إصنع المعروف انه لا يضيع أبدًا ..!!!!!
هذه القصة الحقيقية دارت في اسكتلندا ،حيث كان يعيش فلاح
فقير يدعى فلمنج ،كان يعاني من ضيق ذات اليد والفقر المدقع
، لم يكن يشكو أو يتذمر لكنه كان خائفـًا على ابنه ، فلذة كبده ،
فهو قد استطاع تحمل شظف العيش ولكن ماذا عن ابنه ؟ وهو
مازال صغيرًا والحياة ليست لعبة سهلة ، إنها محفوفة
بالمخاطر ،كيف سيعيش في عالم لا يؤمن سوى بقوة المادة ؟
ذات يوم وبينما يتجول فلمنج في أحد المراعي ، سمع صوت
كلب ينبح نباحًا مستمرًا ، فذهب فلمنج بسرعة ناحية الكلب
حيث وجد طفلاً يغوص في بركة من الوحل وعلى محياه الرقيق
ترتسم أعتى علامات الرعب والفزع ، يصرخ بصوت غير
مسموع من هول الرعب.
ولم يفكر فلمنج ، بل قفز بملابسه في بحيرة الوحل ، أمسك
بالصبي ، أخرجه ، أنقذ حياته.
وفي اليوم التالي ، جاء رجل تبدو عليه علامات النعمة والثراء
في عربة مزركشة تجرها خيول مطهمة ومعه حارسان ،
اندهش فلمنج من زيارة هذا اللورد الثري له في بيته الحقير ،
هنا أدرك إنه والد الصبي الذي أنقذه فلمنج من الموت.
قال اللورد الثري ( لو ظللت أشكرك طوال حياتي ، فلن أوفي لك
حقك ، أنا مدين لك بحياة ابني ، اطلب ما شئت من أموال أو
مجوهرات أو ما يقر عينك ).
أجاب فلمنج ( سيدي اللورد ، أنا لم أفعل سوى ما يمليه عليّ
ضميري ، و أي فلاح مثلي كان سيفعل مثلما فعلت ، فابنك هذا
مثل ابني والموقف الذي تعرض له كان من الممكن أن يتعرض
له ابني أيضا ).
أجاب اللورد الثري ( حسنـًا ، طالما تعتبر ابني مثل ابنك ، فأنا
سأخذ ابنك وأتولى مصاريف تعليمه حتي يصير رجلاً متعلمًا
نافعًا لبلاده وقومه).
لم يصدق فلمنج ، طار من السعادة ، أخيرًا سيتعلم ابنه في
مدارس العظماء ، وبالفعل تخرج فلمنج الصغير من مدرسة
سانت ماري للعلوم الطبية ، وأصبح الصبي الصغير رجلاً
متعلمًا بل عالمًا كبيرًا .. نعم ؛ فذاك الصبي هو نفسه سير
ألكسندر فلمنج ( 1881 ــ 1955 ) مكتشف البنسلين
penicillin في عام 1929 ، أول مضاد حيوي عرفته البشرية
على الإطلاق ، ويعود له الفضل في القضاء على معظم
الأمراض الميكروبية ، كما حصل ألكسندر فلمنج على جائزة
نوبل في عام 1945.
لم تنته تلك القصة الجميلة هكذا بل حينما مرض ابن اللورد
الثري بالتهاب رئوي ، كان البنسلين هو الذي أنقذ حياته ،
نعم مجموعة من المصادفات الغريبة ، لكن انتظر المفاجأة
الأكبر ، فذاك الصبي ابن الرجل الثري ( الذي أنقذ فلمنج الأب
حياته مرة وأنقذ ألكسندر فلمنج الابن حياته مرة ثانية بفضل
البنسلين ) رجل شهير للغاية ، فالثري يدعى اللورد راندولف
تشرشل ، وابنه يدعى ونستون تشرشل ، أعظم رئيس وزراء
بريطاني على مر العصور ، الرجل العظيم الذي قاد الحرب ضد
هتلر النازي أيام الحرب العالمية الثانية ( 1939 ــ 1945 )
ويعود له الفضل في انتصار قوات الحلفاء (انجلترا وفرنسا
والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي ) على قوات
المحور ( ألمانيا واليابان ).
هذه الحكاية العجيبة بدأت بفلاح اسكتلندي بسيط فقير أنقذ طفلاً
صغيرًا ، فعلا عمل الخير لا ينتهي أبدًا والمحبة لا تسقط أبدًا.
الحكمـــــــــــــة
باختصار شديد جدًا:
(( إذا عملت معروفـًا فلا تنتظر شكرًا من أحد، ويكفيك ثواب
الواحد الصمد، وثق تمامًا بأنه لن يضيع أبد.))
آمل أن تنال اعجابكم
تقبلوا تحياتي ودمتم بخير
ماجد البلوي
المفضلات