جزاك الله خير ابوفادي
وشكرا لك على الجهود الرائعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
سؤال تم طرحه على الشيخ محمد المنجد حفظه الله
ما حكم قول : الله لا يضرك ؟ هل هو من المناهي اللفظية؟
الحمد لله
قول الإنسان : الله لا يضرك ، لا حرج فيه ؛ لأن الله تعالى هو النافع الضار سبحانه ،
كما قال تعالى : ( قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ
أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ )
الزمر/38 ،
وقال تعالى : ( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
الأنعام/17
، وقال تعالى : ( أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ ) يس/23 .
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن هذه العبارة : "أعطني الله لا يهينك" .
فأجاب : "هذه العبارة صحيحة ، والله سبحانه وتعالى قد يهين العبد ويذله ،
وقد قال الله تعالى في عذاب الكفار: (فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي
الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُون) الأحقاف/20 ،
فأذاقهم الله الهوان والذل بكبريائهم واستكبارهم في الأرض بغير الحق.
وقال تعالى : (وَمَنْ يُهِنْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ) الحج/18 ، والإنسان إذا أمرك فقد تشعر بأن هذا إذلال وهوان لك فيقول: "الله لا يهينك" انتهى من "مجموع الفتاوى" (3/77) .
ولو دعا بقوله : الله يسلمك أو يحفظك أو يعافيك ، لكان أولى وأحسن ، لما فيه من كمال التأدب مع الله تعالى
، وعدم نسبة الشر إليه ، كما قال إبراهيم عليه السلام :
( الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) الشعراء/78-80 ، فنسب المرض إلى نفسه ولم ينسبه إلى الله كما فعل في الخلق والإطعام ،
وإن كان لا يقع شيء إلا بمشيئته وإرادته سبحانه .
وقال صلى الله عليه وسلم تأدبا مع ربه : (لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ ، وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ) رواه مسلم (771) .
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم :
" قَالَ الْخَطَّابِيُّ وَغَيْره : فِيهِ الْإِرْشَاد إِلَى الْأَدَب فِي الثَّنَاء عَلَى اللَّه تَعَالَى , وَمَدْحه بِأَنْ يُضَاف إِلَيْهِ مَحَاسِن الْأُمُور دُون مَسَاوِيهَا عَلَى جِهَة الْأَدَب "
جزاك الله خير ابوفادي
وشكرا لك على الجهود الرائعة
ابو فادي الله يعطيك العافيه
ويجزاك خير ويكثر من امثالك
بارك الله فيك على هذا الطرح نقل الفتوى
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات