أبا ريما
موضوع حساس و موضوع يعبر عن غيرة من رجل مسلم غيور على دينه و شباب أمته
أخي الغالي لا تزال مقولة إبن خلدون ( المغلوب مولع أبداً بالغالب ) عالقة في الذهن بل أنها تعتبر قاعدة في علم الاجتماع
و قد شخص إبن خلدون المعضلة و المشكلة فقال :
"
فصل في أن المغلوب مولع أبداً بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه و نحلته و سائر أحواله و عوائده:
و السبب في ذلك أن النفس أبداً تعتقد الكمال في من غلبها و انقادت إليه إما لنظره بالكمال بما وقر عندها من تعظيمه أولما تغالط به من أن انقيادها ليس لغلب طبيعي إنما هو لكمال الغالب فإذا غالطت بذلك و اتصل لها اعتقاداً فانتحلت جميع مذاهب الغالب و تشبهت به و ذلك هو الاقتداء أو لما تراه والله أعلم من أن غلب الغالب لها ليس بعصبية و لا قوة بأس و إنما هو بما انتحلته من العوائد و المذاهب تغالط أيضاً بذلك عن الغلب و هذا راجع للأول و لذلك ترى المغلوب يتشبه أبداً بالغالب في ملبسه و مركبه و سلاحه في اتخاذها و أشكالها بل و في سائر أحواله و انظر ذلك في الأبناء مع آبائهم كيف تجدهم متشبهين بهمدائماً و ما ذلك إلا لاعتقادهم الكمال فيهم و انظر إلى كل قطر من الأقطار كيف يغلب على أهله زي الحامية و جند السلطان في الأكثر لأنهم الغالبون لهم حتى أنه إذا كانت أمة تجاور أخرى و لها الغلب عليها فيسري إليهم من هذا التشبه و الاقتداء حظ كبير كما هو في الأندلس لهذا العهد مع أمم الجلالقة فإنك تجدهم يتشبهون بهم في ملابسهم و شاراتهم و الكثير من عوائدهم و أحوالهم حتى في رسم التماثيل في المصانع و البيوت حتى لقد يستشعر من ذلك الناظر بعين الحكمة أنه من علامات الاستيلاء و الأمر لله. و تأمل في هذا سر قولهم: (العامة على دين الملك )فإنه من بابه, إذ الملك غالب لمن تحت يده و الرعية مقتدون به لاعتقاد الكمال فيه اعتقاد الأبناء بآبائهم والمتعلمين بمعلميهم.
و الله العليم الحكيم و به سبحانه و تعالى التوفيق.
"
إنتهى كلام إبن خلدون
و للأسف أن الأمر واقع فعلاً كما قال
التعلق بالغالب
شعور بالنقص من الأمة الا ما رحم ربي
حب التقليد
الإعتقاد بأن الحضارة الغربية دائمة و أنها هي الطريق الصحيح ، رغم أن حضارة الغرب مادية فقط
و خالية من الروح .
نسأل الله أن يصلح الحال
مع خالص الشكر و التقدير لك أبا ريم
المفضلات