مقامات البلوي / مقامة الاختبارات
عودة لكم مع :
مقامات البلوي الطبية..
أهديكم هذه المقامة بعد
تخرجي ولله الحمد من الكلية ..
.
.
.
مقامة الاختبارات
....................
قال سالم بن حمدان :
وتذاكرنا مرة أنا وأبو الغريب ..
الكلية أيام الاختبارات والمذاكرة لها !!
فقال أبو الغريب : أووووووووه ..
والله إنها لمتعة الأخبار ..
ورائعة الأذكار ..
تلك أيام الامتحانات والاختبار ..
وكان صاحبنا أبو الغريب هذا ..
له في المذاكرة طقوس غريبة !!
وحالات عجيبة !!
شيء منها عاصرته وعايشته ..
وشيء منها انفرد هو به لوحده !!
فقلت له :
هات .. هات ..
فقد طاب الحديث ...
وركائبه قد ثرن لسير حثيث ..
فتنحنح أبو الغريب ..
وكان حفظه الله ..
إذا أراد أن يستهل كلاماً ..
ويخوض غمار الحديث .:
تنحنح تنحنحته الفريدة !!
ثم اتكأ اتكائته المشهودة !!
ونسف شماغه على عقاله بطريقة مميزة جديدة ..
ثم انطلق ..
فقال :
كان برنامجي اليومي في الاختبارات ..
ينقلب ..
رأساً على عقب !!
.
.
تنقطع الارتباطات ..
.
.
وتوقف الاتصالات ..
.
.
وتجمّد العلاقات ..
.
.
والمواعيد .... لا مواعيد ..
.
.
والمشاريع .. لا جديد ..
.
.
والدوام فليحلموا .. بالدوام ..
.
.
ثم يعاد تشكيل النوم ..
فيكون :
عشاء ثم ( شلفوحه ) !!
إلى الثانية عشر ..
ثم مذاكرة ..
إلى السابعة صباحاً ..
ثم نوم إلى الظهر ..
صلاة فغداء فشلفوحة .. فالعصر ..
مذاكرة إلى العشاء ..
وهكذا ...
ومثلكم لا تخفى عليه المعاني والألفاظ ..
فلا يحار ولا يغتاظ !!
من ذِكْر لفظ أصيل ..
كلفظ ( شلفوحه ) :
فهي .. تعني النومة القصير ..
مأخوذة من قول الشاعر النبطي :
النوم ساس اللوم بان الردى به ..... ومن دور الطولات نومه ( شلافيح )
قلت : وشلافيح جمع والمفرد شلفوحه .!!
.
.
.
ثم هناك لكل فترة من البرنامج اليومي تفصيل ..
أسرده عليكم بلا تطويل :
الليل :
.
.
وأنعم به سميراً ..
صاحب النسيم العطر ..
الذي يبعث البهجة والسرور ..
ولذا كنت مثيراً ما أخرج في الليل الأليل ...
إلى البحر لأستقر في مكان مختار ..
وأستغرق في الدراسة والاستذكار ..
والفجر :
.
.
الدلة والفناجيل ..
والبن والهيل ..
تداوي القلب العليل ..
وتحيي روح النشاط في الكسول ..
وكنت أتفنن في تحضيرها وحكرها ..
حتى أن الجيران ليتهافتون على رائحتها الزكية !!
ثم العصر :
.
.
وفيه يروق العقل ويهدأ ..
ويطلب الشاي المخدر الثقيل .!!
إن بنعناع أو بلا ..
.
.
.
وهكذا .. كنت أذاكر !!
.
.
ثم لتعلموا . رحمكم الله :
أن المذاكرة ..
كيف ومزاج ..
وتركيز بلا انزعاج ..
ولذا كنت أضع بجواري .. كتب الشعر والأدب ..
وأجعللنفسي مكافأة لأحتسب ..
إن قرأت كذا وكذا من الصفحات ..
أن أقرأ ورقتين من الشعر بالمقابل !!!
.
.
وللفكر سنحات ..
وللخاطر سبحات ..
وللمشاعر خطرات ..
.
!
.
وللشعر ورود ..
وليس له عن العقل سدود ..
ولا حدود ..
ولا صدود ..
!
!
فكم من خاطرة
نثرتها وسط المذكرات ..
.
.
وكم من قصيدة
نظمتها على هامش الصفحات .
.
.
كثير ... كثير والله ..
وسبحان الله ..
.
.
والحمد لله
الذي بنعمته تتم الصالحات ..
.
.
