" على العهد "
- رواية -
...............
-- 1 --
.
.
لا أدري لماذا لم أنتبه لها ..
إلا وهي واقفة مستندة إلى جذع نخلة ترمقني بنظرة فاحصة ..
وابتسامة هادئة بريئة ..
عندها توقفت عن .. جرف التراب !! .. على مجرى المياه ..
وأرسلتُ لها نظرة .. أظنها كانت نظرة استغراب ..
مع عدم مبالاة في نفس الوقت ..
لم تؤثر فيها نظرتي .. بل في ثبات وشموخ: بادلتني واحدة مثلها ..
استويت واقفاً وسألتها بهدوء :
ماذا تفعلين ؟!
اتسعت ابتسامتها قبل أن تجيب : أطالعك .!! ثم وهي تمشي نحوي أردفت : ماذا تفعل ؟!!
في الحقيقة : لم أكن مستعداً للتحاور بهذه الطريقة .. مع طفلة صغيرة ..
ماذا تفعل ؟!!
أجبتها .. وأنا أعود لجرف التراب .. أسقي ...
قالت بجرأة : تسقي ..!! .. كيف يعني ؟؟
مشكلتي الآن ليست أني لا أعرف ما أفعل ..
ولكنها : أني لا بد أن أشرح شيء بديهي ( لا يشرح ) ولطفلة .. صغيرة ..!!
.
.
نسيت كل جهد وعناء ذلك اليوم .. وأنا أشرح لها كيف يدار الماء
من قنطرة لأخرى .. ومتى يكون ذلك ..
بعدما فهمتها .. سألتها : من أين جئت ؟؟
قالت : جئت مع أهلي .. نتمشى في المزرعة ..
انتبهنا لصوت طفل ينادي قرب طريق السيارات وسط النخيل ..
(( أسماااء )) أمي تقول تعالي نريد أن نرجع ..
استأذنت ومضت ..
...
كانت ذات عمر قريب من التاسعة أو العاشرة ..والآن عرفت أنها .. كانت أسماء ..
عدت إلى عملي ..
ولم تمض بضع دقائق .. حتى سمعت صراخاً .. من المزرعة المجاورة .!!
المزرعة التي أتت من جهتها ( أسماء ) !!
لم أفهم لماذا قلقت ..
توقفت أصيخ السمع لعلي أفهم الخطب ..
لكنني لم أفهم شيئاً .. من اللغط المختلط ..
سوى نداءاً يتردد باسم : ( زياد )
لم تطل حيرتي ..
إذ فوجئت بأسماء تركض لاهثة نحوي وصاحت بي ..
" الحق زياد .. أخي .. أخي .. زياد سقط في البئر ... "
عندها فهمت كل شيء ...!!
....
..
..
=========================================
عدا النشر الشخصي فقط في مستوى العائلة والأصدقاء
فلا أجيز نقل حلقات الرواية إلى أي منتدى على الشبكة
أو أي وسيط نشر البتة ..
=========================================
المفضلات