الوطن أوضح الرئيس التنفيذي لشركة زين السعودية الدكتور مروان الأحمدي، أن شبكة الشركة التي يجري إنشاؤها وفق الجدول المعتمد ستغطي 53% من سكان المملكة في اليوم الأول من التشغيل، مشيرا إلى أن خدمات الشركة ستتوفر عبر 25 ألف منفذ بيع عند بدء أعمال الشركة التشغيلية المقرر قبل نهاية النصف الأول من العام الجاري.
وأكد الأحمدي في حوار مع "الوطن" أن الرخصة الثالثة لشبكة المحمول في السعودية تستحق ما دفع فيها، مبينا أن الشركة سددت 80% من قيمة الرخصة البالغة 22.9 مليار ريال، على أن يتم تسديد المتبقي بعد الاكتتاب. وقال إن الشركة تحتاج إلى 28 مليار ريال لتشغيل الشركة، وتحقيق عوائد مجدية، فيما تبلغ ديون الشركة الحالية 9.4 مليارات ريال عبر قرض مرابحة إسلامي تم استخدامه لدفع جزء من القيمة الرخصة، وفيما يلي نص الحوار:
* ما الذي تم إنجازه حتى الآن للبنية التحتية لشركة زين السعودية؟
ـ أكبر عنصر في البنية التحتية هو الشبكة، ومحتويات الشبكة منها ما هو ملموس وغير ملموس، وخطط إنشاء الشبكة تسير وفق الجدول المعتمد لها دون تأخير، ولكن بناء الشبكة شيء، والتأكد من أداء وجودة الشبكة في توفير الخدمة للعملاء شيء آخر، وهذه مهمة أساسية، ولا بد دوما من إجراء مجموعة الاختبارات للتأكد أن الشبكة توفر الخدمة بأعلى مستوى من الجودة.
وإطلاق الخدمة يعتمد اعتمادا كبيرا جدا على إنشاء الشبكة والتأكد من معايير الجودة، سواء المتعلقة بالشبكة، أو تلك المتعلقة بخدمات العملاء، وبيع الخدمات، ونحن قادمون للسوق السعودية بمعايير جودة عالمية لن نتنازل عنها.
نحن أعلنا أننا سنطلق الخدمة في النصف الأول من العام الجاري، وحتى الآن ليس هناك أي مستجدات يمكن أن تغير هذا الموعد، مع الأخذ بعين الاعتبار أن ذلك سيكون مشروطا، بالتأكد، من معايير الجودة التي نرتضيها لهذه السوق، ولن نكون تحت ضغط الوقت، أو نطلق الخدمة لمجرد أننا نريد إطلاق الخدمة.
* عندما تتحدث عن بناء الشبكة بشقها الملموس، هل تقصدون أبراج الاتصالات؟
ـ نعم، سواء تلك المقامة على الأرض، أو فوق أسطح المباني. سيكون لدينا أبراج في 34 مدينة عند إطلاق الخدمة، وحوالي أربعة آلاف كيلومتر من الطرق السريعة، والباقي سيكون بالاعتماد على التجوال المحلي مع أحد المشغلين.
* ذكرت في وقت سابق أن شبكة زين ستغطي 95% من سكان المملكة مع بدء التشغيل، فهل هذا يعني أن الـ 5% المتبقية سيتم تغطيتها من قبل التجوال المحلي؟
ـ دعني أوضح لك الأمر، فمن هذه النسبة ـ أي من 95% ـ هناك 53% سيتم توفيرها من قبل شبكتنا في اليوم الأول من بدء التشغيل، والباقي سيكون عبر شبكة التجوال المحلي، وهذا الجزء الذي سيتم توفيره عبر شبكة التجوال المحلي لأحد المشغلين سيتضاءل مع مرور الوقت حتى يصبح نطاق التغطية من شبكتنا 95% خلال فترة قصيرة.
* كم نفذتم من الشبكة المستهدفة في اليوم الأول؟
ـ لا أريد الحديث عن نسب، لأن التنفيذ يعتمد على جوانب عديدة تتعلق مثلا بالحصول على مواقع، أو تركيب الأبراج، أو ربط الأبراج، أو اختبار الأبراج، أو تركيب الشبكة الرئيسية.
وهذه جميعها إنجازات متعددة المراحل من التقدم، ولكن أستطيع أن أطمئنك بأن الجزء الأكبر من الشبكة المستهدفة تم إنشاؤه ولا نرى عائقا في إنجاز المتبقي، وإطلاق الخدمة في موعدها، كما لا نرى أي عائق يحول دون ذلك، مع مراعاة المحافظة على معايير الجودة.
* أمامنا خمسة أشهر حتى نهاية النصف الأول من العام الحالي، وهي فترة طويلة، فقد ذكرت أن إطلاق الخدمة سيكون خلال النصف الأول، ألم تتضح الصورة لديكم متى سيكون الموعد التقريبي لإطلاق الخدمة؟
ـ هي عملية تراكمية، ومرتبطة بالجودة. ونحن وضعنا معايير جودة معينة، وتحقيق معايير الجودة بالنسبة لنا هي إما أن نكون أو لا نكون ولا حل وسط بين ذلك.
* أنت تتحدث عن معايير الجودة كثيرا، فهل هذه الجودة مسألة صعبة جدا في صناعة الاتصالات؟
ـ ليست صعبة، ولكنها لا تأتي جزافا، وهي تعتمد على طبيعة المعايير التي تضعها كل شركة، وترتبط هذه المعايير بمسألة عدد المكالمات التي لا تكتمل مثلا، وعدد المحاولات التي يقوم بها المستخدم لإتمام المكالمة.
كل مشغل يلتزم بحد أدنى من هذه المعايير طبقا للاشتراطات التي تُلزمه بها هيئة الاتصالات، أو الجهات المنظمة لقطاع الاتصالات، ولكن قد يضع المشغل لنفسه حداً أكبر من ذلك، وهذا ما تلزم "زين" نفسها به.
* هل يمكن أن نعرف الحد الأدنى لهذه المعايير، والحد الأقصى الذي وضعتموه لأنفسكم كمشغل؟
ـ نحن لا نتحدث عن أرقام محددة، لأنه ليس الوقت المناسب للإفصاح عن هذه التفاصيل، ولكن ما أستطيع قوله، إن لدينا معايير نعمل فيها على مستوى المجموعة ككل، بحيث إن كل مشغل من المشغلين الذين يتبعون مجموعة "زين" في الدول التي يعملون فيها، يلتزم بهذه المعايير، وهي معايير عالمية في مصاف ما يقدم في أفضل ما هو موجود في العالم. ونحن ملتزمون بهذه المعايير، وليست اختيارية.
* هل لنا أن نعرف ما هذه المعايير، وبماذا تتعلق؟
ـ هناك معايير هندسية تتعلق بإنشاء المكالمة، واستمرارية المكالمة، وجودة الصوت ونقائه، وهناك معايير ترتبط بخدمات العملاء مثل مكان خدمة العميل، والوقت الذي ينفق في خدمة العميل، ومعدل الاستجابة لحل المشاكل التي يواجهها العملاء، وكل هذه معايير مرتبطة بالعميل نفسه.
* أود هنا أن أسألك عن معايير التسويق: الملاحظ أن العديد من شركات الاتصالات تسوق خدماتها عشوائيا، إذ أصبح ممكنا أن تشتري شريحة المحمول من ورشة إصلاح ساعات مثلا، أو منافذ ليست ذات علاقة، ودون تسجيل هوية المستخدم، كيف ستكون الطريقة المتبعة لديكم، هل ستكون هناك معايير واضحة لضبط هوية المستخدمين؟- ضبط هذه الأمور لا يعتمد فقط على منافذ وقنوات البيع المستخدمة، هذا من جانب، والجانب الآخر يعتمد على نوعية التقنية المستخدمة. إذا وفرت التقنية للمنفذ الذي يبيع خدماتك، بحيث يتمكن خلال وقت قصير من تسجيل بيانات العميل خلال فترة قصيرة، فإن تلك المشكلة يمكن حلها بسهولة. الخطورة هي في عدم ضبط هذه القنوات، بحيث يتم توزيعها بطريقة تفقد معها الشركة التحكم، ودون أن تتوفر تقنية تسجيل الاسم والهوية، وهنا تبرز مشكلة انتشار بيع البطاقات في مواقع مثل ما ذكرت، وربما يتم بيعها عبر عدة أطراف، ولكن المهم هنا تهيئة الموزعين في المنافذ المعتمدة.
* هل أبرمتم عقودا مع موزعين لخدماتكم في السوق السعودية؟
ـ نعم.
* كم عددهم؟
ـ لا أستطيع ذكر عددهم، فالسوق تنافسي، والمنافسة فيه ليست سهلة، ونحن أبرمنا عقودا مع جهات عديدة، وهم في مرحلة تشييد مواقعهم، وهناك موزعون في طور التفاوض معهم.
* وفقا لاستراتيجيتكم، هل لنا أن نعرف عدد المنافذ التي ستوفر خدمات "زين السعودية" مع بدء إطلاق الخدمة؟
ـ ستكون متوفرة بشكل مباشر وغير مباشر عبر 25 ألف منفذ.
* بعض الشركات العالمية توفر دعما للشباب لافتتاح مراكز تسويق لخدماتها، هل لديكم هذا التوجه؟
ـ نحن أبرمنا اتفاقيات في هذا الاتجاه، ومنها اتفاقية أبرمناها مع برنامج باب رزق جميل التابع لمجموعة عبد اللطيف جميل، لتوفير وظائف، وإطلاق مبادرات توفر مشاريع للشباب والشابات في المملكة بحيث يمكن لهم إنشاء منشآت صغيرة لبيع خدمات الاتصالات.
* هل ستقوم "زين" وفقا لهذه المبادرة بتمويل أعمال هؤلاء الشباب؟
ـ نعمل حاليا على تشكيل هذه المبادرة، ونحن التزمنا بهذه المبادرة قبل الحصول على الرخصة. ولدينا في الشركة شخص مسؤول عن برامج المسؤولية الاجتماعية، وهو مسؤول عن وضع استراتيجية للشركة ليكون لها إسهامات في المشاريع التي تدعم أولويات البلاد، ومنها توفير وظائف للشباب، وهذا لا يعني التوظيف المباشر في الشركة فحسب، بل مساعدتهم على إنشاء مشاريع، وهذه المبادرات نتوقع أن تؤدي لتوفير 2

وظيفة مباشرة، وغير مباشرة.
* سبق أن ذكرتم بأن الشركة ستوفر أيضا ألف وظيفة داخلية..ـ نعم عدد الموظفين الذين سيعملون داخل الشركة نفسها سيتجاوز ألف موظف، ولكن هناك وظائف غير مباشرة ستوفرها الشركة بالآلاف. ونحن أجرينا بحثا حول قطاع الاتصالات في منطقة الشرق الأوسط، أثبت أن كل وظيفة يتم استحداثها في قطاع الاتصالات يقابلها 8 وظائف أخرى غير مباشرة، وبذلك فإن الوظائف المباشرة وغير المباشرة التي يمكن أن تستحدثها "زين السعودية" قد تصل إلى 8 آلاف وظيفة على وجه التقريب.
المفضلات