رابط الصحيفة :
http://www.bly-tribe.com/bly/articles.php?action=show&id=17
(1)
قريباً يتجدد اللقاء المنتظر،هناك، حيث تراهم العين أفواجاً متجهين
من مشارق الأرض ومغاربها ، صوب اشرف البقاع وأطهرها .
في قلب – مكة - الزحام حيث يعلو صوت الحجيج بذكر الله ،
وتصطحبهم السكينة والخشوع ، يمنون النفس بالعتق من النار،
ويرجون الله الأجر وحصد الثواب، كيف لا وأنس ابن مالك رضي الله عنه :
كان يقول أيام العشر : " بكل يوم ألف يوم ، ويوم عرفة عشر آلاف يوم ". قال يعني ( في الفضل ) .
(2)
ما أجملها من إطلالة، وما أصدقها من مشاعر، وما أندرها من لحظات ،
وما أروعه من منظر يتخلله البياض الناصع الذي يوحي للعالم قاطبة إن هذا المجمع الكل فيه سواسية والكل فيه يطلب الله العفو والعافية .
إن تلك الجموع الملبية اعتنت كثيراً بالوصول للمناسك،
ودفعت الكثير من أموالها، والكثير من وقتها كي تبتهج النفوس
لمرضاة وجه الله، وكي يحل الثواب والأجر بإذن الله .
(3)
لكن نرى من بعضهم خلاف ذالك ، بل منهم – الأسف - لم يحرص
على تعلم كيفية تأدية المناسك بالوجه الكامل،
سوا كان متكل على مشرفي الحملات،
أو ينتظر الإرشادات في ارض الواقع ،
وهذا الفعل ربما يفضي إلى مشقة على البدن ونقصان في الأجر،
لذلك ينبغي تجنب الرفث والفسوق والجدال بالباطل .
(4)
في الواقع – الآن - نحتاج لعمل مكثف في المساجد والشوارع،
والأسواق،ونحذرهم من الوقوع في البدع،
ونبين لهم السنن من الواجبات،
كي يستسهل لهم الأمر ويخرجون من دائرة الإخلاف،
ويخرجوا منها بأجر كبير وتفغر لهم ذنوبهم ويصبحون
من الذنب كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه ) .
