بيت الشعر البدوي ..؟؟
السلام عليكم
الى الذين إبتعدوا عن حياة الأباء والأجداد..
بيت العز والكرم والأصالة بيت الشعر ...
رغم تراجع إستعماله في السكن والمناسبات
فإن بيت الشعر البدوي مازال يعتبر رمزاً للعزة والكرم
والنخوة والأصالة والتراث وهو موروث شعبي تناقلته الأجيال
عن الآباء والأجداد حتى يومنا هذا في السكن صيفا وشتاء
واستقبال الضيوف وإقامة الأفراح والأتراح ..
وبيت الشعر يصنع من صوف الغنم وشعر الماعز ووبر الجمال
ويضاف الى الصوف أو الشعر أو الوبر وقليل من القطن لإضفاء
لمسة جمالية على القطع التي يتشكل منها فيتحمل الصيف
اللاهب والبرد القارس والمطر المنهمر كون المواد المصنوعمنها
تتشكل مع بعضها البعض لتؤلف لحمة جيدة لأجزائه
تأقلماً كبيراً مع جميع الظروف المناخية التي تمر به ..
ففي الصيف يشعرك بالبرودة وفي الشتاء يمتاز بالدفء كما انه
في حال إنهمار المطر تغلق المسامات الموجودة في مجموعة
الشقق المصنوعة من الشعر والصوف مفردها " شقة "
وتمنع الدلف داخل البيت لتؤمن مأوى آمنا لساكنيه ..
ومكونات بيت الشعر لاتخفي على العارفين به
إنما نستعرضها هنا لمن لايعرف مما يتكون
فالجزء الرئيس فيه هو مجموعة الشقق وهي سقف البيت
والرواق هو الجنب أما السقالة فهو ما يأتي اسفل الرواق
والطريق و وظيفتها حماية أجزاء البيت من التلف ..
أما "الساحة أو المعند " فتفصل بين الشق
" مجلس الرجال " والمحرم " مجلس النساء "
ويوضع الخيش في بعض البيوت على الأرض كفراش ليفصل
بين بيت الشعر والأرض ولحمايته من الأحتكاك والبرودة
في الشتاء ولإضفاء شيء من النظافة والرتابة ..
ويسمى بيت الشعر بعدد أعمدته , فالخربوش يحتاج الى عمود
واحد رئيسي ويتضاعف العدد بكبر سعته فهناك البيت المدوبل
ذو العمودين , والبيت المثولث ذو الثلاثة أعمدة
والمروبع والمخومس والمسودس , وأكبرها هو المسوبع ..
وعادة ما يكون بيت شيخ العشيرة من أكبر البيوت الموجودة
في القبيلة أو " العرب " ويطلق عليه " الشق " الذي يجمع
ساكني العشيرة ويكون دائماً المكان الذي يتم فيه
أستقبال كافة الضيوف القادمين الى العشيرة بشكل عام ..
ويستعمل في بيت الشعر أدوات لاغنى عن ذكرها هنا
فهناك " العلو أو العدة " الذي تحفظ فيه اللحافات وفرشات الصوف
و" الصاج " الذي يستخدم لصناعة الخبز " الشراك " أو " اللزاقيات "
وهي حلويات شعبية , و " المركبة " التي توضع عليها
" القدر " للطهي و " الجورة " التي توقد فيها النار وعادة
ما يكون منها إثنتان واحدة في الشق والأخرى في المحرم
ودلال القهوة التي تنصب دائماً في جورة الشق وبجانبها
" المحماسة " وهي صحن معدني متصل بيد معدنية طويلة
وتستخدم لتحميص القهوة , و " العدل " وهي عبارة عن كيس
كبير مصنوع من خيوط الصوف وتستخدم لحفظ
الطحين والقمح و" الجونة " المصنوعة من عيدان القمح
في سنوات الغلال ويحفظ فيها الخبز ..
ولابد من وجود أدوات لحفظ الماء والزبدة والسمن مثل
" الركاية " أو " الجود " لشرب الماء و " المرو "
لحفظ السمن و " المزبد " لحفظ الزبدة .
وأكثر ما يهتم به البدوي أو ساكن بيت الشعر " الخرج "
الذي يوضع على ظهر الفرس وعادة مايكون مصنوع من
خيوط الصوف الملونة والمزركشة بألوان جميلة ليحمل
أمتعته فيه عند السفر بصحبة بندقيته التي تكون في الغالب
محفوظة في بيت خاص بها يحملها على كتفه ..
وأجمل ماقيل في بيت الشعر من شعر في قول
ميسون الكلبية عندما تزوجها رجل غني وأسكنها في
قصر منيف ولم تطق العيش فيه بل وحنت الى بيت الشعر.
فأنشدت تقول :
لبيت تخفق الأرياح فيه
أحب إلي من قصر منيفِ
ولبس عباءة وتقر عيني
أحب إلي من لبس الشفوف .
والحديث يطول عن بيوت الشعر وعادات البدو
ولنا لقائات أخرى بإذن الله..
ولكم تحيات
ماجد البلوي
