أثار المعاصي على العبد
وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة مالايعلمه إلا الله فمنها
حرمان العلم فإن العلم نور يقذفه الله في القلب والمعصيه تطفئه00
وحشه يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله لاتقارنها لذة أصلا00
وحشه تحصل بينه وبين الناس لاسيما أهل الخير والصلاح00
تعسير أموره فلايتوجه إلى أمر إلا ويجده مغلقا دونه أومتعسرا عليه00
ظلمه يجدها في قلبه حقيقه يحس به فتوهن قلبه وبدنه وتحرمه الطاعه00
المعاصي تقصر العمر وتمحق بركته إلى الأبد والعياذ بالله00
المعاصي تزرع أمثالها ويولد بعضها بعضا حتى يعز على العبد مفارقتها00
وهي من أخوفها على العبد 00 أنها تضعف القلب عن إرادته فتقوى المعصيه وتضعف التوبه00
ينسلخ من القلب استقباحها فتصير له عادة حتى يفتخر بالمعصيه فلا يعافى0
تطفىء من القلب نار الغيره وذهاب الحياء الذي هومادة الحياة للقلب0
تدخل العبد والعياذ بالله تحت لعنة رسول الله صلى الله عليه وسلم0
حرمان العاصي من دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوة الملائكه الكرام المستغفرين للمؤمنين00
تستدعي نسيان الله لعبده وذلك هو الهلاك قال تعالى(ولاتكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون) الحشر19
الذنوب إذا تكاثرت طبع على قلب صاحبها فكان من الغافلين قال تعالى ( كلا بل ران على قلوبهم ماكانوا يكسبون)
ومن عقوباتها مايلقيه الله سبحانه من الرعب والخوف في قلب العاصي فإن الطاعه حصن الله العظيم00
تخون العبد في لحظات العسر والشده وخاصة عند الاحتظار فتسوء الخاتمه00
آثار ترك الذنوب والمعاصي (في الدنيا)
قال ابن القيم رحمه الله ( سبحان الله رب العالمين ! لولم يكن في ترك الذنوب والمعاصي إلا
إقامة المروءه وصون العرض وحفظ الجاه وصيانة المال الذي جعله الله قواما لمصالح الدنيا والآخره ومحبة الخلق وصلاح المعاش وراحة البدن وقرة القلب وطيب النفس ونعيم القلب وانشراح الصدر والأمن من مخاوف الفساق والفجار وقلة الهم والحزن وعز النفس عن احتمال الذل وصون نور القلب أن تطفئه ظلمة المعصيه وحصول المخرج له مما ضاق على الفساق والفجار وتيسير الرزق عليه من حيث لايحتسبه وتيسير ماعسر على أرباب الفسوق والمعاصي وتسهيل الطاعات عليه وتيسير العلم والثناء الحسن في الناس وكثرة الدعاء له والحلاوة التي يكتسبها وجهه والمهابه التي تلقى له في قلوب الناس وانتصارهم له وحميتهم له إذا أوذي أو ظلم وذبهم عن عرضه إذا اغتابه مغتاب وسرعة إجابة دعئه وزوال الوحشه التي بينه وبين الله وقرب الملائكه منه وبعد شياطين الإنس والجن عنه وتنافس الناس على خدمته وخطبتهم لمودته وصحبته وعدم خوفه من الموت بل يفرح به لقدومه على ربه ولقائه له ومصيره إليه وصغر الدنيا في قلبه وكبر الآخره عنده وحرصه على الملك الكبير والفوز العظيم فيها وذوق حلاوة الطاعه ووجدان حلاوة الإيمان ودعاء حملة العرش ومن حوله من الملائكه له وفرح الكاتبين له ودعائهم له كل وقت والزياده في عقله وفهمه وإيمانه ومعرفته وحصول محبة الله له وإقباله عليه وفرحه بتوبته)
آثار ترك الذنوب والمعاصي( إذا مات العبد)
تتلقاه الملائكه بالبشرى من ربه بالجنه وبأنه لاخوف عليه ولايحزن وينتقل من سجن الدنيا وضيقها إلى روضة من رياض الجنه ينعم فيها إلى يوم القيامه00
آثار ترك الذنوب والمعاصي ( في الآخرة)
إذا كان يوم القيامه كان الناس في الحر والعرق وهو في ظل العرش فإذا انصرفوا بين يدي الله أخذ به ذات اليمين مع أوليائه المتقين وحزبه المفلحين وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم00
فطوبى لمن ترك الذنوب وكما قال الحسن البصري
( يابن آدم ترك الخطيئه أيسر من طلب التوبه)
جزى الله خيرا من قام بكتابة هذه الفصول من كتاب شؤم المعصية للشيخ الدكتور عبدالله السدحان.
اللهم اغفر لنا وتب علينا واعفو عنا وارحمنا ولا تهلكنا بذنوبنا إنك غفور رحيم.