صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 6 من 12

الموضوع: معادن النـــــاس

  1. #1
    عضو جديد الصورة الرمزية أبو عبدالرحمن السرحاني
    تاريخ التسجيل
    3 - 1 - 2010
    المشاركات
    327
    معدل تقييم المستوى
    560

    افتراضي معادن النـــــاس


    معادن النـــــاس
    الناس رجلان: رجل يعمل ما يعمل من الخير ، أو يقول ما يقول من الحق ، وهو يبتغى بذلك الأجر العاجل ، والمثوبة الحاضرة ، من مال يجمع ، أو ذكر يرفع ، أو جاه يعرض ويطول ، أو لقب ومظهر يصول به ويجول: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) (آل عمران:14). ورجل يعمل ما يعمل ويقول ما يقول لأنه يحب الخير لذاته ، ويحترم الحق لذاته كذلك ، ويعلم أن الدنيا لا يستقيم أمرها إلا بالحق والخير ، وأن الإنسان لا تستقيم إنسانيته كذلك إلا إذا رصد نفسه للحق والخير: (وَالْعَصْرِ , إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ , إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) (العصر:1-3) ولأنه يحب الله ويخشاه ويرجوه ، ويقدر نعمته ـ عليه في الوجود والقدرة والإرادة والعلم وسائر ما منحه إياه ، ففضله بذلك على كثير ممن خلق تفضيلا ، وهو يعلم أن الله قد أمر بالخير فقال: (وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الحج:77) ، وأوصى بالثبات على الحق ، فقال: (فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ) (النمل:79) ، فهو لهذا يرجو ما عند الله ، ويبتغى بقوله وعمله مرضاته وحده. وقد يرتقى به هذا الشعور فيرى أن كل ما سوى الله باطل ، وكل ما عداه زائل ، فمن وجده فقد وجد كل شيء ، ومن فقد شعوره بربه فقد فقد كل شيء: (هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (الحديد:3) , فهو لهذا لا يرى أحدا غيره حتى يولى إليه وجهه ، أو يصرف نحوه حقه وخيره: (فَفِرُّوا إِلَى اللهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) (الذريات:50) , (وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى) (لنجم:42) , أو لأنه يعلم أن هذه الدنيا فانية زائلة ، وكل ما فيها عرض حقير ، وخطر يسير ، من ورائه حساب عسير ، وأن الآخرة هي دار القرار ، فهو يزهد كل الزهادة في الجزاء في هذه الدنيا ، ويرجوه في الأخرى.
    فالمال إلى ضياع وورثة ، والجاه إلى تقلص ونسيان ، والعمر إلى نفاد وانقضاء مهما طال: (مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللهِ بَاقٍ) (النحل:96) ، (وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) (الأعلى:17) ، وهو يرجو المثوبة نعيما في الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولثك رفيقا.
    ومن الناس قسم ثالث يود أن يأخذ من هذه وتلك ، وقلما يستقيم له الأمر ، فهما ضرتان إن أرضيت أحداهما أغضبت الأخرى ، وكفتا ميزان إن رجحت واحدة شالت واحدة. على أن المقطوع به أن من أراد الدنيا وحدها خسر الآخرة ، ومن أراد الآخرة حازهما معا ، وصح له النجاح فيهما جميعا ، ومن خلط بينهما كان على خطر عظيم: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً , وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً) (الاسراء:18-19).

    ومن هنا آثر الصالحون من عباد الله في كل زمان ومكان أن يتجردوا للغايات العليا ، ويصرفوا نياتهم ومقاصدهم وأعمالهم وأقوالهم إلى الله جل وعلا ، متجردين لذلك من كل غاية ، متخلصين من كل شهوة: (وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ) (البينة:5).
    ومن هنا قرأنا في تاريخنا قصة ذلك الذي عثر على حق من الجوهر الغالي الثمين في القادسية ، فقدمه إلى الأمير طائعا ، فعجب من أمانته وقال: (إن رجلا يتقدم بمثل هذا لأمين , ما اسمك؟ حتى أكتب به إلى أمير المؤمنين فيجزل عطاءك ، وينبه اسمك) فقال الرجل: (لو أردت وجه أمير المؤمنين ما جئت بهذا ، وما وصل علمه إليك ولا إليه ، ولكن أردت وجه الله الذي يعلم السر وأخفى ، وحسبي علمه ومثوبته). وانصرف ولم يذكر اسمه، وآثر ما عند الله على ما عند الناس.
    وأمثال ذلك كثير في تاريخنا الزاخر بمعاني التجرد للخير والحق والعمل الصالح ابتغاء مرضاة الله , فهل تستقيم الأمور على هذا النهج القويم ؟ ...... اللهم آمين...
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
    [blink]أخوكم أبو عبدالرحمن السرحاني[/blink]


  2. #2
    عضو جديد الصورة الرمزية ماجد السرحاني
    تاريخ التسجيل
    11 - 12 - 2009
    المشاركات
    95
    معدل تقييم المستوى
    563

    افتراضي رد: معادن النـــــاس

    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.في البداية لا يسعني إلا أن أقول لك أخي أبا عبد الرحمن جزاك الله عنا خيرالجزاء وأسأل الله العلي القدير أن يجعل ماقلت من موعظه في موازين حسناتك .وأن يلبسك ثوب الصحة والعافيه وأن يصلح لك ذريتك إنه ولي ذلك والقادر عليه .وتقبل مني خالص التقدير والإحترام
    إذا وقع الذباب على طعامي
    رفعت يدي ونفسي تشتهيه
    وتجتنب الأسود ورود ماء
    إذا كن الكلاب يلغن فيــــــه


    وأفضل وسيله للإنتقام تجاهل الأمور واحتقارها

  3. #3
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    27 - 4 - 2010
    الدولة
    .
    المشاركات
    1,184
    معدل تقييم المستوى
    550

    افتراضي رد: معادن النـــــاس

    يعطيك العافيه على ماكتبت وأجزل لك ربي الأجر والمثوبه

  4. #4
    عضو جديد الصورة الرمزية الراحل
    تاريخ التسجيل
    21 - 8 - 2006
    المشاركات
    386
    معدل تقييم المستوى
    683

    افتراضي رد: معادن النـــــاس

    ابو عبدالرحمن اشكرك على الطرح المفيد .
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    (( من كان آخر كلامه من الدنيا لا اله الا الله دخل الجنه ))

  5. #5
    عضو جديد الصورة الرمزية الفقير الى الله
    تاريخ التسجيل
    29 - 4 - 2007
    المشاركات
    265
    معدل تقييم المستوى
    661

    افتراضي رد: معادن النـــــاس

    جعلنا الله ويك من المرضي عنهم بالدارين


    وجعل ذلك في موازين حسناك

    ابو عبدالرحمن دمت بووووود
    [SIGPIC][/SIGPIC]

  6. #6
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    11 - 9 - 2010
    الدولة
    السعوديه
    المشاركات
    1,116
    معدل تقييم المستوى
    536

    افتراضي رد: معادن النـــــاس

    صديقي العزيـــــــز/ ابو بدر السرحاني
    لاشك بان ماذكرت في هذا المقال لهو من روائع العقل المفكر المتدبر لطبيعه البشريه المختلفه
    وان التربيه علي مبدأ المراقبه الذاتيه منذ الصغر لها اثآرهاالايجابيه علي حياهـ المسلم وهي وقايه وحصانه
    من شرور كثيره تشكو منها البشريه
    تقبل ودي واحترامي
    مشاري البدر

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
هذا الموقع برعاية
شبكة الوتين
تابعونا