الأنسان والمخدرات

يجب على الأنسان العناية بجسمه فصحة وسلامة الجسم أمر مهم لكي يستطيع الإنسان القيام في مهامه الحياتية والإجتماعية والدينية , لقد حرص الدين الإسلامي على أمر العناية بالجسم ولقد ورد لفظ الجسم مرتين في القرآن الكريم المرة الأولى في ذكر طالوت قال تعالى :
( قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم )
والمرة الثانية في ذكر المنافقين قال تعالى (وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون )

وزينة الجسم هو العقل ودليله ومرشده فالعقل معناه عقل الشيء وفهمه, والعاقل هو المدرك للأمور وهو من عرف الخطأ من الصواب .
لاتستقيم حياة الانسان الا بالعقل فلقد ورد في القرآن الكريم تسع وأربعين آيه عن العقل وقال الغزالي أن ثلث القرآن يتحدث عن العقل ويكاد يجمع العلماء المسلمين على أن القرآن كله يتحدث عن العقل .
والعقل والجسم كل منهم مرتبط دوره بالآخر والشيء المؤثر بالعقل يؤثر على الجسم
فمثلاً تعاطي المخدارات تدمر العقل والمشاعر والسلوك والجسم .
وعندما يتعاطى الأنسان المخدرات يصرخ فيه عقله ويقول ( أرجوك عود إلى حياتك الطبيعية ولاتدمرني)
لأن الأنسان عندما يتعاطي يصبح في دوامة من المشاعر المدمرة والمشاكل التي تجتاح كيانه
فتفقده تواصله الاسري والأجتماعي.
ويبدأ الخوف يزحف نحوه ويقتلعه من جذوره ويفقده الثقة بكل من حوله ويشعره بقلة الحيلة ويفقده الثقة حتى بنفسه .
ويزرع الشك في ذاته ويصاب بالكسل والخمول وبالأرهاق الشديد ويفقد عمله ولايستطيع التواصل مع من حوله ويشعر بالندم وفقدان الروح المعنوية والدونية عندما يرى اصدقائه يتقدمون في وظائفهم ويواصلون دراستهم ويعيشون حياة طبيعية ويشاركون بكل نشاطات المجتمع
ومتعاطي المخدرات يجد صعوبة بالإعتراف بصراحة حتى لنفسه مما يؤدي به إلى الهاوية وتفسد مجرى حياته لما تخلق له من مشاكل كثيرة وتمنح المخدرات لمتعاطيها شعور زائف وغير حقيقي
بأنها تمحي مخاوفه وتساعده على التواصل مع الناس بل هي تدمر عقله ومشاعره وسلوكه وتدمر حياته وتقوده الى التفكير الغير منطقي والواقعي .
وتحرمه من المشاعر الحقيقة التي تدفع حياته إلى الامام وتمكنه من العيش باأنسانيه .

الله يعطيك العافيه
ومشكووور

رائع
مقال مميز
والجسد أمانة كما أن العقل أمانة يجب المحافظة عليهما .

حفظنا الله وأبنائنا بخفظه