بسم الله الرحمن الرحيم
هل عندكم وضيفة
سؤال يتكرر علينا بشكل يومي وربما هو حديث الناس اليوم , فقد كثر الحديث عن الوظيفة والسؤال عنها حتى وصل الحد أن الكثير من الشباب لا يختلط بالناس ولا يحظر المجالس الاجتماعية خشية من هذا السؤال الذي جلب له الهم والبعد والعزلة عن الجميع حتى إن أحدهم لا يغلب عليه الجلوس مع رفاقه أكثر من والديه من شدة ما يعاني من الضغط الاجتماعي الذي حارب كل ما فيه من انجازات وطموحات , لقد ضاع شبابنا والسبب نحن فنحن الذين غرسنا فيهم البعد والجفاء عن المجتمع , نحن الذين ولدنا في نفوسهم الذل والخور والخوف النفسي الشديد , لقد ضاع شبابنا ونحن نعيبهم في كل مكان ونجرحهم وننقدهم وكان الأولى أن نقف بجانبهم ونمد لهم يد العون فيما يحتاجون , وكل ما رأينا شباب في الشوارع وعلى الأرصفة عيرناهم وربما ذكرنا كلمات لا يحسن ذكرها والنطق بها 0ووصل الحد حتى عند الصالحين وطلاب العلم , يقيم كلا منهم الأخر على مرتبته ووظيفته , على أن أبواب الرزق لا تقف عند الوظيفة وغيرها , وأني أعرف من الشباب من يحفظ القرآن كاملا وكذلك المتون العلمية ويستحضر من مسائل العلم ما لم يجمعها الذي يتخرج من الجامعة فمن أجل وظيفته المتواضعة لا يلتفت إليه ولا يعبر إن صح التعبير , فعلى أي شيء ستقف هذه السخافة والفوضى العارمة التي دمرت شباب الأمة وجعلتهم شباب ضعيف لا يستطع البناء بنفسه , لقد طغت علينا هذه المسميات حتى أشعلت العداوة بين الأسرة والقرابة , وشبابنا ولله الحمد فيهم خير كبير إذا فتشنا على قلوبهم , لكن المشكلة أننا نطرح قضايا الشباب ونحن لم ندخل في قلوبهم ونعرف ما يحتاجون , فغاية ما نبذل هو الاجتماع على كبسة لحم وشرب العصير والقهوة ومن ثم نأخذ عرض وطول نقد وتجرح في شباب الأمة ونلقي التهم على الأب وعلى الشارع وعلى الأصدقاء , وكل هذا كلام فارغ لا خير فيه ولا يصل إلى نتيجة مرضية ولن يسمعك الشاب في الشارع ولن يدري عن حديثك ولو تكلمت حتى الصباح , والسبب أنك مجرد ما تخرج من الباب وأنت وأسرتك الكريمة تمر بسيارتك وتجد مجوعة من الشاب على الرصيف تبدأ تتعوذ منهم كأنهم شياطين وتسب وتشتم وربما واحد من هؤلاء الجلوس يتوب ورجع إلى الله ويصبح خير منك , فإلى متى ونحن نضحك على أنفسنا , إلى متى والقنوات الفضائية تدندن على رؤسنا كأننا قطيع من الغنم لا نعقل ولا ندرك , إلى متى ونحن نسمع التصريحات الواهية في تحسين وضع الشباب السعودي , وخادم الحرمين الشرفين حفظه ورعاه يقدم عطاءه الوفير للشعب وهؤلاء كأنه هو صاحب الشأن وحامي بيت المال وأدرى بصالح الناس , إن الدولة السعودية هي أغنى دولة في العالم فهل تعجز عن سد حجات الشباب وتوظيفهم , لقد تعبنا من العبرات الكاذبة التي جلبت وجع الرأس , يجب على الشاب السعودي أن يعمل , يجب على الشاب السعودي أن يعمل , أين يعمل والمدير فلبيني , وسوري , ومصري , وتركي , أين يعمل والدوائر قد سكرت في وجه ولا يدري أين يذهب , لقد تعبنا من بطانة السوء الفاسدة التي حرمت الشباب حقوقهم وحريتهم , فيعجز الشاب عن الزوج بل يهرب منه خشية الأعباء والحمل المترتب عليه , لقد ضاع الشباب ونحن الذين ضيعناهم بأيدينا , ولا نحتج أن الشباب لا يحبون العمل , بل والله يحبون العمل إن تيسرت الفرص والواقع يشهد بذلك , فدعوا الشباب بحالهم وإذا لديكم ما ينفعوهم فقدموه وإلا كفوا الكلام عنهم , ودعونا من المسميات الداخلة علينا التي فرقت الصف وجلبت البعد , ( أين وظيفتك أين تعمل ) لا تسأل عن وظيفتي بل قدم لي ما ينفعني إن كنت تحبني وإلا السكوت خير لك من الكلام , نعم قدم الخير لأخيك المسلم ودع عنك هذا السؤال عن الوظيفة والعمل , إذا كنت تعلم أني لا أعمل فلم َ تسألني ؟
مدوا أيكم للشباب , ساعدوهم فهم بحاجة ورحم الله امرأ وقف مع أخيه في حاجه له , فأيها الداعية وطالب العلم الحمل العتب عليك أولا قدم ما ينفع أخوانك من هدايتهم والشافعة لهم في سد حاجتهم وصون كرامة أنفسهم عن الناس , قدم بما تستطع ولا تعجز وتذكر فضل السعي في حاجة المسلم بتفرج كربته وقضاء حاجته والله معك بحفظه ورعايته , إما أنتم يا من ضيقتم على شبابنا أقول لك الله الموعد , والسلام عليكم ؟
شكر الله لكم حسن القرآة لكم مني أطيب تحية ؟ دمتم برعاية الله
