إثارة مصنوعة







عند حلول الساعة الثامنة أنتم على موعدٍ مع الإثارة المصنوعة،
تكون البداية؛ بتشمير الثوب عن الساعدين،ومن ثمّ تقليب الأوراق بحركة بهلوانية سريعة، لتتلوها توزيع النظرات الحادة على ضيوفه !
… يشتد قمع النقاش -العقيم- على الطاولة المستديرة فـ نشاهدهُ يحذر، وتارة يُهدد، وتارة أخرى يُصرح ويصرخ ولا يُغلب،حينها؛ تُحتبس أنفاس الضيوف في الصدور،ويتلعثم لسان المتحدث عن إفصاح الحقيقة، وفجأةً !! بقدرة تقديم باهر، وإعداد نادر، وأخرج ساحر،
تنقلب الطاولة على رأس الضيوف..!!
لتصبح الساعة الثامنة، ساعة جحيم على روادها الجهابذة.
ونتنفس نحن معاشر المشاهدين، تنفس السعداء الفائزين، وكأن الحق عاد للمظلومين، إذا، أهلاً وسهلاً بكم في برنامجكم “التنفيسي”- الساعة الثامنة- .
نعم، هذا هو الظاهر، ولكن الحقيقة هو برنامج عبارة عن “مُخدر موضعي” خلاله يُلامس جرح النازفين من المواطنين، “ويطبطب عليه بكل حِنيّه” وإذا بحث عن الجاني فلا يجد له أثراً “فقط” يريد أن يُظهر – لسادة الكرام – أنهُ يحاسب جُل المفرطين، ويشهر ببعض المقصرين، ويصفع خد المسئولين، مع أن البرنامج نفسه؛ تعوزه الحكمة، وحسن الإعداد والتنسيق المسبق.
فنجدنا في نهاية المطاف لا نخرج إلا بحصيلة كبيرة من النقاشات تغرد خارج السرب،والتي بالغالب لا تفضي لحلول جذرية، وإنما تنافي ما شرعه الله من الأدب، أثناء الحوار وكيفية التعامل مع الآخرين.
إذا مرت الساعة الثامنة لا جديد من أخبار تحت ستار الليل تستحق المتابعة،لم نلمس التطوير، ولا التنوير، ولا التغيير المنشود،
بل أصبح البرنامج مجرد؛ ثارة ، وغارة “وكلام فارغ وسط حارة” لا يغني ولا يسمن من جوع، أو كما قيل مجرد “زوبعة في فنجان” والمستفيد، هو من جلس على الطاولة الثمينة، وصار محل اهتمام الجميع.
(تحذير!!)
هذا البرنامج تحت رعـاية خارقة، وحماية جديدة ضد الفيروسات!!.