وعفافٌ هذه..من بيننا..حينما..أقبلت..وهي.... :
تخطُ الأرض رجليها..
أقبلت..
وهي ترحل..
بعدما كانت شموسُ الطهُر طوعاً في يديها..
ترنو وصل الشمسِ درباً يبتدي منها إليها..
أقبلت..
وهي تذبُل..
تمتطي وهم الحياة ..تنطقُ حرف الألم :
قد بكيتُ الدين لهواً..عندما زلت قدم..
أقبلت..
وهي تذبل..
لم أجوع لآكل من رزقِ ثديي..!!
قد عييتُ اليوم أمري أني كنتُ لستُ أعيي!!
وهي تذبل..
هل تُراني اليوم أرحل..؟؟
قد أتيتُ..من رحيلي..
ورحلتُ حيث أُقبل..
ووأدت الطُهر طفلاً..
من رحيق الدين ينهل..
كان أمسي..
مصحفٌ بحجم كفي..
كان طفلاً..
يستقي همساً بهمسي..
تصرخ حرف الألم:
وهي تذبل..
عفّتي ..عِفتي حياتي..
قد نسيت اليوم ذاتي..
لست أعيي..!!
إلا جُرحاً يصطلي بشواظ بؤسي..
يـــــــــا لبؤسي..!!
عفّتي..
عِفتي صلاتي..
يومها كفنت ذاتي..
لست أحلم بالعفاف..
فأنا لست عفاف..
بل أنا..
بل أنا ظِل الألم..
حينما أبكيه دم..
تقوله..وهي تذبُل..
شمعــةٌ..
لاتعرف نـور الضياء..
فاحتراقُ الطُهر فيها لوث ماء الحياء..
بعدما كانت شموس الطُهر في يديها..
أصبح الدربُ كئيباً ينتهي منها إليها..
لم يعد للشمس نور..
لم تعد فيها الحياة..
فلقد..ماتت عفاف..
( معتز الشــمـالي )
