يقول الله تعالى:{ لتبلوّن في أموالكم وأنفسكم ولتسمعُنّ من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذىً كثيراً وإن تصبروا وتتقوا فإنّ ذلك من عزم الأمور}[ آل عمران الآية 186]
فالآية تحدد ثلاثة أنواع من الابتلاء : المال، والنفس، ثم الابتلاء من أعداء الإسلام الذين لا يكفون عنه في كل زمان ومكان يسبّونه ويحاربونه ويشوّشون عليه،ويثيرون الشبهات حوله. ثم ذكرت الآية ما يجب على المسلم تجاه هذه الابتلاءات، ألا وهو الصبر ، وذلك لأنه وصية الله تعالى لأولي العزم من الرّسل ، حيث قال تعالى:{ فاصبر كما صبر أولو العزم من الرّسل ولا تستعجل لهم كأنّهم يوم يرون ما يوعدون
والواجب الشرعي على من ابتلاه الله أو ابتلى عزيزاً لديه بنقص أو آفة أو إعاقة الاعتقاد بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه ؛ فإنّ القضاء مكتوب قبل أن يخلق . قال تعالى:
{ ما أصاب من مصيبة إلاّ بإذن الله ومن يؤمن بالله يهْــدِ قلبه والله بكل شئ عليم } سورة التغابن الآية11]
فإذا استقرّ في نفس المسلم الإيمان بقضاء الله وقدره ، وأن الذي أصابه لا بدّ أن يصيبه ، فإنّ نفسه تهدأ ، وقلبه يسكن ويكون هذا بداية ومقدمة للرضا بقضاء الله وقدره.
2 ـ أن يوقن بأن الله إذا ابتلى المؤمن فلأنه يحبه ويؤثره على غيره ممن لم يبتله؛ ولذلك كان الرسل أشدّ الناس بلاء ، وأكثرهم تحمّلاً للأذى وصنوف الغمّ والكرب العظيم ، كما قال صلى الله عليه وسلّم : (( أشد الناس بلاء الأنبياء ثمّ الأمثل فالأمثل فيبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان دينه صلباً اشتدّ بلاؤه ، وإن كان في دينه رقّة ابتلي على حسب دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة )) رواه الترمذي وابن ماجة وصححه الألباني.
ومن الكفار من عاش سليماً قوياً مجتمع الخلق ن حتى قصمه الله مرّة واحدة كما جاء في الحديث : ((مثل المؤمن كالخامة من الزرع تفيئها الريح مرّة وتعدلها مرّة ، ومثل المنافق كالأرْزَة لا تزال حتّى يكون انجعافها مرّة واحدة)) متفق عليه
وخلاصة الأمر : أن المؤمن إذا كان محلاً للبلاء من مرض أو نقص أوإعاقة فهو محل لرضوان الله وإيثاره له، ولذلك قال رسول الله صلى اللعه عليه وسلّم( من يرد الله به خيراً يصب منه)) رواه البخاري.
3 ـ أن يعلم هؤلاء الأصحاء أن ما يرفلون فيه من صحة ومن ضروب النعم والخير ما هو إلاّ من فضل الله وجوده وكرمه نعمة فمن الله}
ـ ليعلم صاحب الإعاقة أن ما يعانيه لا ينقص من كرامته ، كما لا يحط من قيمة الحياة ؛ لأن الإعاقة الحقيقية هي تلك التي تصيب دين المسلم وخلقه ن وبمعادلة بسيطة يقارن الإنسان بين فقد البصر مثلاً وفقد الشرف، ويقارن بين بتر اليد أو الرجل وبين بتر الكرامة والأخلاق وتشوّه الدّين والضمير، إن تلك المقارنة لتحمل على الحمد والرضا بسلامة صاحب الإعاقة الجسدية من الإصابة بإعاقة النفس. قال تعالى: { فإنّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}
مقتبسات من كتابات الدكتور تمنيتها للاضافه اختي الغاليه لكتاباتك التي تلامس الاحسآس من جد,,,تقبلي خالص ودي
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,
إعداد/ الدكتور/ عمرمحمدأحمدالأمين
كلية الآداب/ جامعة الملك سعود / الرياض
المفضلات