في أحدى الليالي الباردة الهادئه صرخات تعلو.. ونداء لا يسمع
وصدى صوتهم يخبرهم بأنهن وحيدات لا أخ ولا أبن عم أو قريب [غرباء بالمدينة ]
دموعاً تنساب ,, لم تجد أصابع قوية حانية تمسح دمعها ولا نفس تواسيها وتهدي روعها ,, أحست باليتُمِ والوحده
مشاعر قاطنه ترتجي الرحمه ,, تخفض صوت بكاء حتى لا تُزعج الروح أليأسه ,, عيون خائفة تنظر للشارع من النافذة
تأمل بأن ترى شخصاً أو سيارةً ولمْ تره عيناها الباردتين سوى ليلة كئيبا غامقا كان القمر نه شبه مظلما ,, فأيقنت بأن الغد مؤحش ومظلما
مازحهم وكلمهم وصرخ عليهم .. وبعدها سقط مغشي عليه .. لم يكن يشتكي من وعكه صحية .. فسقط الأب والزوج والأخ والعم والخال ...وما إن الدقائق تُجر بدموع وألم وصلاة ودعاء ضُرب جرس الباب في أخر الليل .. هُرعنّ للباب ليرون المّنقذ وكيف أجاب النداء؟؟
يا الله ماأجمل إن تنادي وتجدْ من يسمع نداك يا الله كم أنت لطيف رحيم,, اللهم لك الحمد والشكر أجبت دعائهم وأسكنت من روعهم
يالله كم أنت روؤف رحيم ,, أبكتيهم حتى يدعوكـ ورفعوا أيديهم لك فأجبت لهم الدعاء يالله كم أنت قريب تسمع الشكوى وتكشف الضر وترفع الهم ضرب الجرس مرة أخرى و بصوت الفارس المنقد ,, صوته كان معروف لديهم
كان يسكن بمنطقه أخرى ..إنه القدر أن يسقط والدهم تلك الليلة
إنه القدر لو مات أمام أعينهم تلك الليلة حفظه الله لزوجته وبناته
أنهُ القدر بان لم يجدوا من ينقذ والدهم في ليلة باردة الكل فيها غائب
ولكن الرحمة أرسلت لهم أبن عمهم تلك الليلة نعم إنها الرحمة التي تجعل أبن عمهم يطرق الباب تلك أللحظه
غاب عنهم أكثر من ثلاث سنوات قادتهُ الرحمة إلى منزل عمه بعد منتصف الليل, كان ملك الرحمة التي نزلت من السماء أصعب شعور عندما تشعر بقسوة القدر عليك وأجمل الشعور عندما تشعر برحمة القدر عليك
فقد شعرت بهما. عندما فُجِر بي الغاز قبل شهرين عندما فتحت باب الفرن سمعت دوي هز مطبخنا وعن يمنيني ويساري وفرقي نار ,, بل أحسست بإنها اخترقني بل دفعني الغاز المتسرب بعيدا لأُصدم بالدولاب وخالتي تجرني لخارج المطبخ كنت أشعر بالنار تسير بي ,, أبتعد عنهم حتى لا أحرقهم فكنت أشعر بالنار تسير بي كنت أحترق كان من حولي ينظر إلي وثم يصد عني فالجميع يتجنب النظر إلي أيقنت حينها بأنني مشوهه مُفحمه كنت أرفض أن أسرق النظر خوفا إن أري يدي مرمية هناك عجزت إن أنظر لنفسي فأري جلدي كجلد الأفعى ,, خشيت أن أتفقد نفسي فأجد عضوا مفقودا يقولون أنني بخير فلمْ أصدقهم لأني رأيت نفسي بين النار وكيف كان يفصلني عما حولي .. أقفلت عيني أهرب نظراتهم بل أهرب من نفسي.. قادتني ابنة عمي حتى أوضي سمعت صرير الماء ففتحت عيني ..فأرى نفسي كما أستقيظت بالصباح.. رأيتُ نفسي كما كنت بالأمس ألمس شعري فوجدته كما سرحتهُ ظننت أن لم ينفجر الغاز ني أنه كابوس راودني رفعت يدي لألمس وجهي فأرابت جزء صغير لمسهُ النار.. علمت بأنه لم يكون كابوساُ بل أنه رحمة القدر
اللهم لك الحمد كما ينبغي جلال وجهك الكريم وعظيم سلطانك
اللهم كنت قد كتبت لي الموت أو أن أكون مشوهه بذلك النار ولكني برحمتك نجيت
أني أسالك برحمتك أن ترحمني وترحم والدي وأهلي والمسلمين جميع من نار جهنم فأنت أرحم الراحمين
دمتم بحفظ الرحمان
