عفواً أيتها الكتب ,

أضيع ُ بين صفحات الكتب ,

أقرأُ وأقرأ ,

أبتعدُ في كل مرةٍ عن ذلك العالم ,

الهادىء ,

الجميل ,

العالمُ الذي وجدتُ فيه أجمل أيامي ,

إلى أن نسيتُ أنني قد كنتُ يوماً ,

أستجيبُ بفرح ٍ لنبضات قلبي ,

أكتب ,

أرسم ,

لتخرج تلك اللوحة بكامل روعتها ,

حتى أشعر برغبة لصياغة أخت لها ,

أتأملها ,

فأحفظها في أكثر الأماكن أماناً ,

في (ذاكرتي).


كنتُ أظن أن الكتاب لا يمتلك الروح الخفية ,

التي تسيطر على العقل والفؤاد معاً ,

لتتولد الفكرة ,

فتصبح صديقة قريبة لنا,

هكذا ظننتُ الكتاب ,

أوراقاً متراصة لاتنطق ,

إلا لوقت قصير ,

ثم تغيب في محيط الصمت ,

نحو عمق ٍ بعيد ,

بعيد جداً .


نظرتُ نحو المرآة ,

فوجدتُ روحي ,

مختلفة- قليلاً-

هنا ,

أغلقتُ الكتاب ,

عدتُ من جديد ,

أفتح نوافذ عالمي,

أنادي السرور ليُقبل ,

فتحتُ جميع الأبواب ,

وزرعت في كل طريق ,

ورداً أحمر ,

وفوق هامتي ,

وضعتُ الياسمين ,

ناديتُ القلم والأوراق :

فلنبدأ رحلة ,

من داخل أعماقي بدايتها ,

وحيث تكون ألوان الفرح ,

ستكون أولى محطاتي ,

فيا أيتها الكتبُ عفواً ,

امنحيني ,

إجازة قصيرة ,

فقط .


رياض الجنان

....