بسم الله الرحمن الرحيمإخواني .. أخواتي ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
يُحكى انه في ذات يومٍ من الأيام وأثناء الدوام الرسمي استأذن أخونا ( زيد ) من جهة عمله من اجل إنجاز معاملة مهمة له في إحدى الإدارات الحكومية الخدميّة فهي معاملة عاجلة ولا تحتمل التأخير وكان (زيد) في عجلة من أمره فهو أيضا موظف وترك خلفه الكثير من المعاملات التي تحتاج إلى الإنجاز وحين ذهب للموظف المسئول المباشر عن معاملته وهو( الأستاذ / عبيد) لم يجد هذا الموظف في مكتبه وعندما سأل زملائه قالوا له بأنه ذهب إلى مشوار قريب وسيعود حالاً انتظره قليلاً حتماً سيعود.. جلس زيدٌ على احدى الكراسي المجاورة لمكتب الأخ ( عبيد) وأنتظر( زيد) وأنتظر ( وربنا يكفيكم شر الانتظار) و(زيد) مثل ما يقولون جالس على أعصابه فقد أوشكت رخصته من عمله على النهاية.. نترك أخونا (زيد) ينتظر عودة الموظف (عبيد) وننتقل إلى مشهد آخر وهو البحث عن الموظف (عبيد) الذي خرج من عمله لنبحث عنه في مكان آخر ولنرى ماذا يفعل وكيف يقضي يومه ............؟؟
تخيلوا أخواني (عبيد) بعد توقيعه الحضور الصباحي في دفتر الدوام أعطى توصياته اليومية لزملائه بأنه( في مشوار ضروري وقريب وسيعود ولن يتأخر).. الخ أخونا (عبيد )عاد مرة أخرى إلى منزله وأكمل نومه الذي نغّصه عليه الدوام وبعد ما أخذ له ( تعسيله) أستيقظ وهو يتثاءب وعصافير بطنه مثل ما يقولون (تصوصو) من الجوع خرج من بيته ثم عرّج كعادته شبه اليومية على إحدى المطاعم وتناول إفطاره فهو يعشق الفول و(التميس) ومن ثم أكمل جولته اليومية إلى احد المقاهي التي اعتاد هو وبعض أصحابه ( الشلّه ) الالتقاء فيها للدردشة ومشاهدة القنوات الفضائية ومتابعة أهم المستجدات على الساحات ألرياضيه... الخ..
نعود مرة أخرى إلى أخونا (زيد) الذي ظل ينتظر وينتظر وعندما طال بـ(زيد) الانتظار سأل احد الموظفين الا يوجد احد يحل مكان الموظف ( عبيد) من اجل إنجاز تلك المعاملة فهي لا تحتاج سوى التوقيع قالوا لا نستطيع خدمتك فهذا اختصاص (الأستاذ/ عبيد) وتلك صلاحياته وكرروا على مسامعه نفس الاسطوانة (في مشوار ضروري وقريب وسيعود ولن يتأخر )وإذا كنت مستعجل يمكن أن تعود إليه في الصباح وسوف تجده على مكتبه، أخونا( زيد) استبدّ به الغضب وأشتد غيظه فمن الصعب أن يكرر استئذانه كل يوم من اجل إنجاز تلك المعاملة فهو أيضا موظف وقد ترك الكثير من المعاملات التي تحتاج إلى إنجاز وبأسرع ما يمكن.........
ومن خلال هذا الموقف أستشعر( زيد) بينه وبين نفسه أهمية إنجاز معاملات الناس بأسرع ما يمكن وشعر بمرارة الانتظار وعدم إهدار وقت العمل فيما لا يفيد فالعمل أمانة نُسأل عنها أمام الله و نقبض منها بالمقابل على أجر ( راتب) ونصرف من هذا الراتب على أُسرنا وأولادنا فمن الواجب أن نؤمن لهم لقمة( العيش الحلال ) التي لا تشوبها شائبة... فالكثير من الناس يتذمّرون لماذا الرواتب مُحقت بركتها فنحن نقبض مرتب ومقداره كذا وكذا فلا يمر أسبوع أو أسبوعان من الشهر إلا ونحن على ( الحديدة) .. فلو تسائل ذلك الموظف بينه وبين نفسه عن مدى إخلاصه وإنظباطه وتفانيه في عمله لوجد الجواب الشافي على تلك التساؤلات .....!!
**أخواني أخواتي بعد المقدمة الدرامية السابقة وهذا السيناريو والذي يتكرر وللأسف الشديد بصفة مستمرة في إداراتنا الخدميّة يسعدني أن أتناقش معكم في ظاهرة بل هي قضيّة مهمة نتمنى أن نتفاعل معها من خلال إبداء الرأي والمشاركة والحوار الصريح :
* يعتبر خروج الموظفين من أعمالهم ظاهرة تعاني منها اغلب الإدارات الحكومية بصفة عامة والإدارات ذات العلاقة بمقابلة الجمهور بصفة خاصة.
دعونا أخواني نتناقش ونتصارح بشفافية حول أسباب تلك الظاهرة من خلال طرح الأسئلة التالية :
- ماهي الأسباب التي ترون أنها تدفع الموظفين إلى الخروج من الدوام الرسمي؟
- ماهو انعكاس ذلك على العمل والمراجعين؟؟
- كيف يمكن الحدّ من تلك الظاهرة ؟؟؟
* نرجو من الجميع المشاركة وإبداء الرأي وبكل موضوعية حول اسباب هذه الظاهره ...
ودمتم بكل الحب !!
*** ملاحظة مهمة :
الأسماء الواردة في القصة أسماء وهميّة لاتمتّ للواقع بصلة لذا جرى التنويه !!
المفضلات