رغــم مرور فترة طويلة على استماعي لهذا الحديث الشيق و النافع

إلا أنه لا زال صداهـ يتردد في أذني .. اعترف لكم أنه كان له الأثر الطيب

في تعديل بعض المفاهيم السلبية لدي و لله الحمد .. و قد سبق لي طرح هذا المقال

لكن و لأنني لمحت من مقالات بعض الإخوة هنا نبرة الحزن و القلق

فأحببت أن أنقحه و أعيد تنزيله من جديد لعل أن تصلهم الفائدة كما وصلتني

و تمركزت في ذاتي ..


تمر بنا لحظات بها يكثر القلق والتفكير .. ونكون عُرضة

للضغوطات والإرهاق ... نتيجةٌ لما سبق يتولد لدينا

الإحساس بالقلق والتوتر ..

والقلق أمر طبيعي لدينا جميعاً لكنه قد يتحول إلى مرضٍ نفسي

إذا استفحــل أمره وتجاوز حده الطبيعي


و بهذه المناسبــة سأذكره لكم ..ذلك الحديث الذي أعجبني جداً

للدكتور / عبد الله الملحم .. استشاري الطب النفسي .. يتحدث فيه عن القلق


وكيف لنا أن نــدع القلق ونبدأ الحياة ..


يقول /انفضهــا و اصعد ... ماذا يقصد بهذه العبارة ؟؟؟


سوف أسردها لكم حسب ما وصلني آنذاكـ ......!


يعني بها أن المشاكل إذا اجتمعت عليك ... حاول أن لا تستسلم

لها ولكن استجمع قواك و كن قادرًا مواجهتها .. لتنفضها عنك ومن ثم

تصعد عليها وتنجح في التخلص منها لأنك إن استسلمت لها وعجزت

عن مواجهتها سوف تتكالب عليك المشكلة تِلو الأخرى .. حتى تُخار قواك

وعندئذٍ تقف ضعيفاً هزيلاً أمامها فتنهال عليك الأمراض من كل صوب..

والمشــاكل التي تسبب لنا القلق تبدو أمامنا كبيرة ولو فكرنا قليلاً

به لوجدناها أبسط مما نتصور فنحن من بيدنا تكبيرها أو تصغيرها

كما نقول ( صعبها تصعب .. هونها وتهون )


و إذا تذكرنا الآن مشاكل أو مواقف مرت بنا في العام الماضي في أوانها

تسببت لنا في حالات مُشبعة بالقلق والتوتر لسخِرنا من أنفسنا ولاكتشفنا

مدى تفاهة تلك المواقف وأنها كانت لا تستحق كل ذاك القلق والتفكير ...


إذن من أجــل أن ننشــد الراحة والطمأنينة وننأى بأرواحنا

بعيدًا عن القلق أمامناعدة أشياء لابد من التـوقف عندها .../


***أن نكون على صلة قوية بالله سبحانه وتعالى ..

فالأيمان مطلب أســاسي للتخلص من مشكلة القلق...

والحرص على قراءة كتاب الله والإكثــار من ذكره .



***أن لا نـُعطي الأمور أكبر من حجمها ونجعل(من الحبّــة قُــبّة)



***من يشعر بالقلق بالإضافة إلى ماسبق وخاصة إذا زاد عن حده لا بد له من

مـراجعة استشاري نفسي وهذا ليس عيبًا أو نقصًا كما يراه البعض ...

وإنما جعل الله لكل داءٍ دواء.



,

,





وقفةٌ أخيرة /


إنه لايـوجد في هذه الدنيا من تصفو له الحياة فقد قال

الله تعالى ((ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من

الأموال والأنفس والثمرات وبشِّر الصابرين)سورة البقرة آية (155)

أي أن كل مؤمن في هذه الحياة مُبتلى بما يكتبه الله له ...

وهنيئاً للصابرين فـلا داعي للقلق .. وعش يومك .. و لن يساعدك الناس

إذا أنت لم تساعد نفسك ..





نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


همســة //


لا يوجد في الحياة مايستحق القلق و التفكير طالما أنت إنسان مؤمن

و وهبك الله صحــة و عافية .. فلا عليك عش يومك و ألقي بحمولك

على من يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور ..


و تذكر قول الشاعر //


مابين غمضـة عين وانتباهتها *** يُــبدل الله من حالٍ إلى حال.!!




مع أصدق أمنياتي للجميع بالسعادة.



:

:





( مقال قديم متجدد ) لــ أختكم / العاصفة .