بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين
كما هي عادة يأتي عبدالله بن بخيت بالطوام و جديد طوامه و ليس آخرها
ما كتبه في عموده المقالي لعدد يوم الاثنين في جريدة الرياض
و سوف نقرأ معاً مقاله الذي كشف عورة ضحالة ثقافته
و التي يتباهى بها و يزكي نفسه و من هم على شاكلته و يصفهم بالمثقفين
بينما من يمتثل أمر الله و سنة رسوله يصفهم بالمتشددين و يجردهم من الثقافة
و لا نعلم ما هو تعريفهم لمصطلح الثقافة .
قبل أن نقرأ مقال هذا الرجل المثقف لنقف مع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم /
(( عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه إن فتى شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ائذن لي بالزنا فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا : مه مه فقال : ادنه فدنا منه قريبا قال : فجلس قال : أتحبه لأمك ؟ قال : لا والله جعلني الله فداءك قال : ولا الناس يحبونه لأمهاتهم قال : أفتحبه لابنتك قال : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك قال : ولا الناس يحبونه لبناتهم قال : أفتحبه لأختك قال : لا والله جعلني الله فداءك قال : ولا الناس يحبونه لأخواتهم قال : أفتحبه لعمتك قال : لا والله جعلني الله فداءك قال : ولا الناس يحبونه لعماتهم قال : أفتحبه لخالتك قال : لا والله جعلني الله فداءك قال : ولا الناس يحبونه لخالاتهم قال : فوضع يده عليه وقال : اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء ))
إسناده صحيح و صححه الألباني
و الآن يا إبن بخيت هل رسول الله صلى الله عليه وسلم متشدد ؟
و هل تشدقكم بالحرية المزعومة تلغي تعاليم ديننا و نصوصه
و التي تنص على قوامة الرجل على المرأة و لا يعني هذا ظلمها ؟ .
هل تستدرك على رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو الذي سأل هذا الشاب هذا السؤال :
أتحبه لأمك ؟
الا تعلم يا ناقص الثقافة أنك في ما يسمى مقالاً قد وجهت كلامك هذا لخير البشر دون أن تعلم ، وقد تعلم و لكن تابع لهواك .
قف عند حدك فقد تجاوزت حدك
هداك الله الى طريق الحق
أو أهلكك و أراح العباد من هذرك و شرك
هل ترضى هذا لزوجتك...؟
عبدالله بن بخيت
طرحنا يوم أمس الأول في هذه الزاوية سبعة أسئلة. انتقيتها من مجموع الأسئلة التي يطرحها المتشددون على المثقفين لإحراجهم. بدأنا عرضها بالسؤال التالي:
هل ترضى هذا على زوجتك أو أختك أو ابنتك؟ يتغنى المتشددون بهذا السؤال عند طرح مواضيع تتعلق بالمرأة كالاختلاط، سفر المرأة وحدها الخ. محوره الشرف، حماية المرأة،
سؤال كهذا يفترض أن يتفق الطرفان المتحاوران مبدئيا على أن المرأة ناقصة الأهلية. كأنك تقول هل ترضى هذا على طفلك؟ هل ترضى هذا على سيارتك؟ المرأة في هذا السؤال تحت وصايتك أو من ممتلكاتك. فاقدة القدرة على وزن الأمور وتعرض نفسها ببلاهة للرجال مما يستوجب حمايتها وتسييجها. أبسط احترام للمرأة أن يطرح السؤال بالصيغة التالية: هل ترضى أمك أو أختك أو زوجتك هذا على نفسها.
بعيدا عن قيمة المرأة في نظر هؤلاء ، سنرى أن صاحب هذا السؤال يضع مقاييسه الأخلاقية معيارا للجميع. ما يرضاه الإنسان في بيته قد لا يرضاه آخر. ما يفعله إنسان في بيته وأمام أهله قد يجرّمه شخص آخر. إذا كنت تلحف زوجتك بكنبل أسود قبل أن تخرج إلى الشارع فالآخر قد يرى هذا إذلالا لزوجته إذا فرضه عليها. إذا كنت تمنع تركيب الدش في بيتك فالآخر يسمح به. القيم الإنسانية متعددة ومتفاوتة ولكن هناك قيمة واحدة مشتركة اسمها (الحرية). أنت حر في أن تضع فلسفة بيتك وتذكر أن الآخر هو حر كذلك. لماذا تفرض توجهاتك علي. الكاتب الجاد لا يرى نفسه مع هذا أو ذاك. الكاتب لا يضع مقاييسه الشخصية معيارا للآخرين. لا يروج ما يفعله في بيته ويؤمن به شخصيا. على سبيل المثال، هناك كتاب ينتسبون للأكثرية في المجتمع وفي الوقت نفسه يدافعون عن حقوق الأقلية. هؤلاء لا يدافعون عن القيم التي تؤمن بها الأقلية ولكنهم يدافعون عن الحرية. عندما يطالب كاتب بحق الخادمة في إجازة أسبوعية تستريح فيها وتذهب حيث تشاء لا يطالب بشيء يخصه. قد يكون هو أول الخاسرين، ولكنها حقوق الإنسان وحرية الإنسان. قد لا أرضى ككاتب أن تعمل زوجتي في مكان مختلط مع الرجال.أثور وأزعل وربما أطلق لكن هذه النظرة الأخلاقية تخصني. تخص بيتي. لا أفرضها على الآخرين. خلفيات الناس الثقافية وظروفهم الاقتصادية تختلف عني.عندما يكتب الكاتب مقالا لا يكتب مروجا لمبادئ حياته الشخصية. لا يضع أخلاقه وأسلوب عيشه نموذجا على الآخرين اتباعه. عندما يقول الشيخ إن السائق في البيت أرحم من سياقة المرأة فالشيخ ينطلق من قدراته المادية. يستطيع تحمل مصاريف السائق. وضع هذا الشيخ امكاناته الاقتصادية المريحة مقياسا عممه على الآخرين وعلى الدين أيضا. هذا لا يفعله الكاتب الجاد.
السؤال: هل ترضى هذا على زوجتك أو أختك أو بنتك؟ سؤال باطل شكلا ومضمونا. كلام يبدو من شكله أنه سؤال بيد أنه تعبير عن ثقافة تحط من قيمة المرأة . من يطرح هذا السؤال هو في الواقع لا يسأل، هو يعير الرجل(المسلم)أو ينخاه مستفزعا ببقايا الروح الجاهلية في داخله. يفتقر في الوقت نفسه إلى حس الحرية والحق والعدالة.
يوم الأربعاء القادم سنناقش السؤال التالي: هل قيادة المرأة هي أكبر همنا. أليس لدينا قضايا أهم؟
http://www.alriyadh.com/2010/01/11/article488694.html
المفضلات