشأت بين الاسرتين علاقات لايصفها القلم وكان عبدالعزيز طفلا عندما ذهب جدي من عندهم ولكنه لم ينس تلك الايام الجميلة التي عاشوها سوية.
أكرمنا الرجل وقام بواجب الضيافة على أكمل وجه.
لقد تعلمت من جدى معنى (عزة النفس) فلم أسمع أنه مد يده لأحد أو طلب المساعدة من أقرب الناس إليه. ولكن....
ولكن الاختبار الصعب الآن؟
عرض عليه الشيخ عبدالعزيز منزلا فخما ومزايا مالية ( شيك مفتوح) ومزرعة متكاملة وأي شيئ يطلبه يريده.
يارب سترك المجلس به رجال من عدة قبائل وعرفهم الشيخ على جدي وهذا الامر لم ولن أرضاه.
يارب سترك ماهو رد جدي؟ هل وهل وهل....؟ تساؤلات كثيرة.
بدأ جدي الكلام والارض ضائقة علي بما رحبت.
قال الله يكثر خيرك ياولدي (ما بقى بالعمر كثر اللي راح) أريد أن أقضي مابقى لي من العمر بين ربعي وجماعتي.
بيض الله وجهك ياجدي على عزت نفسك.
يرقد جدي ( عبيد بن قبلان السرحاني ) الان في المستشفى
وأسأل الله العلي القدير أن يعافيه وجميع مرضى المسلمين.
لقد تعلمت منك الكثير من معاني الصمود في مواجهة هذه الحياة.
لقد تعلمت معنى الكرامة وعزة النفس.
لقد تعلمت منك أروع الدروس وانت لاتقرأ ولا تكتب.
إنني مؤمن بقضاء الله وقدره وأسأل الله في هذا الشهر الكريم أن يلطف بحالك
إن ربي على كل شيئ قدير.
وآسف على الاطالة
